آدم وحواءتحقيقات صحفيه

ابراهيم البسيونى يكتب | يحدث فى قلب العاصمة.. شبان بالماكياج يحملون أسماء فتيات.. وصفقات محرمة علي”مقهى” والليلة بـ 200 جنيه

فى مقهى صغير بأشهر شوارع العاصمة “ميدان رمسيس” وبالقرب من قسم الأزبكية، وجريدة الجمهورية يلتقى عدد من الشباب ملامح بعضهم لا تستطيع أن تكتشفها بسهوله بسبب غطاء رأس أو طول شعر، تتميز ملابسهم بالضيق.. أعمارهم فى العقد الثاني وتقترب من الثالث.. يجلسون على مقاعد متفرقة، وتتعالى ضحكاتهم الملفتة للانتباه.

2014-635394698887555331-755_mainحينما تقترب عقارب الساعة التاسعة مساءً يبدأون في التوافد على المقهى، تستطيع معرفتهم بسبب خطواتهم المتراقصة وأثناء مصافحتهم وتقبيلهم البعض وحين تراهم من الخلف لا تستطيع تفريقهم عن الفتيات بسبب طريقة السير الناعم، بمجرد أن يبدأوا الحديث يستخدمون صيغة الأنثى في النداء..”أنا ماشية، أنا متأخرة على الشغل”، ولا يخشون من يلاحظ تصرفاتهم أو من يسمعهم.

وتبدأ الصفقات والعلاقات المحرمة،التي يتقاضون من خلالها أجرا ماديا، وبعد الاتفاق على السعر ومكان اللقاء والوقت المحدد يبدأ الشخص المستعد للرذيلة فى وضع الماكياج(كحل، مسكرة، زبدة كاكاو كبديل لأحمر الشفاه)..

عندما نظرت لأحدهم أثناء وضعه الماكياج ولاحظ متابعتى له ذهب من جانبى لمقعد آخر في آخر الرصيف لاستكمال ما يفعلونه، ولاحظت أيضًا عندما يلتقون بشخص معروف لهم ينهالون عليه بالقبلات ويستعرضون أنفسهم أمامه بشكل لافت.

بصوت أنثوى مدلل سمعت أحدهم يتحدث مع آخر قائلاً:”عاملة إيه يا ماجي أخبارك إيه،”، فالتفت ربما أجد الفتاة التى يحدثها الشاب أو أنه يستخدم الهاتف المحمول فلم أجد شيئا!، وعلمت بعد ذلك أن ماجي يدعى مجدي.

ينهض الشخص الملقب بماجي وعمره فى العقد الرابع من العمر متمايل الخطوات ويتحدث فى الهاتف:”أنا مردتش النهاردة على أرقام كتير بس أنت حبيبي لازم أرد.. ثم يضحك، والله أنا مابخدش أقل من 200 جنيه”.

عاملين إيه يابنات.. كانت هذه كلمات أحد الشباب المقبل عليهم لتنهال بعد ذلك القبلات والألفاظ النابية كنوع من العتاب.

أثناء وجودي نشبت مشادة كلامية بسيطة بين أحد الشباب وشاب صعيدى انتهت لوصلة مزاح كان يعاتبه الشاب قائلاً:” أنا ليا عندك 100 جنيه من المرة اللي فاتت وعلى فكرة أنا جبت شقة فى وسط البلد دور أول”.

وبالنسبة لقاطني الشارع والمارين به فكانت نظرتهم للمقهى ومن عليها مشمئزة ومنفرة، وعندما سألت رجلاً فى العقد الرابع من العمر سبب تواجد هذا النوع من الشباب هنا، أجاب:”مين أنت الأول”، فقلت “زبون بس استغربت حالهم”، فصمت الرجل قليلاً وامتعض وأجاب: الشرطة مكبرة دماغها مع أنهم عارفين بس ساكتين وحتى لو مش عارفين وده مش صحيح يبقى ده تقصير منهم، زى ما أنت شايف على عينك يا تاجر”.

بآخر الشارع المظلم الذى يسوده الهدوء التام سألت قاطنى أحد العقارات عن هذه الواقعة.. فأجاب بأنه يخشى إبلاغ الشرطة، والغريب أن العاملين بالمقهى يعرفون هؤلاء الشباب جيدًا، لكنهم يصمتون مقابل تحقيق مكاسب من ورائهم كزبائن مستديمين.

حاولت سؤال أحد العاملين بالمقهى لكننى خشيت أن يكون تابعا لهم، وخلال زياراتى المتكررة لمكان تواجد هؤلاء الشباب، بعد أن داومت فيه أكثر من أسبوع بسبب ذهولى من الموقف ولحين كتابة هذه الكلمات كانوا يحاولون الاقتراب من أى شخص عندما يرونه للوهلة الأولى ويحاولون جذب أطراف الحديث “معك منديل، ولاعة، الساعة كام”.

وعندما حانت الساعة الحادية عشرة مساءً ترجلت ناحية شارع رمسيس وسألت أحد الأشخاص بمقهى مجاور لهم رد بسخرية:”هى يعنى الحكومة مش عارفة جنبنا قسم الأزبكية وما فيش فايدة “، فانصرفت مبتسمًا قائلا:”ربنا يصلح الحال”.

وفى النهاية يبقى السؤال أين رجال الشرطة وأين مراقبتهم على مثل هذه المقاهي التى يتجمع عليه شباب يرتكبون أبشع الجرائم الذي يهتز لها عرش الرحمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: