عرب وعالم

هل تحُل الأزمة في الشرق الأوسط فرصة للصين لمزاحمة النفوذ الأمريكي في المنطقة؟

في خطوة ينظر إليها مراقبون على أنها تعزيز لمكانتها دوليا كقوة منافسة للنفوذ الأمريكي، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى عقد مؤتمر سلام لإنهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خلال كلمة توجه بها إلى قادة الدول العربية المشاركة في المنتدى الصيني العربي في بكين، الخميس 30 مايو 2024.

 

وللصين مآرب أبعد من إحلال السلام في الشرق الأوسط، الذي تعتبره حلقة مهمة ضمن مبادرة الحزام والطريق، إذ أكد جينبينغ أمام القادة العرب أن “الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية لكن الحرب تستعر. على الحرب ألا تدوم إلى ما لا نهاية ولا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد”.

 

وأعرب الرئيس الصيني الذي طالما دعا لحل الدولتين، مع الحفاظ على علاقات ودية مع إسرائيل، عن دعمه لمؤتمر “واسع النطاق” لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

فيما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود “للتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم”، مشددا على ضرورة العمل على “النفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية”.

 

وتسعى الصين لاغتنام الفرصة لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، ليس سياسيا فقط بل تجاريا وتكنولوجيا أيضا، وتأتي حرب غزة لدعم مكانتها كقوة عظمة تسعى لإنهاء النزاع في غياب أي تحرك أمريكي.

 

ومن ضمن الخطوات التي قامت بها الصين في الآونة الأخيرة، استضافة كلا من حماس وفتح في بكين الشهر الماضي، لإجراء “محادثات معمقة وصريحة بشأن دعم المصالحة بين الفلسطينيين”.

 

كما سعت بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان العربية في السنوات الأخيرة، ورعت العام الماضي اتفاق تقارب بين طهران والرياض.

 

وقالت كاميل لونس من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية لفرانس برس، إن “بكين ترى في النزاع الجاري فرصة ذهبية لانتقاد ازدواجية المعايير الغربية في الساحة الدولية وللدعوة إلى نظام عالمي بديل”، وأضافت “عندما تتحدث الصين عن الحرب في غزة، تتوجه إلى الجمهور الأوسع وتجعل محور النزاع التعارض بين الغرب والجنوب العالمي”.

 

وذكر الإعلام الرسمي الصيني بأن 21 دولة عربية وقعت اتفاقيات تعاون مع بكين في إطار مبادرة الحزام والطريق، ونقلت نص خطاب الرئيس الصيني الذي قال فيه بإن “الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق”.

 

وأضاف أن “الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى