مقالات القراءمقالات واراء

هوس المرتبات والمكافأت في هيئة السمعة والصيت

بقلم///مجدي سبلة

عندما شرعت في كتابة هذه المادة بالمستندات تذكرت جملة جاءت في كتاب “الفرصة والخطر” لإدوارد .ب. دجيريجيان عندما قال:
“كان هناك ضفدع يقف على ضفة نهر النيل ويحاول السباحة إلى الضفة الأخرى عندما تقدم منه عقرب وطلب منه أن يركب على ظهره لعبور النهر، فنظر الضفدع إلى العقرب وقال له : أتظن أنني أريد أن أنتحر؟ إذا حملتك فوق ظهري فسوف تلدغني، فأجاب العقرب : لا تكن سخيفا، إذا لدغتك فسوف نغرق معا. فتأمل الضفدع ما قاله العقرب لفترة وجيزة، وقال :

أنت على حق، تقدم واركب على ظهري. وفي منتصف الطريق لدغ العقرب الضفدع ، فأدار الضفدع رأسه متألما بشدة وقال :لم فعلت ذلك؟.. الآن نغرق سويا! ..فابتسم العقرب وقال :مرحبا بك في الشرق الأوسط!”
تذكرت هذه المقولة رغم الاختلاف الكبير بين موضوع الكتاب الذي يتناول أخطاء السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال حكم المحافظين الجدد وبين القصة موضوع المقال وهي قصة المصلحة ذات السمعة والصيت التي تولاها الخنفشاريون الجدد ومن بينهم شملول الحصاوي ومحجوب عبد الدايم والبطريق وبديعة الحيزبون وشلبية البرجوازية وأيمن أبو جاموس ومساعديهم مثل وهيبة المطيعة والأخ كاظم والأخ أبو الأكارم.
هذه المجموعة من البشر الذين لبسوا ثوب الفضيلة وفعلوا كل ما فعله أبو جهل ما عدا وأد البنات وتحدثوا عن حماية المال العام وفي نفس الوقت أخذوا من مال المصلحة ما لم يأخذه أمثالهم في تاريخها !
إن ما جرى بالهيئة ذات السمعة والصيت خلال بضع سنين أمر خطير ولو كانت هناك خطة وضعها خبراء لإغراق هذه المؤسسة وإنهاء دورها لما فعلت مثل الذي فعله جماعة الخنفشاريين الجدد المذكورين، وقد تحدثنا كثيرا وذكرنا تفاصيل كثيرة حول ما جرى ..ويبقى لنا أن نحكي وأن نتساءل عن الذين استحلوا أموال هذه المصلحة وفعلوا في الخفاء ما لا يمكنهم فعله أو الإعلان عنه في العلن حتى وصلت الهيئة إلى اللحظة التي تجعلنا نقول مثلما قال العقرب مرحبا بك في الهيئة ذات السمعة والصيت !

والذي يدور في كواليس المصلحة يحتم على رئيسها قبل أن يرحل عنها أن يخرج إلى العلن ويلتقي بمرؤوسيه جميعا ويعلن عن المبالغ المختلفة التي حصل عليها رجال حاشيته لكي يرد على حالة التذمر والشك والتخوين التي تملأ جدران الهيئة ذات السمعة والصيت .
ألا يعلم رئيس المصلحة أن شملول الحصاوي هو صاحب تقنية لحام الأوراق واعادة تصويرها بمهارة لتتحول إلى ورقة واحدة ويتم إعطاؤها شرعية مزيفة بالختم الموجود في عهدته ؟
ألا يعلم رئيس المصلحة أن الغالبية العظمى من المستندات الخاصة بمنح المكافآت لبعض المحظوظين في المصلحة قد تم إضافة أسماء لها بعد توقيع رئيس القطاع وتوقيعه شخصيا عليها وأن الذي يقوم بإضافة هذه الأسماء هو شملول الحصاوي؟

إذا كان هناك خطأ فالخطأ يتكرر مرة أو مرتين، فلماذا تكررت هذه العملية في عشرات المستندات؟
إذا كان الاسم الذي تم إضافته منسيا في البداية مثلا، فلماذا لا يتم إعادة كتابة الأسماء من جديد وطباعة الاسم المضاف ضمن هذه الأسماء؟

لماذا لا يتم سد أبواب الشبهات خاصة وأن الكشوف تتضمن مبالغ كبيرة؟ فحتى إذا قال رئيس القطاع وقال رئيس الهيئة أنهما على علم بإضافة أسماء جديدة بعد توقيعهما على أي مستند فستبقى الشبهة قائمة لأن إعادة كتابة ورقة بالشكل الصحيح وإضافة اسم الشخص المنسي ليس شيئا عسيرا في ورقة بها عشرة أسماء على الأكثر ولأن المستندات المالية لا يجب أن تخضع للكشط والتغيير بهذا الشكل المتكرر كما تبين المستندات الموجودة بين أيدينا! ألا تعد هذه جريمة ؟

ألا يعلم رئيس المصلحة أن محجوب عبد الدايم وقف حجر عثرة أمام محاولة مدير عام المركز الصحفي في نقل بعض السيدات من المركز بعد ورود شكاوى وادعاءات بحقهم من قبل مراسلين أجانب، خاصة وأن واحدة منهما طلبت بنفسها أن تنقل من المركز؟
أين ذهبت المذكرات التي بين أيدينا صور منها والتي أرسلت إلى مكتب رئيس الهيئة بخصوص هذا الموضوع وما حدث فيه من مخالفات تضر بسمعة المركز وبسمعة المصلحة كلها؟
هل علم رئيس المصلحة أن محجوب عبد الدايم قام بحجز المذكرات ولم يدعها تدخل لرئيس الهيئة لأنه كان من الممكن أن تتسبب في كشف المستور حول أسرار تخص شقيقه الذي كان يحضر بالمركز ويقبض من الأودا ثم توقف عن الحضور ولا يزال يتقاضى راتبه؟

هل يعلم رئيس المصلحة أن شملول الحصاوي لم يقدم أصل عقد السكن للسيدة التي نحتفظ باسمها في القضية ٩٠ لسنة ٢٠٢٣ وأنه أعطاها بدل سكنها كاملا رغم أنها لم تقدم أصل العقد وقام بوضع خاتم الشئون المالية على صورة ضوئية قابلة للتغير وقدمها للنيابة الإدارية على أنها صورة طبق الأصل ليعطيها شرعية وتنتهي المسألة بسلام في القضية المذكورة ؟
هل يعلم رئيس المصلحة أن أبناء المصلحة ينقلون كل شيء بما فيه لقاءات شملول الحصاوي مع شلبية البرجوازية وحديثهما عن كيفية مساعدة العامل المحلي الموجود وراء البحار الذي استغنت عنه المصلحة لكون وجوده إهدارا للمال العام؟ وسعيهما الدائم لمواصلة إيذاء زميل متقاعد لم يؤذي أحدا وكان اضطهادهما له سببا مباشرا لكل ما جرى للهيئة؟

هل يعلم رئيس المصلحة ما الذي فعله شملول الحصاوي في قصة السيدة (سميحة) التي كانت تعمل بنظام أجر مقابل عمل أي بعقد شهري يجدد شهريا؟
هل يعرف أن شملول قام بالتوقيع لها في الدفاتر عندما سافرت برفقة زوجها إلى بلاد التنين ومكثت هناك ثلاث سنوات وقام شملول بصرف مرتب لها شهريا بالمخالفة للقانون ولا ندري لمن كان يذهب هذا المرتب؟
هل يعرف رئيس المصلحة أن الراحلة الطاهرة النقية ابنة شيخ الصحفيين رفضت المشاركة في هذا العمل ورفضت إبقاء اسم هذه السيدة غير الموجودة بالمصلحة في الدفاتر لديها وأغضبت شملول وأغضبت الرجل الذي لا يتقاعد في ذلك الوقت؟

لماذا لم يكن شملول يخشى أن ينكشف الأمر عن طريق تحركات المسافرين والجوازات ويتبين أن السيدة التي يصرف لها مرتب شهري غير موجودة بالبلاد وغير معينة بالمصلحة؟ وهل يعلم رئيس المصلحة أن نفس السيدة عادت إلى العمل بكل بساطة بعد عودتها من الخارج ؟

ربما لشدة يأسهم يقوم أبناء هذه المصلحة المنكوبة بنقل كل شيء إلينا بما في ذلك ما يحدث على مقهى “الشبلي” بالمعادي حيث تدور الشيشة وينطلق الدخان الكثيف وتعلو الضحكات الهستيرية وحيث يقوم “أبو صبحي” صاحب المقهى باستقبال قيادات المصلحة ذات السمعة والصيت يتقدمهم محجوب عبد الدايم ومحفوظ طاهر مسئول المزاج !
ولكن الشيء الوحيد الذي لا يعرفه الغالبية العظمى من أبناء الهيئة هو المتحصلات المالية التي تصرف لمجموعة الخنفشاريين الجدد وكيف يقوم شملول الحصاوي بإدارة الشئون المالية ويملأ جيبه وجيوب بقية الخنفشاريين بالمال دون أن يعرف أحد بما يحدث .

ولكن لسوء حظ ذلك الشملول فقد حدث ما لم يتخيله إنسان ووصلت إلى أيدينا كشوف المتحصلات المالية لهذه المجموعة من الدفع الاليكتروني والتي تبين المبالغ التي صرفها شملول لنفسه ولبقية المجموعة!
والذي أعرفه أن المكافآت التي تصرف للموظفين والمديرين بالمصالح الحكومية المختلفة لها قانون ولها حد أقصى لا يمكن تجاوزه؟ فما هي النسبة التي لا يمكن تجاوزها في المصلحة ذات السمعة والصيت؟
هل من المنطقي أن تصل مكافآت شملول الحصاوي خلال العام المالي 223-2024 759.611 جنيه (سبعمائة وتسعة وخمسون ألفا وستمائة وأحد عشرا جنيها مصريا) بعد خصم الاستقطاعات التي تحسب أيضا بمبلغ كبير؟

لو قمنا بقسمة هذا المبلغ على 12 شهر فمعنى ذلك أنه يتقاضى 63.300 جنيه تقريبا خلال الشهر الواحد! فهل هذا مسموح لدى وزارة المالية؟ وهل قام المراقب المالي للهيئة بالتوقيع على هذا المبلغ؟
بين أيدينا قرار مجلس الوزراء رقم 63 لسنة 2014 الذي يحدد الحد الأقصى للصرف من أموال الدولة للموظفين باستثناء أعضاء السلك الدبلوماسي وهو 42 ألف جنيه، فهل ينطبق هذا القرار على شملول الحصاوي؟
هل من المنطقي أن يتم صرف مبلغ 568.305 بعد خصم الاستقطاعات لمحجوب عبد الدايم الذي يقوم بتسيير القطاع الداخلي خلال عام مالي واحد رغم أن آخر درجة حصل عليها رسميا هي درجة مدير عام؟
ما الذي يفعله محجوب سوى القيام بالتقاط صور مع المسئولين ويقوم باستدعاء السيدات من محافظات نائية لحضور اجتماعات لا ضرورة لها بالقاهرة ويرفض صرف بدل سفر لهن؟!! بل ويمنع من يسافرون لعقد الندوات من صرف بدل انتقال أكثر من ثلاثين جنيها ؟!

وهل يجوز صرف 527.747 جنيه بعد خصم الاستقطاعات للبطريق الذي لا يفعل أي شيء فريد ولا يغادر مكتبه المكيف رغم وجود وكلاء وزارة وإعلاميين أقدم منه يتعبون في عملهم ولا يحصلون سوى على رواتبهم وعلى عيدية لا توازي ألفي جنيه أو منحة مدارس لا تشتري مريلة لأحد أبنائهم؟
لماذا أعطى شملول الحصاوي للسيدة وهيبة المطيعة 256.617 ألف جنيه بعد خصم الاستقطاعات كمكافآت خلال عام واحد رغم أن راتبها لا يتجاوز ال ٦٠٠٠ جنيه ؟ هل فعل ذلك ليشتري ودها من خلال المنصب الجديد الذي فصله عليها تفصيلا لكي لا تكشف شيئا مما حدث في الشئون المالية على مدار عامين كاملين ؟ 256 ألف جنيه معناه أنه منحها أكثر من ٣ أضعاف راتبها شهريا على مدار العام ؟ فهل هذا منطقي؟

ربما يكون شملول قد قام بضبط الأمور وإلباسها ثوب القانون ولكن هناك سؤال : كم من نظراء هذه السيدة من اسكندرية إلى أسوان حصل على مثل هذا المبلغ وما هو بالضبط الإبداع الذي قامت به ولم يقم به غيرها ممن لا تكفيهم رواتبهم ولا يحصلون فوقها سوى على عيدية ٦٠٠ جنيه أو منحة مدارس لا يصل مجموعها إلى ألفي جنيه في السنة ؟
وقبل أن نحكي عن بقية المبالغ وبقية الأشخاص نقول لمن يريد أن يتوقف عن القراءة بسبب الغثيان أن 11 موظفا فقط من مجموعة الخنفشاريين الجدد قد حصلوا إجمالا على مبلغ 4.312.869 جنيها ( أربعة ملايين وثلاثمائة واثنى عشر ألفا وثمانمائة وتسعة وستون) فهل هذا يجوز في هيئة متوسط رواتب موظفيها لا يتجاوز 5 آلاف جنيه؟

لو كنا نتحدث عن مصلحة منتجة أوبنك أو غيره من الشركات التي تكسب المليارات لكان الأمر مقبولا في ظل تعميم الخير على الجميع وفي وجود قدر معقول من الدخل للموظفين العاديين الذين لا ظهر لهم ولا سند، ولكننا نتحدث عن مصلحة مستهلكة !
ولو كنا نتحدث عن تدوير لهذه المكافآت وحصول أفراد من خارج مجموعة الخنفشاريين على هذه المكافآت في أي وقت لأمكننا إلباس هذه العملية ثوب المنطق والمعقولية، ولكن الذين أخذوا المكافآت بالملايين خلال العام المالي 2022-2023 هم أنفسهم الذين حصلوا على الملايين في العام المالي 2023-2024 ولم يحدث تغيير سوى تغيير المبلغ لكل شخص بالزيادة عن العام السابق تماشيا مع زيادة الأسعار!!!!

فهل أفراد هذه المجموعة دون سواهم قد ولدوا من بطون أمهاتهم مبدعين مجتهدين يستحقون المكافأة كل عام ومن سواهم كائنات من نوع أقل لا يبدعون ولا يجتهدون؟!!!
ما هي الأعمال الخارقة التي تمت في مصلحة أغلقت جميع مكاتبها في الخارج وتوقفت فيها أعمال الترجمة وأغلقت كثير من مراكزها الداخلية وتوشك أن تحتضر وتلفظ أنفاسها وتغسل وتكفن وتدفن وتصبح في ذمة التاريخ بعد أن قتلها الخنفشاريون الجدد! ؟
ما هي مشاعر المكافحين من أبناء الهيئة ممن يحملون درجة الدكتوراه الحقيقية ودرجة الماجستير الحقيقية ومعهم وكلاء وزارة في الدلتا والصعيد عندما يعرفون أن رواتبهم ومكافآتهم جميعا خلال العام لا توازي متحصلات شملول الحصاوي أو محجوب عبد الدايم خلال شهر واحد؟ ما هي مشاعر هؤلاء إذا ما أريناهم ما بأيدينا من مستندات تؤكد هذه الأرقام ؟

والسؤال الذي لم نجد له موضعا هو: كيف كانت المكافآت قبل مجيء رئيس المصلحة الحالي؟ وكيف أصبحت الآن؟ وكيف كانت المكافآت قبل تولي شملول الحصاوي وكيف أصبحت الآن؟
وهل هناك أمل أن تقوم وزارة المالية والجهاز المركزي للمحاسبات بمراجعة مباشرة عن طريق أشخاص يتم انتقاؤهم للدخول على كشوف الدفع الاليكتروني مباشرة بالمصلحة ذات السمعة والصيت ومراجعة كل شيء؟ وهل ستكون هناك إجابة على قيام شملول الحصاوي بصرف 80 ألف جنيه لمحجوب عبد الدايم خلال يونيو الماضي وحده قبل تقفيل الميزانية ؟

وفي الختام لمن يريد أن يعرف ننقل لكم ما ورد بالكشوف من عطايا قدمت لمساعدي الخنفشاريين الجدد خلال العام المالي 2023-2024 كالتالي :
السيد أبو الأكارم الدفاس الذراع الأيمن لشملول: 439.719 أربعمائة ألف وسبعمائة وتسعة عشر جنيها مصريا .
السيدة عبير الزهور الفيحاء: 235.096 مائتان وخمسة وثلاثين ألفا وست وتسعون جنيها مصريا .
السيد أبو زيد الهلالي بن أحمد: 430.360 أربعمائة وثلاثون ألفا وثلاثمائة وستون جنيها مصريا .
السيدة أم الأنوار الإبراهيمية: 236.582 جنيها.
السيدة ميمونة بنت عوضين : 219.248

ولم نجد في الكشوف التي وصلت إلينا اسم شلبية البرجوازية ولا بديعة الحيزبون ولكننا متأكدون أنهما موجودتان في كشوف أخرى ننتظر وصولها !
ولا عزاء لرجال ونساء الهيئة الذين يعيشون بشعار لكل مجتهد نصيب !
ويبقى السؤال : من الذي سمح لشملول الحصاوي أن يقوم بكل هذا خلال عامين كاملين .. وكيف استباح محجوب وشملول كل شيء فى هذه المؤسسة العريقة .. فى الوقت الذى يرتديان فيه ثوب العفة والشرف .. وكل القيم والأصول بريئة منهما !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: