مقالات واراء

مجدي سبله يكتب. .(نواب اخر زمن )

تقابلت بمحض الصدفة مع عضو مجلس نواب أكن له كل التقدير والاحترام وكانت المقابلة في ديوانا تربويا يتبع وزارة التربية والتعليم ونظرا لأن هذا الديوان يحتوى ارشيفا معرفيا لمعالم وإعلام تحدد هوية الإقليم وسمعنى اقول لمدير الديوان لماذا لا تأتى تلاميذ الإقليم لهذا المكان ويزوروا تلك الأشياء الثمينة وتشرحوا لهم محتويات هذا الديوان فتدخل النائب في الحديث الدائر مقاطعا و قال لكن لاتعلموهم أن (يشتموا ) النواب على فيس بوك وان ننصح اولادنا في المدارس بعدم استخدام الاونلاين من اساسه لانه لو تعلموا سيكيلون السب والقذف للناس على الفيس بوك ..
طبعا لاحظت أن نية القصد عند السيد النائب المحترم الذى قدم نصيحته وهو يصافحنى تعنى توجيه كلامه لي معتقدا بأن نقدى المباح في بعض مقالاتى التى انشرها على مواقع رسمية وبها بعض النقد المباح الذى اعرف حدوده أكثر من عشرة نواب يحكم عليها بأنها سبا وقذفا وهو لا يدرى ان ما يكتبه الصحفيون المحترفون مثلي في المواقع الصحفية الرسمية يروجوا تلك المقالات على فيس بوك او تويتر اكس حاليا ووصف ما يكتب حتى على أعتى المواقع الاليكترونية والرقمية الصحفية الرسمية هو سبا وقذفا في حق خلق الله
لذا هنا أقول للسيد النائب ولكل الساده النواب ان الأونلاين والمواقع والبوابات أصبحت وسائل ووسائط رسمية و فرض عين عليكم وعلى المتلقي أو مستقبل الرسالة ايا كان صفته.
مع العلم أن الرسالة التى نكتبها هي أما مقال أو خبر او تقرير خبرى أو صورة هدفها التبصير والتنوير والتثقيف وبدلا من أن يناقش النائب محتوى لمانشر حدد فهمه واستيعابه على أنها (شتيمة) وبدلا من أن يحاول الفهم لمفهوم النقد المباح وغير المباح الذى حدده القانون حدد لنفسه مفهوم خاص به معتقدا أن ماينشر هو شتيمة له ولباقي النواب الذين نحترمهم ونوقرهم ..
الغريب أن النائب نسي أنه مشرع بحكم الدستور وكان اولى به أن يقترح مشروع قانون ويقدمة إلى لجنة الثقافة والإعلام يحدد فيه اركان وعناصر الرسالة التى تنشر على فيس بوك او اى وسيلة إعلامية ولو أن هذا المقترح سيكون بالضرورة ضد حرية التعبير .
وايضا كان أولى به أن يسأل قائلا هل الفيس بوك أصبح وسيلة إعلامية ام لا لكن للاسف يبدوا أن سيادة النائب لايعرف حتى الآن انواع وسائل ووسائط الإعلام و مازالت معرفته محصورة في فهمه على جورنال ورقي كان يقرأه زمان ويفترشه لتناول الطعام عليه ولا يعرف سوى نشرة الأخبار في التليفزيون .
لا أدرى كيف يرضى السيد النائب على نفسه أن يظل محصورا داخل هذه الثقافة المعرفية المتواضعة والمحدودة .
وهل يرى السيد النائب غضاضة في أن يسأل متخصص فيما لم يستوعبه هو في مجال آخر كالاعلام وهل يؤمن النائب المتخصص في الهندسة ونحن نحترمها ونحترمه بأن علوم الهندسة التى نقدرها تختلف عن علوم الإعلام والصحافة وفهم وقواعد الكتابة مثل الهندسة بالضبط ولها كلية لاتقل في قمتها عن الهندسة هل لو سألنى السيد النائب عن الاستفسار حول سؤالة ومعتقداته قبل أن بطرحه ويقدم نصيحته الخالية من الصواب أمام مدير هذا الديوان ويسأل ماهو الفيس بوك وهل أصبح وسيلة أم أن الرجل يطلق نصائحه بدون وعي و هل نسي أن كلامه سيؤخذ عليه باعتباره شخص عام ومشرع الم يعلم أن الصحفي تدرب في كليته وكان لديه مشروع تخرج مثل المهندس بالضبط فياليته سألنى وعرف ماذا يجرى في شعبة التحرير والنشر بكلية الإعلام وسأل عن الشعب الأخرى وسأل عن قانونية الرسالة المكتوبة والمذاعة والمرئية وأركانها وعناصرها ..
هل يعرف النائب الفارق بين مقال الرأى والخبر والتحقيق والتحليل والتقرير بالتأكيد لا يعرف لكن حظه العثر أنه قدم نصيحته أمامى وليته قدمها لإنسان اخر وتمر عليه مرور الكرام ياسادة انا أطالب السيد النائب بأن يحترم التخصص لان ما قاله مرفوض بكل اللغات بدليل أن مجلسكم التشريعي مملوء باللجان المتنوعة والمتخصصة لكى تقدم كل لجنة تقاريرها التى تترجم إلى قوانين .
المهم اننى أثناء تقديمه نصيحته الخالية من الصواب فضلت الصمت لان ردى في التو سيكون موجعا ..
لكنى فضلت الانصراف شعورا بأن سيادة النائب لايعرف الفارق بين الصحفي المهنى عضو نقابة الصحفين والمقيد بجدول المشتغلين بنقابة الصحفيين وبين هواة الفيس بوك ومتصعلكى البوستات الذين يغوون الابتزاز أو التسول على فيس بوك ..
وفي النهاية ذهبت وكلى حسرة على نوابنا وثقافتهم المحدوده في التى لا تخرج عن مجالهم فقط لايؤمنون بالمجالات الأخرى وفي النهاية لااملك سوى الدعاء لهذا النائب وكل النواب أن يكونوا من أنصار القوائم القادمة في المجالس النيابية المقبلة لكى يظلوا عند ثقافتهم المحدودة وسألت نفسي أيضا لماذا لاتؤهل الأحزاب الكوادر المنتمون إليها خاصة من سيصبحوا نواب بدورات تثقيفية في السياسة والإعلام وعلم الاجتماع .. انصرفت وفي عقلي الباطن سؤال هل ينطبق على هذا النائب وغيره من النواب الحكمة المأخوذة من الفلكلور المصرى التى تقول نواب “اخر زمن” .

مجدي سبله رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: