الشارع السياسى

الذكرى الـ 55 لتأميم القناة تؤكد أن أرض مصر مازالت وستظل تنبت الأبطال

في تاريخ مصر أياما تشهد على عظمة مصر قيادة وشعبا، وتعد مفخرة للمصريين جيلا بعد جيلا، ويعد يوم ٢٦ يوليو واحدا من هذه الأيام التي تؤكد ذكراها- التى تحل اليوم /الأحد/- أن أرض مصر مازالت وستظل تنبت أبطالا كالأسود على جبهة القتال، ويضربون أروع أمثلة البطولة والفداء في أداء مهامهم القتالية، ويضحون بأرواحهم في سبيل الدفاع عن سلامة واستقرار هذا الوطن، ويحملون لواء التنمية على الجبهة الداخلية، وذلك في ظل التحديات المتعددة التي تحيط بمصر، وتعصف بالمنطقة العربية.

وقبل ٦٣ عاما ، وبعد مضي ثلاثة أعوام من قيام ثورة ٢٣ يوليو- في وقفة تاريخية ووطنية- أعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس، وجاء أول رد فعل على هذا القرار بقيام فرنسا وانجلترا بتجميد الأموال المصرية في بنوك بلادهما، كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتجميد أموال شركة القناة- التي قدرت في ذلك الوقت- بنحو 43 مليون دولار، ثم حانت لحظة الانتقام من مصر بعدوان ثلاثي اشتركت فيه فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، فانتصار مصر على العدوان الثلاثى جعل من يوم ٢٦ يوليو يوما حافلا ، تحمل ذكراه حدثا تاريخيا ذي بصمة لاتنسى، وستظل محفورة في سجل التاريخ وذاكرته.

وكما جاء إعلان ناصر قرار التأمين بكلمات مدوية يتردد صداها في الأذن بمجرد الحديث عن قناة السويس، فإن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى في رسائل عده وجهها مؤخرا في مناسبات مختلفة، أن جيش مصر جيش رشيد يحمى ولا يهدد ، يؤمن لا يعتدى ، كما جاء تأكيد فخره بالقدرات الإحترافية العالية للقوات المسلحة المصرية ، وما تتمتع به من كفاءة واستعداد قاتلى متقدم ، مشددا على أن هذه هى استراتيجية وعقيدة وثوابت مصر التى لاتتغير على مدى العصور.

ولا يمكن أن ننسى كلمات ناصر وسط جماهير غفيرة احتشدت في ميدان المنشية بالإسكندرية، حيث قال “قرار رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس، شركة مساهمة مصرية”، فقد استقبل المصريون القرار بفرحة عارمة، حيث جاء بمثابة طلقة نار أذهلت قوى الاستعمار، وأذهبت عقله فقرر الانتقام، معربة عن استيائها واستهجانها للقرار.

ولم يكن قرار التأميم قرارا مفاجئا كما اعتقد الكثيرون، حيث اعتبر ناصر أن إعادة قناة السويس لمصر واحدا من أهم أهداف الثورة، وعكس إصراره على اتفاقية الجلاء فى عام 1954- التى نفذت بجلاء آخر جندي بريطانى عن مصر فى 18 يونيو عام 1956، قبل التأميم بحوالى 35 يوما فقط – تفكيره في عودة القناة لأصحابها الحقيقيين.

وحين أمم عبدالناصر القناة لم يكن يعلن عن نقل ملكيتها لمصر، لكنه كان يعلن عن تكريس محورية الدولة المصرية في المنطقة والعالم، وعن مشروعه الوطني للاستقلال والتنمية والعدالة الاجتماعية، ولأن أبناء مصر يسطرون في كل يوم البطولات والتضحيات؛ للحفاظ على مقدرات وأمن واستقرار وطنهم، فقد عاد يوم 26 يوليو مجددا لممارسة هوايته فى كتابة التاريخ، حيث خرج عشرات ملايين المصريين في القاهرة وبقية المحافظات في هذا اليوم عام ٢٠١٣ مجددا، ملبين لنداء الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة (وقتها) لتفويض الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب والعنف في مصر.

وتحمل المصريون مسئوليتهم كما تحملها أجدادهم من قبل في صد العدوان الثلاثي، فخرجوا في مظاهرات أمنها الجيش والشرطة، وأعلنت الجماهير رفضهم الفاشية الدينية، وتفويضهم الجيش لمحاربة الإرهاب والعنف؛ وليمنحوا الشرعية لخريطة الطريق التي تم إعلانها في الثالث من الشهر نفسه، مؤكدين عزمهم على حماية مكتسبات ثورتهم ، وإصرارهم على تحقيق مطالبها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: