مجدي سبلة يكتب.. ( احلام اليقظه عند ابو سمره ومحجوب في مصلحة الصيت)
احلام أبناء المصلحة ذات السمعة والصيت لا تتوقف والأسئلة والحكايات تتلى وكل أدوات الاستفهام تستخدم يوميا حول أحوال المصلحة المتراجعة أسئلة تلد أسئلة! ولا إجابة!.. وجوه عابسة قمطريرا لمجموعة الخنفشاريين الجدد !
ومكاتب تغلق بالساعات ثم تفتح دون أن يعرف أحد ماذا يقال خلف الأبواب المغلقة وفي السراديب ! ضيوف أغراب يأتون ويخرجون! وعلامات استفهام مرسومة على كل الوجوه والشفاه مغلقة بالضبة والمفتاح !
والناس لا يحصلون على أي إجابات لأسئلتهم سوى من قراءة الوجوه التي صارت عليها غبرة لشملول ومحجوب وشلبية .
اجتماعات بين الخنفشاريين الجدد مع المخلصاتي الجهبذ ليستخدم خبرته في لوي رقبة القواعد ويستخدم نفوذه على كل المستويات للخروج من المأزق وترتيب مكيدة جديدة للفلاح الفصيح وكأنهم لم يتعلموا مما فات ويصرون على إطلاق النار على أقدامهم !
ولكن أكثر أدوات الاستفهام استخداما هي كلمة “متى” فهناك من يتساءل متى يسائل الخنفشاريون الجدد ؟
ومتى يرحلون ؟ ومتى تستغني المصلحة عن المستشارين الذين يملئون جيوبهم من خزانتها وتصل متحصلاتهم إلى أرقام ؟
ومتى يأتي رئيس جديد للمصلحة ؟ ومتى يتم إبعاد محجوب؟ ومتى يعاقب شملول على ما اقترفت يداهم ؟ ولا إجابة ولا مؤشرات على قرب الإجابة على أي “متى” !!!
لقد كرهت الهواتف النقالة كلمة محجوب وشملول وشلبية وبديعة الحيزبون والبطريق وأبو جاموس من كثرة ذكرها على مدار الساعة، حيث يدور الحديث بين أبناء المصلحة سواء الموجودين بالخدمة أو المتقاعدين حول هذه الأسماء وحول أفاعيل محجوب وشملول التي أضرت بالجميع منذ سنوات مضت ولسنوات قادمة !
ففي الصباح مثلا تجد أبناء المصلحة يتحدثون حول ما يقال عن قيام جميع الجهات بالاستغناء
عن المستشارين الذين يأخذون قسطا كبيرا من ميزانيات هذه الجهات دون فائدة ويتمنون أن تكون المصلحة ذات السمعة والصيت من بينهم وأن يرحل عنها المستشارون الذين قضوا بها سنوات طويلة وأساءوا لها ولم يقدموا شيئا للمصلحة لأن دورهم ينحصر في معاونة بعض الجحافل على المرور بسلام من أي مأزق يتعرضون له .
ويطالب أبناء المصلحة الجهات المسئولة ببحث جميع المتحصلات المالية التي تنفق في صورة رواتب أو مكافآت لأي شخص مهما كان خاصة من تصل متحصلاتهم الشهرية إلى أرقام وبحث المهام الموكلة لكل شخص من هؤلاء المستشارين .
ثم يأتي في الظهر حديث آخر، فتجد أبناء المصلحة يتناولون آخر المستجدات حول شملول الحصاوي ومحجوب عبد الدايم، التي كان آخرها إصابة شملول الحصاوي بحالة من الهياج العصبي وصراخه في وجه محاميه لاعتقاده أنه هو الذي أفشى سر قيامه بسرقة التيار الكهربائي في منزله وضبطه من قبل شرطة الكهرباء .
ثم ينتقل الحديث إلى قيام شلبية البرجوازية باستقبال الضيف القادم من عاصمة الضباب “أبو الوز” لتقديم الشكر له ودعوته على الغداء خارج المصلحة تعبيرا عن العرفان لمساعدته لها في تنفيذ المؤامرة الشملولية التي كانت السبب في كل ما يجري حاليا وعلى كل ما قدمه خاصة أدوية حفظ رونق الشباب وكريم تبييض البشرة لشملول الحصاوي !
ولكن الحكاية التي شغلت الكثيرين وأخذوا يرددونها صباح مساء هي حكاية “المظلومية” التي يرددها الحاج ابو سمرة الذي يعتقد أنه لم يحصل على حقه بسبب تدليل رئيس المصلحة لمحجوب عبد الدايم، حيث لم يحصل محجوب رسميا سوى على درجة مدير عام وبدون حق ومع ذلك تم ترقيته من مدير عام إلى رئيس إدارة مركزية ثم إلى تسيير أعمال القطاع الداخلى وكل هذا خلال عام واحد، وبقاء الحاج ابو سمره في مكانه يأخذ الأوامر لمدة عامين من محجوب عبد الدايم الذي يقل عنه علما وخبره ولا يبرع في أي شيء سوى التزلف لرئيس المصلحة وفي عمل اللفافات المعروفة !
ويزعم الحاج ابو سمره أنه رغم عمله المضنى ليل نهار لا يحصل سوى على خمسة آلاف جنيه في الوقت الذي يحصل فيه محجوب عبد الدايم على خمسين ألفا .
ويضيف ابو سمره أنه يحمل هذه المصلحة على كتفيه وأنه لا يعوضه عن حقوقه التي ذهبت لمحجوب سوى أن يصبح رئيسا لهذه المصلحة برمتها التي يتوقع رحيل رئيسها الحالي الأيام القادمة.
ويردد الحاج ابو سمره في أحاديثه مع بعض المقربين أن أجهزة الدولة تتابع ما يجري في المصلحة هذه الأيام وأن صفحته لدى كل الجهات ناصعة ويتوقع أن يكون الرئيس القادم للمصلحة مع علمه أنها حسمت !
كما أوضح الحاج ابو سمره أنه طلب من إحدى الشخصيات الهامة مساندته لدى أصحاب الفصل في تعيين رئيس جديد للمصلحة !
وننتقل من قصة مظلومية وأحلام الحاج ابو سمرة إلى خطة شملول الحصاوي لإنقاذ نفسه من المحاسبة في قادم الأيام بعد رحيل محفوظ عجب، حيث يقوم شملول بتوزيع المناصب الخاصة بادارته على أصحابه الذين يضمن ألا يعبثوا في اوراق الماضي الكئيب ويكشفوا المستور ويتسببون في محاكمته على ما اقترفت يداه وما أهدر من أموال المصلحة !
وتتجلى عبقرية شملول الحصاوي صاحب نظرية “دعه يسرق دعه يمر” في قيامه باختيار الشخصيات المتورطة معه في مخالفات الماضي ليضمن الإمساك بقيادتهم طوال الوقت لأنهم لو أخلوا بما اتفق عليهم سوف يغرقون جميعا، فهو لا يضمن رغم مئات الالاف التي قدمها لهم أن يظلوا مخلصين له. ولذلك قام شملول بإعداد أبو الأكارم الدفاس ليحل محله وأعد وهيبة المطيعة لتجلس مكان أبو جاموس .
فقط ستكون الأيام القادمة هى الفاصلة فى حياة هذه الحفنة من الموظفين والتى ارتكبت كل شيء .. يستطيع أن يتخيله اى انسان ما عدا وأد البنات !
ويعانى ابو المحاجيب من التردد في موعد مناقشته التى استدعي فيها كل العاملين في القطاع والتخوف من فضحة أمام الناس في تكليف مجموعة بالقيام بإنهاء فصول الرسالة والتى ستكون حكايتنا اينما ستكون المناقشة ..مجدي سبله رئيس مؤسسه دار الهلال السابق.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.