مقتل عروس شنقا على يد أسرة زوجها في المنوفية
كتبت/رغدة رجب
دموع وأحزان وصرخات بعد أن تحولت فرحة الزواج لأحد البنات بالأسرة إلى حزن، وكابوس كبير، لم تتمكن الأسرة حتى الآن أن تتأكد منه، وكأنها تصارع لتنهى كابوسها بعودة نجلتها، ولكن الواقع المر أكد أنها انتقلت إلى الدار الآخرة، بأى شكل أو أسباب أو تفاصيل حول طريقة الوفاة ومن المتورط بها، وسط اتهامات وتحقيقات موسعة حتى يتم إسدال الستار على هذه الواقعة الأليمة.
مع دقات الثانية صباحا، من الثلاثاء الماضى، شهدت عزبة أبو العينين التابعة لقرية أبخاص بمركز الباجور بمحافظة المنوفية، سيناريو جديدا لـ”إيمان محمد عبد الحى” 20 سنة، زوجة لم يمر على زفافها أكثر من شهرين ليتم العثور على جثتها مشنوقة داخل حجرة نومها، وسط العديد من علامات الاستفهام حول المتورطين فى الواقعة، واتهامات مباشرة لأسرة الزوج بأنها المتورط الرئيسى فى الواقعة.
وفى جولة لرصد التفاصيل الكاملة حول الواقعة قالت رضا شقيقة المتوفاة، بنبرة انهمرت معها العديد من الدموع حزنا على فراق شقيقتها، قائلة: “أختى لم تنتحر وتم الغدر بها، منهم لله وربنا ينتقم منهم، ومش عايزة غير حقها بس، علشان ترتاح فى نومتها”، مشيرة إلى أن شقيقتها كانت تعمل منذ صغرها وعندما أنهت الدبلوم عملت بمحل ملابس حتى جهزت نفسها، ومرت فى رحلة المعاناة الكبيرة والتى بدأت منذ اليوم الأول لخطوبتها، والتى دائما ما كانت تحاول ألا تقول أى شىء عن خطيبها، والذى كنت أرفضه، وعندما تقدم وسألت شقيقتى هل توافقى قالت نعم وأن شاء الله خير.
وتابعت شقيقة المتوفاة: “تربينا بحالة من اليتم الشديد، وكانت أقل الكلمات الطيبة تؤثر فينا، وهو ما حدث مع شقيقتى والتى تأثرت بالمعاملة الناعمة التى أظهرتها الأسرة قبل الزواج، حتى تزوجت من “أحمد ب” 25 سنة، والذى يعمل مبيض محارة، وكنت عندما أسألها عن حياتها دائما ما كنت تقول أنها سعيدة بشكل كبير، ولكن الأمر لم يستمر كثيرا وبعد شهرين من الزواج الذى كان فى أبريل الماضى، تحولت الأسرة كاملة والمعاملة تحولت بشكل كبير، وأصبحت شقتها مفتوحة للجميع فى أى وقت، ويحق لأى أحد أن يدخلها فى أى وقت الأمر الذى جعلها غير قادرة على الحياة بحريتها.
وأكدت شقيقة المتوفاة أن شقيقتها كانت قد غضبت وذهبت إلى بيت والدتها، الأحد، ولكن حماها ذهب إليها يوم الإثنين وعادت إلى منزلها، وعرضوا عليها أن تعيش وحدها لكنها رفضت من أجل أن تخدم حماها وحماتها، ولا تكون سببا فى القطيعة لنجلهما، إلى أن جاء يوم الواقعة، مع دقات الثانية من صباح الثلاثاء والتى شهدت حالة من الرعب فى المنزل كاملا، بكلام حماها إلى نجل عمها “الحق إيمان شنقت نفسها”.
وقال أحمد عبد السلام، زوج شقيقة المتوفاة، إنه رصد ليلة الواقعة مناداة حما إيمان لنجل عمها وقال له الحق إيمان شنقت نفسها، وعلى الفور سادت حالة من الصياح فنزل ليرى إيمان وقد وضعت يدها على صدرها، ولسانها يخرج من فمها قليلا، بالإضافة إلى فرد أقدامها بشكل ملحوظ مع تغير لون البشرة، بالتزامن مع عدم وجود أى ردود فعل من قبل والدة زوجها أو والدتها، وهو الأمر الذى أثار الشك والريبة فى أنهما هما المدبرين للواقعة كاملة، بالإضافة إلى أن والد الزوج تغيرت أقوالة بشكل كبير فى البداية قال بأنها وجدها فى حجرة المنوم ونلقها، ومرة أخرى يقول إنه وجدها فى الصالة، مشيرا إلى أن الصالة بها ما يشبه المواجهة ولم لبعض السجاد بها.
وأضاف عبد السلام أن والد الزوج وجد به مجموعة من السحجات بالرقبة، الأمر الذى أثار شكوك الجميع، وجعل شقيقتها الصغرى تقوم بالتعدى بالضرب على والد زوج شقيقتها، وعندما لاحظ الجميع هذه السحجات بالرقبة تأكدوا من أن شقيقتهم تم قتلها، مؤكدة أن شقيقتها عندما كانوا يتم اللعب والمزاح كانت إيمان قوية بشكل كاف لا يتمكن فرد واحد أو اثنين أن يقضى عليها.
وأكد عبد السلام أن من أهم الأسباب التى ولدت الخلافات هو البخل الذى لازم الأسرة، بالإضافة إلى غياب الشخصية لدى الزوج والذى كان يسلم كل ما يتحصل عليه إلى والدته، وعندما تطالبة زوجته بأى أموال يقول لها اطلبى من والدتى، لافتا إلى التدخل الشديد فى حياة المتوفاة وأخذهم نسخة من مفتاح الشقة يدخلون إليها فى أى وقت ليلا ونهارا، الأمر الذى كانت تعانى منه أيضا، وعندما حملت وتعرضت للإجهاض بسبب انتظارها لطبيب فى قصر العينى التابع لعمل حماها حتى يوفروا المصروفات.
من جانبها قالت والدة المتوفاة والحزن يحرق قلبها، إن نجلتها كانت تريد أن تعيش ولكن دفعت ثمن شىء ليس بيدها، وعلى الرغم من المعاناة التى كانت تعيشها إلا أنها حاولت أن تحافظ على بيتها وزوجها، وكانت صبورة لأبعد الحدود، ولكن كان جزاؤها الموت شنقا، مطالبة بأن يتم التحقيق فى الأمر كاملا حتى لا يكون هناك أى ضياع لحقوقها وحتى تهنأ فى قبرها.
على الجانب الآخر، قررت نيابة الباجور، حبس كل من “محمد.ب” زوج المتوفاة ووالده ووالدته وشقيقه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطالبت بسرعة الانتهاء من تقرير الطب الشرعى، لبيان سبب الوفاة، بعد التقرير المبدئى للواقعة، وتكليف أجهزة البحث بمزيد من التحريات حول الواقعة، بعدما لم تتوصل التحريات المبدئية لحقيقة الواقعة، وجار التحقق إذا ما كانت هناك شبهه جنائية من عدمه.
من جانبه قال السيد الدجوى، محامى أهل المتوفاة، إنه تقد ببلاغ ضد أهل الزوج، بناء على طلب أسرة المتوفاة، يتهموهم بقتل نجلتهم، والتى جاء على خلفيته أمرت النيابة بحبس كل من حماها وحماتها وزوجها وشقيق زوجها، مشيرا إلى أن معاينة الجثة تؤكد وجود شبهة جنائية، وهو ما سيؤكده تقرير الطب الشرعى، لافتا إلى أنهم توصلوا لشاهدى الواقعة وسيدلون بأقوالهم.
فيما جاءت مطالبات الأسرة بأن يتم القصاص لدماء نجلتهم التى يعلنوا تأكيدهم على عدم انتحارها، والذى سيخرج التقرير للطب الشرعى مؤكدا لذلك، وأن يكون العقاب شديدا لكل من سولت له نفسة قتل نفس بغير حق.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.