الشارع السياسى

وزير الخارجية: إجماع دولي على ضرورة وقف إطلاق النار بغزة .. والجهد المصري لن يتوقف

أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن هناك إجماعا دوليا على ضرورة وقف إطلاق النار ووقف حمام الدم في قطاع غزة.

 

جاء ذلك ردا على سؤال – خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم السبت، مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه بالقاهرة – حول الرسائل التي تركز مصر عليها لوقف التصعيد في المنطقة ونتائج الاتصالات التي أجراها حتى الآن مع الشركاء الدوليين والإقليميين.

 

وقال إن الوزير الفرنسي ، خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له اليوم ، تحدث عن النشاط الكبير الذي تقوم به مصر ووجه الشكر للرئيس السيسي على الجهد المكثف الذي يقوم به سيادته والدولة المصرية للعمل على وقف التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب إقليمية.

 

وأضاف الدكتور عبد العاطي إننا نجري اتصالات مكثفة مع كافة الدول الإقليمية والدولية والعربية.. مشيرا إلى زيارته التي قام بها يوم أمس الجمعة إلى لبنان .. كاشفا عن أنه سيقوم قريبا بزيارة المملكة العربية السعودية.

 

وأشار إلى أنه سبق وأن تحدثت هاتفيا مع وزراء خارجية روسيا والصين والهند والبرازيل والأشقاء العرب، كما تواصل أربع مرات خلال أقل من ثلاثة أسابيع مع وزير الخارجية الأمريكي ، فضلا عن التواصل المستمر مع فرنسا والمملكة المتحدة.

 

وأوضح وزير الخارجية أن كل هذه الاتصالات وكثافة هذا النشاط يهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.. مؤكدا أن مصر دولة إقليمية كبيرة وبالتأكيد ومن الطبيعي أن تكون معنية ومهتمة بمسألة الاستقرار وعدم التصعيد في المنطقة.

 

وأكد وزير الخارجية على أن الرسائل المصرية واضحة وهي الإدانة الصريحة لأي سياسات استفزازية من شأنها تصعيد الموقف في المنطقة إن كان ذلك انتهاك سيادة لبنان أو الاغتيالات السياسية، وهي أمور مرفوضة جميعها وتدينها مصر وتؤكد على ضرورة التوقف عنها بشكل فوري إذا كان هناك جدية وحرص على وقف التصعيد.

 

وأضاف الدكتور عبد العاطي “أن الرسالة الثانية هي أن الجهد المصري لن يتوقف أيا كانت العقبات والمشاكل، فالجهد سيتسمر لإننا دولة إقليمية رئيسية وطرف معني بالاستقرار ولن نسمح لأي طرف أن يجر المنطقة إلى حرب مدمرة لن يسلم منها أحد ولم يخرج منها أي طرف رابحا، وبالتالي هذا الجهد سيستمر ولن ينقطع”.

 

وتابع وزير الخارجية قائلا “إن الرسالة الثالثة هي أننا نطلب من الدول الغربية ضرورة الضغط بكل الوسائل الممكنة من الآن وحتى نهاية الأسبوع حتى تكون هناك جدية في عملية التفاوض وحتى يكون هناك صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، وهذه ليست مسئولية مصر بمفردها، هذه مسئولية العالم وفي مقدمته الدول الغربية وبالتالي إذا كنا نتحدث عن حقوق الإنسان وإذا كنا نتحدث عن سياسة المعيار الواحد، فعلينا أن نطبق هذا المعيار على جميع القضايا، ومن غير المقبول ومن غير المعقول بل ومن المخجل أن تستمر هذه الحرب العدوانية لأكثر من عشرة أشهر ووسط صمت دولي مريب”.

 

واستطرد ” لابد للمجتمع الدولي أن يتحرك إذا كنا حريصين على النظام الدولي الراهن والقانون الدولي الإنساني والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، فلابد من تطبيق ذلك دون انتقاء وأن ينطبق ذلك على جميع الملفات والقضايا وعلى رأسها الأزمة فى غزة”.. مشددا على أن هذه الرسالة واضحة والرأي العام في منطقتنا يشعر بالغضب الشديد، وله الحق في ذلك.

وأكد وزير الخارجية ضرورة نقل الرسائل واضحة ، أنه لا توجد هناك دولة فوق القانون ولا توجد دولة فوق المسئولية والمحاسبة.

 

وحول نتائج الاتصالات التي قامت بها مصر لاحتواء الموقف، قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن قادة المجتمع الدولي والعديد من قادة الدول الذين تواصلوا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يجمعون على قضية أساسية وهي أنه لابد من الوقف الفوري لإطلاق النار.. مشيرا إلى البيان الثلاثي الصادر أمس حول المفاوضات التي جرت بالدوحة.

 

وأكد الوزير أن هذا الإجماع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار ووقف حمام الدم في قطاع غزة هو أمر جيد وتأخر كثيرا حتى نصل إلى هذه المرحلة.. مذكرا بأن مصر كانت تؤكد منذ اليوم الأول على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ولكن للأسف الشديد لم يكن هناك توافق، والآن وصلنا إلى هذا التوافق ولكن بثمن باهظ يفوق الأربعين ألف ضحية فلسطينية من المدنيين ومعظمهم من النساء والأطفال.

 

وشدد على أنه قد آن الآوان لوضع حد لهذه الحرب الدموية وأن يفرض المجتمع الدولي إرادته ، فإذا كان هناك توافق دولي ، فعلينا أن نفرض هذه الإرادة على كافة الأطراف بلا استثناء وأن يتم وقف إطلاق النار بشكل فوري.

 

وردا على سؤال حول تقديراته لعدد الفلسطينيين الذين فروا من الحرب في غزة ومسألة التأشيرات الخاصة بمن يتواجد منهم في مصر، قال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي إن مصر تقدم كل التيسيرات لإخواننا في فلسطين وغزة ، ومنذ بداية الحرب فى شهر أكتوبر الماضي تفتح مصر حدودها من أجل استقبال الفلسطينيين للعلاج والحالات الطبية..

موضحا أنه يوجد بمصر أكثر من ألف وخمسمائة فلسطيني يتلقون العلاج مع مرافقين من أسرهم وبعضهم يسافر لدول ثالثة لتلقي الرعاية الطبية.

 

وأضاف “إننا نسمح كذلك للخروج من غزة عبر مصر إلى دول عرضت تقديم رعاية طبية للفلسطينيين ، لذلك لا أستطيع تقديم رقم محدد لأن بعضهم يسافر لدول ثالثة”.

 

وشدد الدكتور عبد العاطي على أن سياسة مصر واضحة وهي تقديم كل الدعم للفلسطينيين في ظل هذه الظروف الصعبة .. مؤكدا أن الهدف الأساسي هو وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية الكافية لشعب غزة بأسرع وقت ممكن.

 

وقال “إننا نتوقع بعد وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان أن يكون هناك ممر لعبور المساعدات لغزة من مصر ومن كل العالم “.. مشيرا إلى أنه تحدث مع نظيره الفرنسي بشأن ضخ مساعدات ضخمة سواء غذائية أو طبية وإنسانية لغزة بمجرد وقف إطلاق النار وبمجرد تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني بوجود السلطة الفلسطينية وآخرين ربما مثل أوروبا.

 

وأضاف وزير الخارجية “إننا مستعدون ونقوم بكل ما بوسعنا من جهد وبالتعاون مع فرنسا والمجتمع الدولي لتقديم كل المساعدات لغزة لإنهاء معاناتهم لأن الوضع الآن أكثر من مأساوي .. ونحن قلقون من انتشار الأمراض ونقص الغذاء والأدوية والعلاج .. ونقوم بكل الجهد مع فرنسا وغيرها لإدخال هذه المساعدات دون شروط أو عوائق لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة”.

 

وردا على سؤال حول العلاقات المصرية – الإيرانية ومشاركة وزير الخارجية في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، قال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، إن هناك توجيها من السيد رئيس الجمهورية بالمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد .. مشيرا إلى لقائه مع الرئيس الإيراني والقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني.

 

وأضاف “إننا نوظف علاقتنا مع إيران واتصالاتنا حيث أجريت حوالي 3 اتصالات هاتفية مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، والهدف والرسالة الأساسية هو وقف التصعيد والتحذير من مغبة الانزلاق إلى حرب شاملة بالمنطقة “.. مشيرا إلى أن إيران دولة كبيرة ولها حضارة كبيرة وهناك بعض الأمور التي نتناولها مع الجانب الإيراني على المستوى الثنائي، ولكن نوظف كل الاتصالات لمصلحة المنطقة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار وعدم جرها لحرب إقليمية شاملة ستدمر كل ما يتم تحقيقه من إنجازات في المنطقة وسيدمر الاستقرار بالمنطقة، وبالتالي نعتزم مواصلة اتصالاتنا مع الجانب الإيراني بما يؤدي إلى خفض ووقف التصعيد.

 

وردا على سؤال بشأن انعقاد جولة مفاوضات جديدة في الدوحة يوم الخميس الماضي لبحث الوصول لوقف لإطلاق النار في غزة دون مشاركة مباشرة من حركة حماس، وتقييمه لفرص التوصل لوقف لإطلاق النار، وما هي أبرز العقبات في هذا الشأن ، أكد الدكتور بدر عبد العاطي أنه على مدار 48 ساعة من جولة المفاوضات التي تمت في قطر كان هناك مباحثات ماراثونية وتم تقديم ورقة مجمعة فيما يتعلق بموضوع الصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن.

 

وشدد على أنه إذا كان هناك إرادة سياسية سنتمكن من التوصل لوقف إطلاق النار .. مشيرا إلى أن هناك بعض الفجوات بين الجانبين ونعمل على سد هذه الفجوات .. مؤكدا ضرورة التحرك لوقف إطلاق النار وعدم استمرار هذه الحرب بما يسهم في خفض التصعيد في المنطقة.

 

وقال “إذا نجحنا في وقف هذه الحرب الظالمة على غزة سيؤدي ذلك إلى خفض التصعيد”.. مشيرا إلى أن الجهود المخلصة مستمرة وكذلك مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية للعمل على وقف إطلاق النار ، ونأمل فى أن نصل إلى نقطة للإعلان عن التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني ، ردا على سؤال بشأن وجود دعم أوروبي لإسرائيل في الحرب على غزة ، إن فرنسا من أوائل الدول التي عملت لفرض عقوبات ضد المستوطنين الذين يهددون السلام في المنطقة.

وأضاف أن بلاده تدين بشكل كامل الاستفزازات السياسية والأمنية التي لا تفيد ، كما قدمت المساعدات الإنسانية لغزة ولعبنت دورا مفيدا في هذه المسألة.

 

وبشأن قيام الغرب بتسليم إسرائيل أسلحة وشحن فرنسا معدات عسكرية لإسرائيل ومدى تماشي هذا الأمر مع الصوت الدبلوماسي لفرنسا، أكد وزير وزير الخارجية الفرنسي أن الهدف من جولاته في المنطقة هو تفادي أي تصعيد إقليمي ، وأحد أدواته وقف إطلاق النار .. مشيرا إلى أن كافة جهود فرنسا تصب في اتجاه وقف إطلاق النار.

 

وأوضح أنه مثُل أمام مجلس النواب الفرنسي وقدم كافة المعلومات حول القطع العسكرية التي قدمت لإسرائيل وهي لأغراض دفاعية .. مؤكدا أن فرنسا ليست مورد أسلحة لإسرائيل بل منافسة لها في التوريد .. مشددا على أن الجانب الدبلوماسي هو السلاح لمواجهة التصعيد بالمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى