الشمس تتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير بأبوسمبل جنوب أسوان
تعامدت الشمس، صباح اليوم الخميس، على تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية جنوب أسوان، في الظاهرة الفلكية الفريدة التي يتكرر حدوثها مرتين خلال العام إحداهمها في 22 فبراير والأخرى في 22 أكتوبر، والتي استمرت، طوال 33 قرنا من الزمان.
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، والمشرف العام على قطاع السياحة والآثار بأسوان، إن ظاهرة تعامد الشمس، بدأت اليوم في تمام الساعة السادسة و22 دقيقة، واستمرت لمدة 20 دقيقة، حتى الساعة السادسة و42 دقيقة، قطعت خلالها أشعة الشمس 60 مترا داخل المعبد مرورا بصالة الأعمدة حتي حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس علي وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، مكونه ما يشبه بفيض من نور يملأ قسمات وجه الملك الفرعوني داخل حجـرته في قدس الأقداس، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس، وهي تماثيل الآلهة أمون ورع حور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم.
وأضاف مدير منطقة آثار أسوان والنوبة، أن المنطقة استعدت لاستقبال الحدث التاريخي، لظاهرة تعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني، بوضع مجموعة من السيناريوهات للحدث الفريد، واستقبال الزوار والخروج بالشكل اللائق لمعبد أبوسمبل أمام الزوار في هذا اليوم.
وأكد أنه تم زيادة أعداد بوابات الدخول والخروج لمعبدى أبوسمبل “رمسيس الثاني، ونفرتاري” إلى 10 بوابات بدلا من 4 بوابات، بجانب تركيب أجهزة X Ray ، و4 بوابات كنترول إلكترونية، لتسهيل حركة الدخول للأفواج السياحية الزائرة لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس.
وتابع، أنه بالتعاون مع محافظة أسوان تم تزويد المنطقة المحيطة بساحة معبد رمسيس الثاني بشاشة عرض عملاقة لعرض لحظة تعامد الشمس لمنح الفرصة للزائرين لرؤية الظاهرة ممن لم يتمكن من مشاهدتها داخل المعبد فى ظل استمرارها لمدة 20 دقيقة فقط، كما تم إتاحة رؤية أفلام تسجيلية لإنقاذ معبدى أبوسمبل من الغرق إبان فترة بناء السد العالي، وذلك أثناء اصطفاف السائحين قبل الدخول للمعبد.
وأشار إلى انه في المقابل، تم إجراء النظافة الميكانيكية وإزالة الأتربة العالقة على النقوش الموجودة داخل معبدي أبوسمبل ( رمسيس الثاني ونفرتارى)، بواسطة مجموعة عمل وفريق الترميم بمنطقة أثار أسوان إلى جانب تطوير منظومة الإضاءة بالكامل داخل محيط المعبدين.
وأكد أنه تم وضع تيسيرات لتسهيل عملية دخول السائحين ومنع التكدس، وذلك عن طريق إتاحة الحجز “أون لاين”، أو الحصول على تذكرة الدخول من مركز البيع الجماعي، أو الحصول على التذكرة مباشرة من منفذ بيع التذاكر أمام بوابات المعبد.
شاهد ظاهرة تعامد الشمس بمعبد رمسيس الثاني بمدينة أبوسمبل، ياسر عبدالشافي السكرتير العام المساعد لمحافظة أسوان، وعمرو بسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقيادات وزارة السياحة والآثار والثقافة ومحافظة أسوان.
يذكر أن الظاهرة الفلكية لتعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني، تعد معجزة حيرت العلماء بعد أن استمرت قرابة 33 قرنا من الزمان، وجسدت مدى التقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون، خاصة في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها والتي كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.