هل رأيتم من قبل سارق يرفع قضية على المسروق منه ؟!!
قضية أثارت جدلا كبيرا في أمريكا. القصة باختصار أنَّ امرأة تدعى بيرثا بريني ورثت مزرعة قديمة، تركتها شاغرة على مدى السنوات العشر الماضية قبل وقوع حادثة السرقة التي سنذكرها، وقد سبق لها وأن وضعت هي وزوجها لوحة مكتوب عليها “ممنوع التعدي على ممتلكات الغير”،
ووضعا لوحة بأنَّ من سيتعدى على الممتلكات ستتم ملاحقته جنائيا، كان بيت المزرعة في حالة سيئة وتعرض لعمليات سطو واقتحام متكررة، وقامت العائلة بعمل كل شيء ممكن لردع ذلك حتى بالتواصل مع الشرطة لحل مشكلة السرقة.
كان مارفن كاتكو يعمل كموظف في محطة بنزين على بعد سبعة أميال من المزرعة. وقد لاحظ كاتكو لعدة سنوات أثناء الصيد في المنطقة أنَّ المزرعة مهجورة. قبل 16 يوليو 1967 (يوم السرقة)، كان كاتكو وصديقه مارفن ماكدونو قد ذهبا إلى مبنى المزرعة ووجدا العديد من الزجاجات القديمة وأوعية الفاكهة، فسرقوها وأضافوها إلى مجموعتهم من التحف. للدفاع عن المنزل ضد المتسللين والسارقين، قام إدوارد بريني (زوج بيرثا) بتركيب بندقية عيار 20 مل في المزرعة وقام بتجهيزها لإطلاق النار عند فتح باب غرفة النوم الشمالية. واقترحت بيرثا توجيه البندقية نحو الأسفل لإطلاق النار نحو ساقي الدخيل (السارق)، بدلاً من إطلاقها على منطقة الصدر والتسبب في إصابة مميتة، وفعلا قام بتخفيض البندقية لتكون على مستوى القدم، بحيث أنَّ الشخص القادم الذي سيسرق المنزل بمجرد أن يفتح الباب ستنطلق رصاصة البندقية نحو ساق السارق، وقام إدوارد أيضًا بتغطية نافذة غرفة النوم كي لا يتمكن أحد من رؤية الفخ.
في 16 يوليو 1967، دخل كاتكو وماكدونو مرة أخرى إلى المزرعة بهدف سرقة المزيد من الزجاجات وأوعية الفاكهة القديمة. عندما دخل كاتكو غرفة النوم، انطلق الزناد وأطلقت البندقية النار على ساقه اليمنى من مسافة قريبة. حصلت إصابة عميقة جدا في ساق كاتكو، بما في ذلك جزء من عظم الساق، ولكن بمساعدة ماكدونو تمكن كاتكو من الخروج من المنزل.
كان الجرح الناتج عن الطلق الناري شديدًا بما يكفي ليتطلب دخول المستشفى، وفعلا ذهب كاتكو للمستشفى وبقي هناك لمدة 40 يومًا، وأثناء تواجده بالمستشفى تم سؤاله عن سبب الإصابة واعترف بما حصل، وفعلا بعد أن خرج من المستشفى تم الحكم عليه بالسجن لمدة 60 يوم وغرامة 50 دولار، كادت قدمه أن تُقطع بسبب الإصابة، وظل يعاني من الإصابة لسنوات طويلة بعدها. بعد مرور سنتين كان السارق – كاتكو – ما زال يعاني من آلام الإصابة التي تعرض لها أثناء السرقة، فقرر توكيل محامي لمقاضاة المسروق منه.
ملخص ما حصل في المحكمة كما يلي: وجهة نظر محامي المسروق أنَّ السارق لا يستحق تعويضا بسبب الإصابة التي تعرض لها أثناء عملية السرقة، وذلك للأسباب التالية: 1- إدوارد وبيرثا بريني اتبعوا جميع الإجراءات القانونية لحماية منزلهم غير المأهول من السرقات المتكررة. قاموا بتثبيت الأقفال، نشروا لافتات تحذيرية واضحة، وأغلقوا النوافذ، وطلبوا المساعدة من السلطات – سبق وأن تواصلوا مع الشرطة وأبلغوهم عن حالات السرقة المتكررة ولم تفعل الشرطة شيئا، وهذا أمر طبيعي لأنَّ المزرعة في مكان ناء وليست في المدينة –، وبالتالي فإنَّ إدوارد وبيرثا اتخذوا كل الإجراءات المنطقة لحماية منزلهم من السرقة، وليس من المعقول أن يتم تعويض “سارق مجرم” بأموال لأجل أنَّ إدوارد وبيرثا قرروا حماية منزلهم، خصوصا أنَّ استمر الوضع لمدة 10 سنوات دون تغيير، فقاموا بنصب الفخ. 2- أنَّ السارق كاتكو لم يكن له الحق في التواجد أساسا على ممتلكات عائلة بريني، فإذا كان تواجده أساسا غير قانوني، فكيف يطلب تعويض لأجل فخ وُضع في مكان لم يكن ينبغي عليه التواجد فيه أساسا؟
الفخ لم ينفجر في وجه ضيف طبيعي للمنزل، الفخ انفجر تجاه سارق لم يكن ينبغي له أن يتواجد هنا أساسا. 3- عائلة بريني وضعت البندقية في غرفة النوم لردع المتسللين، دون نية لتشويه أو قتل أي شخص. كاتكو، الذي يحاول التظاهر بأنه ارتكب خطأً بسيطًا، خطَّط بعناية لسرقة