حين نطالع الترجمة العربية لكتاب “إسرائيل وإفريقيا”، التى قدمها المترجم المصرى عمرو زكريا عن اللغة العبرية، وأصدرها فى كتاب ضخم من 616 صفحة، من القطع الكبير، عن أكاديمية آفاق الدولية، نكتشف أن إسرائيل تغلغلت بقوة فى الكثير من البلدان الإفريقية خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين، بل إنها أقامت علاقات مع بعضها حتى قبل أن تنال هذه الدول استقلالها.
وتنبع أهمية الكتاب من أن مؤلفه الدكتور آريه عوديد يعد من أبرز الدبلوماسيين الإسرائيليين، الذين جابوا الكثير من الدول الإفريقية، وكان مشاركا أو مطلعا على عملية نسج العلاقات الإسرائيلية فى القارة السمراء.
ويشير آريه عوديد، عن أسباب وكيفية قطع العلاقات بين إسرائيل والدول الإفريقية، إلى أن القذافى عرض مساعدات سخية على الرئيس الأوغندى عيدى أمين، مقابل قطع العلاقات نهائيا مع إسرائيل وطرد كل الإسرائيليين منها، ووافق أمين على العرض الليبى وطرد كل الإسرائيليين فعلا فجأة من بلاده فى مارس 1972، وتحول من صديق عزيز لإسرائيل إلى عدو لدود لها، وبرر ما فعله بتآمر العسكريين الإسرائيليين لإسقاط نظام حكمه.
وبحسب الدبلوماسى الإسرائيلى، كان القذافى هو السبب الرئيس لقطع علاقات تشاد مع إسرائيل فى 28 نوفمبر 1972 بفضل المساعدات الاقتصادية التى قدمها للتشاديين، والتى قدرت بما يتراوح بين 50 و90 مليون دولار، ويشار إلى أن تشاد لم تستأنف علاقتها مع تل أبيب حتى يومنا هذا.
وأكد عوديد أن القذافى والعاهل السعودى الملك فيصل بن عبدالعزيز، تسببا فى دفع النيجر إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل أيضا فى 4 يناير 1973، وتكرر الأمر فى مالى التى قطعت علاقاتها مع إسرائيل فى 5 يناير 1973.
وأوضح عوديد أن القذافى ساهم مع مصر فى قطع العلاقات بين بوروندى وإسرائيل فى 16 مايو 1973، بعد تقديم مساعدات لبوروندى، وتكرر الأمر مرة أخرى مع توجو التى أعلنت قطع علاقاتها مع إسرائيل فى 21 سبتمبر 1973، “بتدخل شخصى من القذافى ووعوده بتقديم المساعدات فى كل عملية قطع للعلاقات مع إسرائيل”.
ويعترف الدبلوماسى الإسرائيلى قائلا: “جدير بالذكر أن القذافى سبب لإسرائيل ضررا بالغا بنشاطه ضدها، خاصة فى أوغندا وتشاد والنيجر، بفضل الوعود المالية التى قدمها”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.