بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

تحقيق / ابراهيم البسيونى بالصور.. استمرار نزيف رجال الشرطة على يد الإرهاب الأسود

تحقيق / ابراهيم البسيونى

132269لم يتوقف الإرهاب الأسود عن ملاحقة ضباط وجنود الشرطة، منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة. ويستمر نزيف الأرواح يوما بعد يوم، وصولا لليوم الجمعة 2 مايو، حيث سقط شهيدان جديدان، أحدهما المجند أحمد عبد المنعم، الذي لقي ربه في الانفجار الذي وقع فجر اليوم، أمام كمين مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، والآخر هو العريف عبد الله محمد عبد الله، إثر انفجار عبوة ناسفة في صندوق الإشارات المرورية بميدان المحكمة بمصر الجديدة. وينضم الشهيدان إلى قافلة كبيرة من المختارين، تضم الضابط محمد مبروك، شاهد الإثبات الأول بقضية “التخابر”، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، والضابط محمد أبو شقرة، واللواء نبيل فراج، والعميد المرجاوي الذي استشهد في انفجار وقع أمام كلية الهندسة بجامعة القاهرة أبريل الماضي.

العبوات الناسفة سلاح الإرهابيين

في تصفية معارضيهم

سيد أبو شقرة: المعزول وراء

اختطاف الجنود.. والمختطفون وراء

قتل ابني

المعزول يتوعد الضباط.. وجماعته

تنفذ

 

والحادث الإرهابي الذي استهدف ضباط الشرطة، يوم 2 أبريل، أمام جامعة القاهرة، هو حادث إرهابي أسود وغاشم ينضم إلى قائمة الاغتيالات التي نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية، وأسفر عن استشهاد العميد طارق المرجاوي، وإصابة 4 آخرين من ضباط مديرية الأمن في حادث انتقامي.

تم زرع قنبلتين ناسفتين بشجرة قديمة أما كلية الهندسة، فيما سادت حالة من الحزن والأسى بين ضباط الداخلية، بسبب الحادث الإرهابي، واستمرار استهدافهم.

 

وأكد اللواء محسن حفظي الخبير الأمني أنه طالب بضرورة تطبيق قانون الإرهاب للتصدي للإرهابين، وتجفيف منابع الإرهاب، ومساعدة الضباط على القيام بعملهم في مكافحة أوكار الجريمة، مشيرًا إلى أن ما حدث، صباح اليوم، أمام جامعة القاهرة لاستهداف ضباط الشرطة حادث إجرامي لن يثني الضباط عن القيام بعملهم.

وأضاف حفظي بضرورة زيادة التأمين على ضباط الشرطة والأمناء والجنود؛ لتوفير حياة كريمة لهم في حالة تعرضهم للخطر، وطالب بضرورة تكاتف أجهزة الدولة في مكافحة الإرهاب للقضاء الكامل عليه.

وأشار حفظي إلى أن ما يقع من حوادث فردية لا يمنعنا من تأكيد أن أجهزة الأمن بمساعدة قوات الجيش تمكنوا من تحقيق خطوات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وتجفيف أوكار الإرهابيين بسيناء، والمحافظات المختلفة، ومنها محافظات الدلتا والقناة.

وأوضح أن يقظة الشرطة وقيامها بالعديد من الخطوات، ساعد على انهيار هذه الخلايا، وأصبحت الجرائم تتم بصورة فردية، وترتكبها خلايا صغيرة لا تتجاوز أعدادها 5 أشخاص، تتلقى تعليماتها من قيادات جماعة الإخوان.

وكشف مصدر أمني مطلع أن تجفيف منابع الإرهاب يحتاج إلى مزيد من الوقت، موضحًا أن ضباط الشرطة لديهم عزيمة على تجفيف منابعه، وتفكيك جميع خلاياه النائمة والنشطة، كما تمكنت الأجهزة الأمنية المختلفة من تنفيذ عدد كبير من الهجمات ضد العناصر الإرهابية، كما ألقت القبض على مئات الخلايا بالقاهرة والجيزة والمحافظات المختلفة.

ويعد النقيب محمد أبو شقرة أبرز ضحايا الشرطة النقيب، وهو ضابط بقوة مكافحة الإرهاب الدولي بجهاز الأمن الوطني في شمال سيناء، حيث لقى مصرعه وهو يستقل سيارة تابعة للأمن الوطني، في مهمة رسمية، حيث أطلق مجهولون النار عليه ولاذوا بالفرار.

الشهيد محمد أبو شقرة

اغتيل أبو شقرة عقب مشاركته في تحرير الجنود المصريين، الذين تم اختطافهم بشمال سيناء قبل شهر واحد من اغتياله، وقال والد الشهيد اللواء سيد أبو شقرة إن الرئيس المعزول محمد مرسي وراء اختطاف الجنود السبعة، وتم التفاوض معهم مقابل الإفراج عن عدد من الإرهابيين المحبوسين في السجون المصرية، وأن خاطفي الجنود هم المتهمون بقتل ابنه بسبب الخلاف حول الصفقة التي عقدوها مع مرسي.

وأكد سيد أبو شقرة أن ابنه هو الولد الوحيد لوالديه، فهو شقيق لثلاث فتيات، كان يستعد قبل استشهاده لإتمام حفل زفافه، ولكن يد الغدر والخيانة امتدت لاغتياله من أجل مصالحها الشخصية، فلم تمهله لحظة، ولم تعط له الفرصة.

أما الشهيد الآخر والذي اهتزت له قلوب المصريين لما قدمه من بسالة وشجاعة في أداء الواجب هو اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، والذي استشهد أثناء عملية تطهير منطقة كرداسة من البؤر الإرهابية، وضبط العناصر التي قامت بارتكاب مذبحة قسم شرطة كرداسة، التي راح ضحيتها 11 ضابطًا ومجندًا.

الشهيد نبيل فراج

أعلنت الجماعات الإرهابية في تلك الفترة إلى استقلال منطقة كرادسة، منع الأمن فترة ليست بقصيرة من دخول المنطقة حتى جاء قرار التطهير، وتنفيذ أوامر النيابة بضبط مرتكبي واقعة اقتحام قسم كرداسة وقتل ضباطه وجنوده، والتمثيل بجثثهم في مشهد، يندى له الجبين. كان اللواء نبيل فراج أول من نزل إلى أرض المعركة حاملًا سلاحه، مشاركًا ضباطه وجنوده.

جاء قرار نزوله ومشاركة القوة التي خرج على رأسها لتطهير كرداسة من الإرهاب على عكس ما هو متعارف عليه في أغلب القطاعات، وليست وزارة الداخلية فقط، حيث تقوم القيادات بالتخطيط والإشراف، غلا أنه نزل وخاض المعركة، فأصيب بطلق ناري اخترق الرئة، ومات على الفور، وعلى الرغم من إصابته إلا أنه ظل ممسكًا بسلاحه حتى آخر لحظة في حياته، فكان كالأسد في شجاعته، وهو المشهد الذي هز قلوب المصريين جميعًا.

كما استشهد المقدم محمد مبروك أبو خطاب برصاصات الغدر، وهو ضابط بقطاع الأمن الوطني، قُتل غدرًا أثناء توجهه إلى مقر عمله، فعند مروره بالسيارة التي يستقلها بشارع نجاتي سراج بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر, قام مجهولون يستقلون سيارة بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاهه، مما أدى إلى استشهاده.

الشهيد محمد مبروك

وكشف مصدر أمنى عن العديد من الكواليس التي أحاطت بحادث اغتيال المقدم محمد مبروك أبو خطاب المسؤول عن ملف التطرف الديني بجهاز الأمن الوطني، منها أن محمد مبروك هو الضابط المسؤول في الأساس عن ملف التطرف الخاص بجماعة الإخوان الإرهابية, كما أن طريقة اغتياله تؤكد أنه كان مراقبًا منذ فترة، خصوصًا وأن عملية اغتياله تمت في الساعة العاشرة والنصف صباحًا، وهو الميعاد الذي يخرج فيه منطلقًا إلى جهة عمله، حيث إنه مقيم بجوار مول السراج، وأنه يعتاد اتخاذ شارع نجاتي سراج للوصول إلى عمله.

وأكد المصدر أن طريقة اغتيال المقدم محمد مبروك لم تتم بطريقة عشوائية، خصوصًا وأنه يستقل سيارته الملاكي, ويرتدى ملابس مدنية، وليس هناك على الإطلاق ما يشير إلى شخصيته, أو جهة العمل التي ينتمى إليها، وهو ما يؤكد أن الإرهابيين يعلمون شكله جيدًا.

كما أنهم رتبوا لارتكاب هذه الجريمة بعد تتبعه لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن القاتل لا بد وأن يكون مستفيدًا من إنهاء حياته بتلك الطريقة.

أما اليوم فكان الحادث الذي شهده ميدان النهضة، وهو استهدف عناصر الإرهاب قوات مديرية أمن الجيزة المكلفة بتأمين البوابة الرئيسة لجامعة القاهرة، مما أسفر عن استشهاد العميد طارق المرجاوي، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، وإصابة خمسة من الضباط قوة مديرية أمن الجيزة، حيث تبين زرع عبوتين ناسفتين بإحدى الأشجار بالمنطقة.

الشهيد طارق المرجاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: