تحقيقات صحفيهمقالات القراء

محمد عبدالله يحقق ||| هل تخطط حماس لاغتيال أبو مازن؟

170707هل تشارك حماس إسرائيل فى كراهية محمود عباس أبو مازن؟.. السؤال الأكثر صدمة: هل تريد حركة المقاومة الإسلامية، إخوانية الجذور والهوى والتنظيم، حقًا التخلص من الرئيس الفلسطينى؟..
الحركة تتجاهل تدنيس الإسرائيليين للأقصى.. وتهاجم الرئيس الفلسطينى
حماس تريد قتل أبو مازن معنويًا للتنصل من المصالحة مع فتح وعدم تسليم غزة
أبو مازن اتهم الحركة بالعمل على قتله فى اجتماع مع أمير قطر.. ومشعل: أكاذيب إسرائيلية

تل أبيب تعتبره منذ فترة، عدوها الأول فى الأراضى المحتلة، تارة بسبب تحرك إدارته المثمر لانتزاع مقاعد عضوية لبلاده فى المنظمات الأممية والدولية، كتمهيد، وإن كان بطيئًا إلى حد ما، لجعل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذلك الاعتراف بها من جانب المجتمع الدولى، مستقبلًا، أمرًا واقعًا.

وتارة ثانية لإصراره على الشد على يد ضحايا تل أبيب أو أسرهم من أبناء الشعب الفلسطينى، عبر نعى الشهداء ومواساة المعتقلين، ناهيك عن خطابه الهجومى الكبير ضد الدولة العبرية وإرهابها خلال الحرب الأخيرة على غزة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أسابيع، وما تلى ذلك من نجاح جهوده فى اعتراف مؤثر بالدولة الفلسطينية المنتظرة، على يد السويد، كأول دول الاتحاد الأورُبى التى تنحاز لحق الأراضى المحتلة المهدر.

ليبرمان

أصوات يمينية عدة فى الحكومة الإسرائيلية، كوزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، بل بينامين نتانياهو نفسه، خلعت عليه، وللعجب، لقب عدو السلام وداعية الإرهاب، وذلك على خلفية إصراره على المصالحة مع حماس، وتشكيل حكومة توافق وطنى معها، بينما تراه بعض الفصائل الفلسطينية خانعًا أمام الاحتلال، فى ظل إصراره على الحوار والمقاومة الدبلوماسية.

نيتنياهو

قادة كبار فى إدارة أبو مازن، كصائب عريقات، حذروا مرارًا، ولا يزالون، من أن تل أبيب، تريد قتله، لإجهاض حلم الدولة الفلسطينية من أساسه.

جنود الاحتلال الإسرائيلى فى المسجد الأقصى

ولا يخفى على أحد أن الدولة العبرية، لا تتردد فى إحراج الرجل داخليًا، بل أنها ربما تتبرع دومًا بأن تمنح خصومه فرصة للنفوذ، بحجة أنهم يقاومون تصرفت المحتل المختل، والآن هى تواصل بناء المستوطنات، وتشعل القدس، وجنودها يدنسون الحرم هناك، أى حديث من جانب أبو مازن حاليًا عن إمكانية معاودة مفاوضات السلام، سيوصف على إثره من جانب أعدائه والمتربصين المحليين، بالخيانة، وأى إجراء يتخذه لمنع بعض الفصائل، وعلى رأسها حماس، من تجاوز اتفاق المصالحة الفلسطينية لتصدر المشهد مجددًا، عبر التزرع بمواجهة الاعتداء على المسجد الأقصى، ستلاحقه آيات اللوم والمزايدة.

قوات الاحتلال الإسرائيلى

أبو مازن فى وضع صعب، بالأساس أداؤه تجاه تل أبيب وواشنطن، وجدوى تمسكه بعملية السلام على طول الخط، محاط بعلامات استفهام عدة، وكثير من قراراته وتصرفاته أقل بكثير من سقف الأمانى لدى الفلسطينيين، لكن هل يمكن اعتبار ذلك مبررًا لحماس، لمواصلة حصار الرجل بالانتقاد والهجوم والتجريح، فيما أن الأجواء مشتعلة فى القدس، بما يحتم على الجميع التكاتف لا التناحر.

المرشد بديع مع خالد مشعل

تلك هى عادة الإخوان، والأذرع المنبثقة عنهم، المزايدة والصيد فى الماء العكر أسلوب ومنهج عمل، الخصومة على كرسى الحكم والنفوذ، تعلو أى هدف آخر، فلتبقى فلسطين محتلة، وليدنس الأقصى ببيادات الإسرائيلين، طالما أن حماس، ستبقى على رأس السلطة فى غزة، أكثر من ألفى شهيد سقطوا فى غزة، فضلًا عن آلاف الجرحى وآلاف البيوت التى تهدمت، بينما كان قادة الحركة يرفضون الوصول لاتفاق تهدئة مع تل أبيب، تارة لإحراج مصر التى توسطت لإنهاء الحرب فى القطاع المنكوب، لحساب الدوحة وأنقرة، وتارة ثانية للتنصل من تعهدات والتزامات المصالحة مع فتح وأبو مازن، وثالثة للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب للقطاع، بحيث تجعل سيطرتها عليه أبدية.

الحرب على قطاع غزة

أبو مازن لام كثيرًا أثناء المفاوضات غير المباشرة بين حماس وتل أبيب، فى القاهرة، إصرار الأولى على طلبات ربما تكون غير ممكنة التحقيق، فى الوقت الراهن، وستمنح الثانية فرصة للفكاك من توقيع أى اتفاق للتهدئة، كإنشاء ميناء ومطار بغزة.

حماس تتفرغ الآن، لا للحشد ضد عربدة الاحتلال فى القدس، وإنما للهجوم على أبو مازن، والتأكيد على أنه رئيس غير شرعى، لانقضاء مدة رئاسته، حسبما قال قيادى الحركة وأحد متحدثيها الرسميين، صلاح البردويل.

برعاية قطرية أبو مازن يجتمع بمشعل

فتح علقت على الهجوم الحمساوى المتواصل على أبو مازن، عبر بيان لمتحدثها الرسمى، فايز أبو عيطة، قال فيه: “إننا نرفض الانجرار وراء التصريحات المتكررة لمسؤولين فى حماس، أو التصريحات التحريضية المتكررة لبعض المسؤولين فيها، ونرى فيها إضرارًا بالمصالح الوطنية لشعب فلسطين، خصوصًا وهو يخوض معركة القدس دفاعًا عن المقدسات التى تتعرض إلى إجراءات تعسفية غير مسبوقة من قبل الاحتلال الإسرائيلى”.

خالد مشعل

بينما اتهمت منظمة التحرير، حركة حماس، صراحة بالمشاركة فى التفجيرات التى استهدفت مؤخرًا منازل وسيارات عدد من قيادات حركة فتح فى قطاع غزة، بالإضافة لمنصة تأبين الرئيس الراحل ياسر عرفات بساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، لضرب جهود المصالحة التى يتبناها أبو مازن، وقالت فى بيان لها: “تعتبر القيادة أن هذه الجريمة ما كان لها أن تقع من دون مشاركة قيادية من قبل حركة حماس، ما يتطلب تشكيل لجنة تحقيق وطنية موثوقة لكشف الفاعلين ومعاقبتهم”.

ياسر عرفات

بدورها، خرج مسؤولو حماس لنفى اتهام منظمة التحرير لهم، وطالبوا الأخيرة بإيجاد الدليل على صحة اتهاماتها، فيما أنها وفى المقابل، لم تدلل على عدم صحة كل الشبهات التى تحوم حولها فى هذا الشأن.

وعمومًا، وكما يبدو من المشهد فى فلسطين، فإن الحركة تريد حتمًا، قتل أبو مازن معنويًا، قبل أى شىء، تريد تعجيزه ومحاصرته بالمشاكل، تريده لا يقوى على مطالبتها بتسليم غزة، والعودة للعمل تحت إمرته، بعيدًا عن حسابت أربابها ومموليها فى المنطقة.

أمير قطر يجتمع بأبو مازن ومشعل

لكن أبو مازن نفسه، يعتقد أن حماس تريد قتله شخصيًا، حتى تستبد بالسلطة والهيمنة فى قطاع غزة، وكذلك فى الضفة الغربية، حيث قال منفعلًا فى جلسة عتاب جمعته بزعيمى الحركة، خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، فى حضرة أمير قطر، تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، أثناء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، إن رئيس المخابرات الإسرائيلية أطلعه على مؤامرة حمساوية بالتعاون مع قيادى فتح السابق محمد دحلان للتخلص منه، عبر زرع متفجرات فى طريق موكبه.

محمد دحلان

وفيما حاول مشعل وأبو مرزوق، الإيحاء بأن أبو مازن بات مسيطرًا عليه من قبل إسرائيل، وأنها أصبحت تديره، حتى أنه يصدقها، فإن الرئيس الفلسطينى أصر على رأيه، ورفض محاولة أمير قطر التعتيم على الموضوع بإغلاقه، عبر اقتراح تشكيل لجنة تحقيق للبحث فى صحته، بالإشارة إلى أن رئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، لديه نفس المعلومات عن مخطط اغتياله.

ميلشيات حماس

مشعل نفسه لم يتمكن من التنصل من التعاون مع دحلان، هاجمه ووصفه بالكلب، لكنه اعترف بأن الحركة على اتصال به لأنه وسيط جلب مساعدات إلى القطاع بين حماس ودولة الإمارات.

موسى أبو مرزوق

شىء من رائحة قصة محاولة اغتيال أبو مازن، على يد حماس، تظل فى الأفق، الحركة تعتمد فى آيات تبرأتها، حتى ولو كانت مدانة بالفعل، على غياب الأدلة الملموسة على ذلك، لكنها تنسى أو تتناسى، أنه لا دخان من غير نار، كما أنها لا تريد الإجابة على السؤال الأهم: “إذا كانت لا تخطط للتخلص من الرئيس الفلسطينى، فهل ستتدخل بما لديها من نفوذ ومعلومات وإمكانيات، لتمنع أى محاولة فى هذا الشأن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى