تكنولوجيامقالات القراء

أنظمة المنازل الذكية كيف ترسم مستقبل صناعة العقارات.؟

المساء نيوز – محمد علي

تشهد أنظمة المنازل الذكية طفرة في حجم الإقبال عليها، بعد أن أثبتت كفاءتها في تحقيق الرفاهية المنشودة للبشر، لترسم مستقبل قطاع العقارات.
يكفي برمجة الأنظمة الذكية على تفضيلات نمط حياتنا حتى نحظى براحة كبيرة، فعلى سبيل المثال يتم فتح المنزل بمجرد اقتراب مالكه ويبدأ المكيف في العمل بالحد المفضل لديه.

 بل وتقوم الأنظمة الصوتية بتشغيل المقاطع الموسيقية المفضلة وكذلك الإضاءة. وتتم هذه العمليات عن طريق الأوامر الصوتية أو عن طريق تطبيق على الهاتف الذكي.

هذا كله مع توفير نظام الحماية والأمان من خلال أنظمة الطوارئ، والتحذير من الكسور التي تلحق بأنابيب المياة أو نشوب أي حرائق.

كما أن المنازل الذكية مزودة بكاميرات قادره على التعرف على الوجوه، وتمييز الوجوه الغريبة، وإرسال إشعارات إلى صاحب المنزل عبر الأجهزة الذكية مثل الهواتف.

نمو مطرد لمستقبل الأنظمة الذكية

تقدر بيانات مؤسسة “Statista” حجم الطلب على أنظمة المنازل الذكية في 2020 بنحو 4.1 مليار دولار ما بين أنظمة غلق ذكية وإشعارات ومكالمات الطوارئ والمراقبة الإلكترونية الذكية وغيرها من الأنظمة الرقمية المتطورة.

وتتوقع “Statista” نمو الطلب على الأنظمة الذكية في 2021 ليصل إلى 5 مليارات دولار، قبل أن يسجل 5.8 مليار دولار في 2022، و6.6 مليار دولار في العام التالي.

وبحسب التقديرات، فإن مشتريات الأنظمة المنزلية الذكية ستواصل النمو حتى تقفز قيمتها إلى 7.4 مليار دولار في 2024، وصولا إلى 8.2 مليار دولار بحلول عام 2025.

أنماط الأنظمة الذكية

يوضح خبير التكنولوجيا الألماني سباستيان كلوس، أن هناك عدة أنماط للأنظمة المنزلية الذكية، حيث توجد أنظمة قائمة على الاتصالات اللاسلكية والتي تمثل خيارا لمعظم المنازل، لأنه يمكن تركيبها بسهولة وتوسيعها إذا لزم الأمر.

غير أن المشكلة تكمن في أنه إذا تم دمج أجهزة من جهات تصنيع مختلفة في المنزل الذكي، فقد لا تفهم بعضها البعض، نظرا لأنها تعمل في شبكات لاسلكية مختلفة، بحسب كلوس.

وتمثل شبكة WLAN المعيار الأكثر شيوعا. ويقول كلوس إن هذه الشبكة توجد في كل منزل تقريبا. ومع ذلك، بالنسبة للمنازل الذكية، عادة ما تكون شبكة WLAN كبيرة الحجم، وبالتالي فهي كثيفة الاستخدام للطاقة وعرضة للفشل.

وتعد المعايير اللاسلكية، التي تم تطويرها خصيصا للمنزل الذكي، أكثر ملاءمة، إذ يشير خبير التكنولوجيا الألماني إلى أن معيار ZigBee مدعوم من قبل العديد من الشركات المصنعة وله استهلاك منخفض للطاقة

ومع الأنظمة المغلقة من جهة تصنيع واحدة، لا يمكن للعملاء عادة دمج الأجهزة من الشركات المصنعة الأخرى في شبكتهم. وهذا يختلف مع الأنظمة المفتوحة.

وفي المستقبل، قد يصبح من الأسهل استخدام المنازل الذكية دون ربط العملاء بمصنعين فرديين. وتعمل أمازون وأبل وجوجل مع مزودي المنازل الذكية الآخرين لإعداد معيار مفتوح جديد يسمى Connected Home over IP.

فيما يوضح كلوس أن برامج المساعد الصوتي جعلت الأمر أكثر سهولة؛ حيث يعمل المساعد كمترجم ونقطة تحكم مركزية في المنزل الذكي. وعادة ما يعمل هذا أيضا مع الأجهزة الفردية بمعايير لاسلكية مختلفة.

وفي غضون بضع سنوات، وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للتكنولوجيا أن تتفاعل مع سلوك الناس وتعرف تلقائيا ما يحتاجه المستخدم، وبعد ذلك سيكون المنزل الذكي عبارة عن نظام ذكي يتعرف على احتياجات ساكنه ويدير العمليات بشكل مستقل.

تحذيرات من اختراق البيانات

تهدف تجهيزات المنزل الذكي في المقام الأول إلى تيسير الحياة وجعلها أكثر راحة ورفاهية، لكن في الوقت ذاته قد تشكل خطورة على خصوصية بيانات المستخدم من خلال جمع البيانات، التي تحدث في الخلفية.

وتقول وكالة الأنباء الألمانية، تختلف خطورة جمع هذه البيانات باختلاف الجهاز، الذي يجمع هذه البيانات.

وعادة ما تكون الأجهزة المنزلية الذكية، مثل “المكنسة” وتجهيزات الإضاءة وغيرها، على اتصال دائم مع الشركة المنتجة.

ويقول خبراء، الأمر سيكون شديد الحساسية إذا كان الجهاز متعلقا بالكاميرات والميكروفونات، لكن لن تكون هناك خطورة كبيرة في الغالب مع ماكينة صنع القهوة المتصلة إلكترونيا.

ويوضح دينيس كينجس كيبكر، المتخصص في القانون بجامعة بريمن الألمانية، أن هذا الاتصال قد يكون بغرض التحقق من حالة الصيانة أو التحديثات.

ويلفت الانتباه إلى أن بعض الشركات تشترط لاستخدام الجهاز التسجيل على شبكة الإنترنت، ولذلك يتعين على المستخدم التفكير أولا في مدى صحة الإدلاء بالعنوان والاسم بشكل صحيح أو أن الأفضل الاعتماد على بيانات مستعارة.

الخصوصية الشديدة



وينتشر في الأسواق نوعان من مقدمي الخدمات، وهما شركات تلتزم بسياسات الخصوصية بشدة وتسعى لتحقيق الشفافية وأخرى تسعى دائما للحصول على أكبر قدر من البيانات، والتي تُستخدم بعد ذلك في الغالب في أغراض الدعاية والتسويق.

وتنصح خبيرة حماية البيانات وحرية المعلومات الألمانية هيلجا بلوك عند شراء الأجهزة ذات التطبيقات المنزلية الذكية بالتأكد من أن الشركات المصنعة تستخدم نظاما ملائما للخصوصية والإعدادات الافتراضية المعنية، وهذا ما يسمى أيضا الخصوصية حسب التصميم أو الخصوصية القياسية.

وتضيف قبل شراء مساعد إلكتروني منزلي لابد من الاستعلام عن الشركة المنتجة، ويفضل أن تكون من الاتحاد الأوروبي لخضوعها لنظام صارم للائحة حماية البيانات العامة حتى لو كانت هذه البيانات تنقل للخارج.

فيما يوصي الخبير الألماني في مجال أمن المعلومات مايك مورجنشتيرن قبل شراء الجهاز المعني بالاطلاع على تقارير الاختبار والتجربة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على المستخدم أن يستوضح إلى أي مدى يمكن ضبط إعدادات الخصوصية، ويتأكد من أنه يحتاج حقا لجميع المزايا بشكل يخاطر معه بالكشف عن البيانات.

وبالنسبة لمن اشترى الجهاز بالفعل، فقد يكون من الصعب تغيير مجموعة جمع البيانات، ومع ذلك، إذا كان الجهاز موجودا في شبكة WLAN اللاسلكية الخاصة به، فسيكون من الممكن إعداد جدار حماية ومنع إرسال البيانات إلى خوادم الشركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: