الشارع السياسى

وزير الأوقاف: الرسول صلى الله عليه وسلم كان تطبيقًا عمليًا لرحمة وسماحة القرآن الكريم

أكد وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان تطبيقًا عمليًا لرحمة وسماحة القرآن الكريم.

وقال وزير الأوقاف – في تصريحات، اليوم الاثنين إن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) كان نعم القدوة، ونعم المعلم، ونعم المربي، ونعم الرحيم بأمته، يقول الحق سبحانه: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، ولما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) قالت: “كان خُلُقُه القُرآنَ”.. “كان قرآنًا يمشي على الأرض”.

وأضاف: عندما جاء أعرابي وكان الرجل حديث عهد بالإسلام فقام فبال في المسجد، وقام إليه بعض الحاضرين يزجرونه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) في رحمة تامة: “دَعُوهُ وهَرِيقُوا علَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِن مَاءٍ، أوْ ذَنُوبًا مِن مَاءٍ، فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، ولَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ”، وعندما قام الرجل فصلى فدعا فقال: “اللَّهمَّ ارحمني ومحمَّدًا ولا ترحمْ معنا أحدًا، فتبسم النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) حتى بدت نواجذه، وقالَ للرجل لقد حجَّرتَ واسعًا”، خاطبه بلغته، حجرت من التحجير؛ وهو التضييق لحجز الماء أو نحوه، لقد ضيقت واسعًا، وسع ولا تضيق في الدعاء برحمة الله، وعندما جاء أحد الشباب وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ ونهروه، وقَالُوا : مَهْ مَهْ، فَقَالَ له النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ): ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا ، قَالَ : فَجَلَسَ قَالَ : أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ”.

وتابع وزير الأوقاف قائلا : فالعصاة يحتاجون إلى الرحمة، لا إلى الغلظة والشدة والنهر، ألم يقل رب العزة سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، والعاصي كالمريض يحتاج إلى الكلمة الطيبة من الطبيب، ومن ذلك أيضًا ما كان من سيدنا معاوية بن الحكم السُّلَمي (رضي الله عنه) يقول: بينما أنا أُصلي مع رسول الله (صَلَّى الله عليه وسلم)، وكان الرجل أيضًا حديث عهد بالإسلام، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله! فرماني الناسُ بأبصارهم، فقلت: واثكل أُمِّياه، مالكم تنظرون إِليّ؟! قال: فضرب القوم بأَيديهم على أَفخاذهم يُصْمِـتُوني، فسكتُّ. فلما قضى رسول الله (صَلَّى الله عليه وسلم) صلاته، دعاني، فبأَبي هو وأُمي ما رأَيت معلِّمًا قبله ولا بعـده، أَحسنَ تعليمًـا منـه، ما كَهَرني ولا ضربنـي ولا سبني، ولكنه قال: “إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لاَ يَصْلُحُ فِيْهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ الْنَّاسِ، إِنَّمَا الْصَّلَاةُ الْتَّسْبِيْحُ وَالْتَّحْمِيْدُ وَالْتَّكْبِيْرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ”، ولما دخل عليه أحد الناس ووجده (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) مرتجفًا، قال هون عليك هون “إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ بمكة”، وهكذا تعلم أصحابه الكرام وخلفاؤه الراشدون (رضي الله عنهم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: