منظومة القيم الاخلاقية ( لا سقوط )
منظومة القيم الاخلاقية
( لا سقوط ) بقلم /// وائل مقلد
لكل مجتمع منظومة قيم اخلاقية يمتاز بها تشكلت على مدار سنوات طويلة وجهد متراكم لأجيال تعاقبت من أبناء الوطن ترسخت تلك القيم فى وجدانهم واستقرت ثابته تظهر فى سلوكهم وتعاملاتهم وثقافتهم وادابيات الاتصال والتعبير وفى احترام الحقوق والحريات والإلتزام بالواجبات .
لمنظومة القيم الاخلاقية مصادر اساسية شكلتها اولها الدين ونجد ان الديانات السماوية جاءت بالاوامر والنواهى وتحس على السلوك القويم والخلق الحميد والمعاملات الحسنة كما ان العادات والتقاليد في المجتمع مصدر أصيل فى تشكيل القيم الأخلاقية فما استقر عليه الناس من افعال فترة زمنية طويلة واصبحت تلك الافعال جزء من حياتهم لا يستطيعون مخالفتها وتواترت الأجيال على الالتزام بها ليس هذا فقط بل القوانين والتشريعات فى المجتمع مصدر هام لتشكيل منظومة القيم الاخلاقية فالقانون قاعدة عامة مجردة يطبق على الكافة دون تمييز ولا يشرع لفئة دون فئة ويحكم القانون المجتمع فيشكل قيم اخلاقية بتجريم أفعال ووضع عقوبات للمخالفين ومرتكبى الأفعال المجرمة وللضمير الإنسانى دورة الفعال ايضا وكذا القدوة الصالحة فى حياتنا وما يفعله من أثر طيب يتركة وقيم نراها فى خطواته وافعاله
وتتجسد القيم الاخلاقية فيما نراه من سلوكيات وما نلمسة فى تعاملاتنا اليومية وانضباط او انحراف عن السلوك القويم والخلق الحميد او اقتراف جرم يعاقب عليه القانون او ما نشاهده او نسمعه او نقرأه فى وسائل الإعلام المختلفة وكذا فى وسائل التواصل الاجتماعي او مايسمى اعلام المواطن او نرصده فى المدارس والجامعات والمواصلات والشوارع من سلوكيات .
وللأسف نرى ان منظومة القيم الاخلاقية في المجتمع اخذت تتراجع منذ عدة سنوات بل اقولها ويملؤنى الألم انها تنحدر فى قاع هوة مظلمة ونسأل الله عدم السقوط .
فلهذا التراجع والانحدار أسباب عديدة منها أسباب خارجية وأخرى داخلية ، اما الخارجية فلو تأملنا ما حدث من تحولات فى كثير من المجتمعات بسبب العولمة وما يحدث فى حروب الجيل الرابع والتى تحاول الدول إفشال الدول الأخرى عن طريق ما تبثه من سموم فى الأفكار وتعمد اثاره الفتن بين أبناء الأمة الواحدة كما يحاولوا ان يفعلوه بين المسلمين والمسيحيين محاولين زعزعة قيمة المواطنة كما يتم من توجيه الاشاعات لزعزعة الثقة فى نفوس الشباب والإيقاع بابناء الوطن فى ظلمات اليأس والإحباط ومحاولة دفعهم للتخلى عن الهوية والعقيدة والمعتقدات الراسخة وحسهم على التقليد الأعمى لكل مستجد ومستحدث فى دول تختلف عنا فى الدين والثقافة والقيم المجتمعية مما يحدث بلبلة فكرية ونفسية تودى بابنائنا وبناتنا الى متاهة .
للتعليم دور هام فى تشكيل القيم الأخلاقية والحفاظ عليها وصيانتها وكذا الاعلام بكل اشكاله ولا ننسى التطور التكنولوجى الذى لم نستعد له ولم نستخدمه استخدام آمن .
كمان ان للأسرة والمسجد والكنيسة دور هام غاية الخطورة وكذا المؤسسات الاجتماعية والنقابات والاحزاب و مؤسسات المجتمع المدنى والحكومات بكل تأكيد فكلنا شركاء فى الوطن وكلنا محل مسئولية فى الحفاظ على اوطاننا وأبنائنا ومستقبلهم فانهيار منظومة القيم الاخلاقية في المجتمع تؤدى الى زعزعة الأمن القومى فى المجتمع فالاخلاق ضمانة وحماية للأوطان
وهنا يلح على تساؤال من منا ليس مسئول عن أسرة أو عن عمل او لا يمشى فى الشارع ولا يركب المواصلات ولا يبيع ولا يشترى ولا يتزوج ولا يتحرك فى المجتمع .
كلنا جزء من هذه المنظومة فنجد اننا قد تغيرنا والمؤسف ان هذا التغير أصبح للأسوأ الا من رحم ربى قل التراحم وانتشرت الجرائم وقل الحياء وكثر التبجح وانتشرت أمراض القلوب من حقد وكراهية وبضعف الدين فى الصدور نفاجأ بتصرفات وأفعال لم نكن نشهدها من قبل وهناك شيم كريمة كادت ان تختفى وطفت على السطح موجات فقاقيع من الجهل والانحلال .
الاخلاق ضابط وراضع فهى محرك للضمير .
وما اسرده ليس الا وصف حال من أجل وضع يدنا على المشكلة لطرح الحلول والتحرك لحلها فمن وازع الوطنية وعشق تراب الوطن نبحث عما نواجهه من مخاطر ومشكلات حتى نتمكن بعون الله من حلها لتكون بلادنا ومواطنيها أفضل بلاد الدنيا تقدما علميا واخلاقيا .
نحتاج الى ثبات ويقين بأن الله سيحفظنا ويحفظ بلادنا ولكن ليس تواكلا بل توكلا على الله باذلين كل الجهد من أجل اعادة منظومة القيم الأخلاقية التى كنا نمتاز بها فعلينا عدم الاستسلام لكل ما يحدث وعلينا العودة لقيم وتعاليم ديننا الحنيف وان نلتزم بالقوانين والعادات والتقاليد الأصيلة وان نحيي ضمائرنا محبين للناس ولأوطاننا وليعمل كل فى موقعة متحملا مسئولياته فى ان يزرع كل طيب وقيمة وان نعود بقيم اجدادنا واخلاقهم ونصون اخلاقنا .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.