مال واعمال

ارتفاع اسعار كرتونة البيض بنسبة40%بشكل مفاجئ

كتبت//سلمى نادر

يبقى البيض من أهم السلع الأساسية في أغلب دول العالم، حيث يعتبر أرخص مصادر البروتين الحيواني المتوفرة في الأسواق، وكونه وجبة أساسية في الصباح والمساء لقطاع عريض من المواطنين، وشغلت أسعاره البال مؤخرا، خاصة مع حالة الارتباك الدائمة في سعر البيض بسبب عشوائية السوق، وعدم وضوح آليات العرض والطلب.

وشهد سوق البيض مؤخرا اهتزازا كبيرا في السعر، هبط به دون سعر التكلفة بالمزارع، بينما صعد السعر بشكل مفاجئ بسرعة في مدة أسبوع، بنسبة تجاوزت 40% دون وجود معطيات حقيقية تفسر الهبوط المفاجئ، أو الارتفاع المبالغ فيه في مدة قصيرة.

وقال وسيم المنهرى، أحد تجار البيض في محافظة الغربية: إن احتكار عدد من التجار الكبار لبورصات البيض في القاهرة والإسكندرية، وتحكمهم في السعر هو السبب في الفارق الكبير في السعر خلال فترة زمنية قصيرة، حيث اتهم كبار التجار ببث شائعات داخل السوق عن حالة ركود تسيطر على حركة البيع والشراء، ومن ثم ينهار السعر في البورصة، ويجمعوا على أثر ذلك أكبر كمية من الأطباق، وبعد فراغ المزارع يرفعون الأسعار بشكل مفاجئ، لتحصيل أكبر مكاسب من فارق بيع البيض الذي خزنوه خلال فترة هبوط السعر.

وأكد أن سعر البيض حتى يوم 6 يوليو الماضي كان بحد أقصى 22 جنيها للطبق من المزرعة بينما ارتفع السعر بعد 8 أيام إلى 32 جنيها دون مبررات واقعية، وبدأت تخرج الكميات القديمة المخزنة للبيع في السوق بالسعر الجديد، لافتا إلى أن هناك طرق لتخزين البيض وحفظة طازجا لمدة تصل إلى 20 يوما بوضعه في مخازن مجهزة بشفاطات ومراوح عملاقة تعمل معا في نفس الوقت للتخلص من الرطوبة وتجديد الهواء وبالتالى حفظ البيض طازجا.

وأوضح أن سعر العلف للدجاج البياض تجاوز 8 آلاف جنيه للطن وتكلفة طبق البيض تجاوزت الـ30 جنيها، وقال: “بينما كنا مجبرين على بيعه بـ22 جنيها بل وأقل في بعض الأحيان بسبب عشوائية إدارة ملف الثروة الداجنة في مصر، والعدل أن تكون الكرتونة من المزرعة بـ 32 جنيها وتصل للمستهلك في حدود 36 جنيها، لكن ما يحدث أنها تصل للمستهلك في حدود 40 جنيها”، مشيرا إلى أن سعر البيض البلدى كان مقابل 25 جنيه للطبق قبل أكثر من أسبوع بينما وصل الآن إلى 45 جنيها للطبق بسبب تحكم عدد قليل من التجار فيه.

بينما أكد شريف الشرقاوي أحد منتجي البيض، أن تكلفة إنتاج البيض زادت إلى حد كبير بالتزامن مع الانخفاض في الأسعار الذي ضرب الأسواق قبل أكثر من أسبوعين وتحديد البورصات السعر 22 جنيها للطبق وهو السعر الذي تم تثبيته لمدة 15 يوما وهو سعر لم يتكرر في صناعة البيض منذ 5 سنوات، وبالتالى تكبد المنتجين خسائر كبيرة جدا، مضيفا أن السعر العادل للبيض وقتها رغم انخفاض الطلب كان 26 جنيها للطبق رغم أن التكلفة تصل إلى 30 جنيها للطبق الواحد.

ولفت إلى أنه خلال الأزمة الأخيرة ومع تراجع الأسعار اضطر أغلب المربين الصغار إلى بيع قطعانهم بخسارة أكثر من 50%، وما زاد معاناة المربي أن الأسعار انخفضت في فصل الصيف الذي يشهد تراجع إنتاجية القطعان وحتى أن الارتفاع الحالي لن يحقق أرباح للمنتج لنفس السبب.

وقال إبراهيم البنا أحد أكبر منتجي البيض في مصر، إن ارتفاع أسعار البيض في فترة زمنية قصيرة بلغت 8 أيام يعود إلى عدة عوامل منها انتهاء امتحانات الثانوية العامة وسفر الأسر إلى المصايف بكثافة وهو ما يخلق طلبا كبيرا على البيض، بينما خلال فترة الامتحانات يكون هناك حالة من الركود وانخفاض الطلب على البيض.

ولفت إلى أن تخزين بعض التجار لكميات كبيرة من البيض ، يعتبر أحد العوامل رفع وتخفيض السعر في وقت قصير، لكنه ليس العامل الوحيد، خاصة وأن التاجر لا يمكن أن يخزن البيض لديه أكثر من 10 أيام، لأن ثمنه ينخفض بعد تلك المدة.

وتوقع البنا أن يصل سعر البيض إلى 35 جنيها للطبق خلال الأسبوع الجاري وهو سعر جيد للمنتج.

وقالت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية: إن مصر لديها اكتفاء ذاتى من بيض المائدة بإنتاج يبلغ 12 مليار بيضة سنويا مطابق لجميع الاشتراطات الصحية.

وأشارت إلى أن خطة الدولة تعتمد على التوسع في مظلة تراخيص مزارع إنتاج بيض المائد،ة وفقا لمعايير الأمان الحيوى، وزيادة إنتاج مزارع بيض المائدة من خلال التيسيرات الائتمانية التي أقرتها الحكومة لحماية الإنتاج المحلى، من خلال تسهيلات تراخيص تشغيل هذه المزارع، ومنها الحصول على قروض بنكية بفائدة بسيطة لا تتجاوز 5%، ضمن خطة التوسع في الإنتاج الداجنى وبيض المائدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى