بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

وورلد تريبيون: أوباما أمر أردوغان بتحريك الجهاديين من سوريا إلى مصر

129898تحقيق / ابراهيم البسيونى

“يبدو أن الصراع على مصر سيدخل مرحلة خطيرة من التصعيد، فالممولين الأساسيين للجهادين فى سوريا، والكلام هنا عن قطر وتركيا والرئيس أوباما، سيدفعون تلك العناصر المسلحة للانتقال إلى القاهرة”.. الكلمات لصحيفة وورلد تريبيون الأمريكية.

عمليات إرهابية وشيكة تستهدف مطار

القاهرة والسد العالى

منع إجراء انتخابات الرئاسة بتمويل

قطرى وتدريب إيرانى

«جيش مصرى حر» يتدرب فى درنة

الليبية وينتظر ساعة الصفر للتحرك مع

«بيت المقدس»

وتؤكد الصحيفة أن الهدف الاستراتيجى للمتآمرين على مصر فى المرحلة المقبلة هو خلق نظام على هوى الإدارة الأمريكية لا سيما وأن بوصلة القاهرة بدأت تتجه ناحية روسيا، مع مزاج شعبى عام معجب بتصرفات الرئيس فلاديمير بوتين الذي حطم غطرسة واشنطن وكسر أنفها فى أوكرانيا تارة، وفى سوريا تارة أخرى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر جهادية في ليبيا أن تدريب عناصر مسلحة ضمن ما يعرف بالجيش المصرى الحر، يجرى الان على قدم وساق على الأراضى الليبية برعاية أمريكية تركية إيرانية وبتمويل قطرى، وذكرت أن عدة أهدافا حيوية توجد على أجندة تلك العناصر المسلحة فى الفترة المقبلة، أبرزها مطار القاهرة واقتحام عدد من السجون لتهريب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الفوضى بشكل يتعذر معه إجراء الانتخابات الرئاسية.

الشاطر وهنية

وتؤكد الوورلد تريبيون أن مصنعاً ليبياً للملابس يقوم بتفصيل وتوريد زى عسكرى مجهز خصيصاً للعناصر الإرهابية التى تسمى نفسها الجيش المصرى الحر، وترتكز معسكرات تدريبهم فى منطقة درنة بالشرق الليبيى وهى المدينة التى استولى عليها إسلاميون متشددون وأعلنوها إمارة إسلامية مستقلة عن السلطة المركزية فى طرابلس، كما أعلنوا ولائهم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، وتوضح الصحيفة الأمريكيةأنهم تسلموا كذلك كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة وسيارات خاصة سيتم استخدامها فى عملياتهم الإرهابية داخل مصر، وأنهم ينتظرون ساعة الصفر وإشارة التحرك من أجهزة المخابرات التى تحركهم، بعيداً عن أى مشاركة من المخابرات الليبية التي تفتقر للإمكانيات والخبرات اللازمة.

علاقة بالشاطر

تذكر الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت أن قائد ما يسمى بالجيش المصرى الحر هو شخص يدعى شريف الرضوانى، ويقوم بتدريب العناصر الإرهابية بمعسكرات درنة، وقد سبق له المشاركة فى القتال فى سوريا وفى لبنان، فيما يتولى التنسيق والحصول على التمويل من أجهزة مخابرات غربية شخص ليبى يدعى إسماعيل الصلابى وهو مسؤول رفيع المستوى فى تنظيم القاعدة وصديق حميم لشريف القبيصى مدير المخابرات القطرية.

وتؤكد الصحيفة أن كامى الصافى وإسماعيل الصلابى القياديان البارزان فى القاعدة على علاقة قوية بخيرت الشاطر والتقيا هذا الأخير أكثر من مرة فى تركيا تحديداً، وسيكون لهما دوراً كبيراً فى نشر الفوضى بمصر قبيل الانتخابات الرئاسية.

وتتكون عناصر الجيش المصرى المزعوم من ليبيين وسودانيين ومصريين يمتلكون خبرات قتالية متفاوتة، فمنهم من شارك فى القتال فى سوريا وليبيا ومنهم من هو عديم الخبرة، ولكنهم على اتصال قوى بخلايا إرهابية نائمة داخل مصر وينسقون معها ويزودونها بالسلاح والمعدات.

وتوضح الصحيفة أنه وبشكل نوعى، فإن جماعة أنصار بيت المقدس بسيناء، والتى لها خلايا منتشرة فى عدد من المحافظات وتلقى دعماً من حركة حماس بغزة، تعد جزءاً مما يعرف بالجيش المصرى الحر، وهى المستقبل الأول للعناصر التى تتدرب فى ليبيا، وهنا يكمن تناقض وشيزوفرينيا الإدارة الأمريكية التى وضعت تنظيم بيت المقدس على لائحة المنظمات الإرهابية بينما هى تدعمها بالمال والخبرات والسلاح، وتستخدمها كمخلب قط لزعزعة استقرار مصر لمجرد أن ما المسار السياسى فيها لا يتوافق مع شىء ما فى نفس السيد أوباما.

وتنوه الصحيفة إلى أن إنشاء الجيش المصرى الحر بدأ عقب أيام قليلة من الإطاحة بمرسى إثر ثورة 30 يونيو، حيث اجتمعت قيادات من التنظيم الدولى للإخوان بقيادات حركة حماس بفندق غزة بيتش هوتيل بقطاع غزة، وكان محمود عزت القيادى الإخواني المعروف عنه أنه الرجل الثانى فى تنظيم الجماعة الإرهابية بعد خيرت الشاطر، أحد أبرز الحضور فى ذلك الاجتماع، وتذكر الصحيفة نقلاً عن مصادر من داخل غزة أن أهم وأخطر رجل فى التنظيم الدولى للإخوان المسؤول الأول عن بيع وشراء السلاح للتنظيم كان حاضراً فى اجتماع غزة وأشارت الصحيفة له باسم مستر إكس لأنه من المستحيل معرفة اسمه الحقيقى أو الحركى، وكان إكس مصطحباً معه أحد شيوخ الفكر التكفيرى ويدعى عبد المجيد الشاذلى ويقال عنه أنه أستاذ محمد بديع وخيرت الشاطر، وكان برفقتهما 20 مصرياً آخرين إضافة لعشرات من الحمساويين وعرب من جنسيات مختلفة، وتعد تلك الاجتماعات امتداداً لاجتماعات أخرى كان يحضرها خيرت الشاطر ومحمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى، وكان هدف المجتمعين فى غزة دوماً هو استمرار تدفق السلاح من ليبيا إلى القطاع ومنه إلى سيناء عبر الأنفاق لجماعة بيت المقدس وخلايا تكفيرية أخرى منتشرة داخل مصر.

وتتكون خلية بيت المقدس من عناصر من شباب الإخوان وجهاديون تدربوا فى أفغانستان، ويقودهم شخص يدعى رمزى موافى كان عضواً بارزأ في القاعدة أيضاً، ويتحدث باسمهم شخص يدعى أبو أسامة المصرى، ومن الواضح أن هناك برنامج خاص للتعاون فى العمليات الإرهابية بين بيت المقدس وحماس وهو ما أثمر عن إنشاء خلية مخصصة للتخريب داخل مصر تحت مسمى المتصلين مع المهدى ، وهى فى مجملها تتكون من عناصر تابعة لحماس وحركة الجهاد الإسلامى، وأغلب الظن أنها المسؤول الأول عن عملية قتل 6 جنود من الشرطة العسكرية بكمين مسطرد الشهر الماضى، ويبدو أن تلك الخلية تم إنشاؤها خصيصاً لاستهداف رجال الشرطة والجيش فى المحافظات المصرية المختلفة.

وتسود حالة من الانقسام بين إرهابيى بيت المقدس فمنهم من يريد استهداف رجال الجيش والشرطة بغض النظر عن سقوط ضحايا فى صفوف المدنييين على اعتبار أن الكل كافر، فيما جناح أخر يريد التركيز على رجال الأمن والقضاة والمبانى الحيوية على أمل تأييد المجتمع لهم، وتشير الصحيفة إلى أن من ضمن الأهداف الموضوعة على لائحة بيت المقدس السد العالى وعدد من الكنائس والمنشآت الشرطية والعسكرية.

وفي النهاية أشارت الصحيفة الأمريكية نقلاً عن مصادرها الجهادية التى لم تسمها إلى أن بيت المقدس ومن يحركه على ثقة بأن مصر تعيش أزمة حقيقية وتعانى أجهزتها الأمنية جهلاً كارثياً بطبيعة التنظيمات الإرهابية المتواجدة داخل البلاد وزعم المصدر أنهم سيقومون بعدد من العمليات الإرهابية التى ستزلزل مصر الفترة المقبلة.

الوورلد تريبيون ليست أول وسيلة إعلام تشير إلى العلاقة الواضحة المباشرة بين ما يقع في مصر من إرهاب والمخابرات الإيرانية، حيث أكدت صحيفة الجارديان البريطانية غير مرة أن السيارات المفخخه التى تُستخدم فى الهجمات الإرهابية بمصر، أسلوب تدربت عليه حركات فلسطينية (أبرزها حماس والجهاد وتنظيم القاعدة فى العراق) على يد المخابرات الإيرانية، وطبقاً للجارديان أيضاً، فإن لقاءً سرياً، جرى بالقاهرة فى مطلع العام الماضى، أى فى عهد المعزول مرسى، جمع قاسمى سليمانى رئيس فيلق القدس الإيرانى بقيادات من مكتب الإرشاد، وتحديداً خيرت الشاطر، ومحمد بديع، ومحمود عزت، من أجل مساعدة الجماعة فى تنفيذ سيناريو المذابح التى ارتكبها الخمينى فى إيران عام 1979 فى حق قيادات فى الجيش والشرطة والقضاء والمجتمع بعد ما أصدر فتاوى بتكفيرهم جميعاً واستحلال دمائهم، وفى هذا السياق يمكن أن نفهم تصريحات البلتاجى التى قال فيها سيتوقف ما يحدث فى سيناء فى نفس اللحظة التى يعود فيها الرئيس محمد مرسى للحكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى