الشارع السياسى

ننشر تفاصيل وحصاد اول يوم لزيارة الرئيس السيسي لاثينا وعقد اتفاقيات هامة

FB_IMG_1449599684731

كتب/محمد عبدالله

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ظهر الثلاثاء، إلى أثينا في مستهل زيارته الرسمية لليونان، وتوجه مباشرة إلى النصب التذكاري للجندي المجهول، ووضع إكليلًا من الزهور عليه.

القصر الرئاسي بأثينا
وعقب ذلك توجه إلى مقر القصر الرئاسي، وكان في استقباله الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف وعقد الرئيس لقاء ثنائيًا مع الرئيس اليوناني، تلاه جلسة مباحثات موسعة بحضور وفديّ البلدين.

العلاقات التاريخية
من جانبه، أشاد الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكدًا حرص مصر على دفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ومنوهًا إلى أن هذا الحرص من جانب مصر يأتي على المستويين الرسمي والشعبي.

التعاون الثنائي
وأكد الرئيس أهمية استشراف آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات على المستوى الثنائي وأشاد الرئيس السيسي بمواقف اليونان الداعمة لمصر واحترامها لإرادة الشعب المصرى وحرصها على شرح حقيقة التغيرات التي شهدتها مصر لبقية الدول الأوربية.

الزيارة الأولى
من جانبه، رحب الرئيس اليوناني بالرئيس السيسي في زيارته الأولى إلى اليونان، مشيرًا إلى ثقل مصر التاريخى والإستراتيجى ودورها المحورى كركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، فضلًا عن دورها في تسوية النزاعات السياسية المختلفة، مؤكدًا أهمية استثمار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين من أجل تطوير التعاون بينهما في شتى المجالات، لا سيما تلك التي يمتلك فيها البلدان ميزات نسبية، منوهًا إلى أن التقارب الحضاري والشعبي بين مصر واليونان يضفي مزيدًا من الخصوصية على العلاقات بين الدولتين.

موانئ البلدين
وأعرب الرئيس السيسي عن الاهتمام بتعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات، ومنها التكامل بين الموانئ المصرية واليونانية لتكون بوابة مهمة لتجارة الدولتين إلى أوربا وأفريقيا، وكذا الاهتمام بمشاركة الشركات اليونانية في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، حيث أشار سيادته في هذا الشأن إلى الموقف الإيجابي للمرشدين اليونانيين إبان تأميم قناة السويس.

مجال الطاقة
وأكد الرئيس السيسي أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة وإمكانية الاستفادة من قدرات تسييل الغاز بالوحدات المصرية.

قناة السويس
وأشاد الرئيس اليوناني بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة والذي تم الانتهاء منه في زمن قياسى بأيادٍ وموارد مصرية، منوهًا إلى أهمية هذا المشروع في إثراء حركة التجارة الدولية والملاحة العالمية.

خطط التنمية
واستعرض الرئيس السيسي ملامح خطط التنمية والإصلاح الاقتصادى في مصر وما تم اتخاذه من خطوات طموحة وجادة وإجراءات تشريعية من أجل تحسين مناخ الأعمال وتعزيز ثقة المستثمر في أداء الاقتصاد المصرى.

الإصلاح الاقتصادى
وأثنى الرئيس اليوناني على ما حققته مصر على مسيرة الإصلاح الاقتصادى، مضيفًا أنه لمس من خلال زيارة وفد اقتصادى يونانى لمصر مؤخرًا حجم التغير الإيجابى في مناخ الاستثمار والأعمال في مصر والفرص الواعدة والإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها السوق المصرية مشيرًا إلى حرص بلاده على تعظيم الاستفادة من هذه الفرص.

التحديات الراهنة
وتناول اللقاء سبل تعزيز جهود المجتمع الدولى في التعامل مع التحديات الراهنة والتي تزايدت في الآونة الأخيرة وعلى رأسها تحدى الإرهاب الذي يتسع نطاقه على الساحة العالمية وأزمة الهجرة غير الشرعية.

مواجهة الإرهاب
وأكد الرئيس السيسي أهمية أن تكون مواجهة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على الجانبين العسكري والأمني لكن تشمل أيضًا الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، فضلًا عن البعدين الثقافي والفكري.

الهجرة غير الشرعية
وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أكد الرئيس أهمية البعد التنموي في القضاء على الدوافع الحقيقية للهجرة والتي تتمثل في البحث عن فرص العمل وتحقيق ظروف معيشية أفضل.

لقاء تسيبراس
واجتمع الرئيس السيسي، مع رئيس الوزراء اليوناني “أليكسيس تسيبراس” بمقر رئاسة الحكومة اليونانية في لقاء ثنائي منفرد أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين.

تعزيز العلاقات
وفي البداية، رحب رئيس الوزراء اليوناني رحب الرئيس، مشيدًا بما حققته علاقات التعاون بين البلدين من نقلة نوعية على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية خلال الفترة الماضية، وهو ما يعكس إرادة سياسية واضحة وقوية لتعزيز التنسيق المشترك من أجل مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويساهم في تدعيم السلام والاستقرار بالمنطقة.

آلية التعاون
وأشار رئيس الوزراء اليوناني كذلك إلى ما تمثله آلية التعاون بين مصر واليونان وقبرص من نوذج ونواة للتعاون الإقليمى الذي يهدف إلى تلبية طموحات الشعوب في المزيد من التنمية والرخاء، وفى إطار احترام مبادئ القانون الدولي وحُسن الجوار.

وجه الرئيس السيسي التهنئة لرئيس الوزراء اليوناني على الثقة التي منحها له الشعب اليوناني من أجل مواصلة قيادة البلاد نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

حفاوة الاستقبال
وأعرب الرئيس عن شكره لرئيس الوزراء اليوناني على حفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أهمية هذه الزيارة في استشراف فرص جديدة للتعاون والتكامل في كل المجالات.

التشابه الحضاري
ونوّه الرئيس السيسي إلى أن التشابه الحضاري والثقافي بين شعبيّ البلدين يفتح المجال أمام الانطلاق بمجالات التعاون إلى آفاق أرحب بما يساهم في تحقيق المصلحة المشتركة للشعبين المصري واليوناني.

الشراكة الاقتصادية
واتفق الرئيس مع رئيس الوزراء اليونانى على أهمية العمل على تطوير الشراكة الاقتصادية بين البلدين في ضوء تزايد فرص التعاون في العديد من المجالات، وعلى رأسها مجالات الاستثمار والطاقة واستغلال الثروات الهيدروكربونية في البحر المتوسط، وقطاعا السياحة والنقل البحري، وربط الموانئ المصرية واليونانية، بالإضافة إلى مجالات البنية التحتية والموضوعات الثقافية. وقد تم الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل بين البلدين لبحث كل الموضوعات التي تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها خلال المرحلة القادمة.

زيادة حجم التبادل التجاري
وأعرب رئيس الوزراء اليونانى عن تطلعه لتعزيز العلاقات الاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها العديد من المشروعات العملاقة، وفي مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، مشيدًا في هذا الشأن بإنجاز مشروع القناة الجديدة في زمن قياسي فضلًا عن أهميته في دعم وتعزيز حركة التجارة الدولية والملاحة البحرية.

دور مصر
كما أكد رئيس الوزراء اليوناني استمرار موقف بلاده الداعم لمصر، منوهًا إلى مكانتها وما تتمتع به من ثقل ودور محورى في المنطقة، ومشيدًا بما حققته من نجاح وتقدم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار السياسي.

المواقف الداعمة
وثمّن الرئيس السيسي في هذا الإطار المواقف اليونانية الداعمة للإرادة الحرة للشعب المصري والحريصة على إطلاع بقية الدول الأوربية على الصورة الحقيقية للتطورات التي شهدتها مصر. وأضاف الرئيس أنه تمت إتاحة الوقت الكافى للدول الأوربية لإدراك حقيقة التطورات في مصر والتأكد من سلامة المسار السياسي الذي يعكس الإرادة الحرة للشعب المصرى.

التعاون العسكري
وأشاد الرئيس السيسي بمستوى التعاون العسكري والأمني القائم بين البلدين والذي يتأسس على رؤية مشتركة لطبيعة التحديات التي تواجه المنطقة، والتي تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوربا، مؤكدًا حرص مصر على دفع وتطوير هذا التعاون وتعزيز مستوى التنسيق لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار رئيس الوزراء اليوناني إلى أهمية تطوير التعاون العسكري والأمني وتحقيق التكامل بين جهود البلدين في مواجهة التحديات التي تتعاظم في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها تزايد خطر الإرهاب وتفاقم أزمة اللاجئين.

تضافر الجهود
وتوافقت رؤى الجانبين حول أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل مكافحة الإرهاب وتبنى مقاربة شاملة تكافح مختلف التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وتضم إلى جانب الشق العسكري والأمني المواجهة الفكرية لتيارات التطرف، فضلًا عن وقف مصادر تمويل الإرهاب.

التنظيمات الإرهابية
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة تهريب السلاح والاتجار بالبشر، والتي تصب في مصلحة الحركات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وتساعدها على تعزيز أوضاعها.

المستجدات الإقليمية
وتناول اللقاء آخر المستجدات الإقليمية، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية للقضاء على إحدى أهم الذرائع التي يرتكن إليها الإرهابيون لاستقطاب عناصر جديدة إلى التنظيمات المتطرفة.

القضية الفلسطينية
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء اليوناني إلى موقف بلاده الثابت إزاء القضية الفلسطينية وتأييدها لتسوية عادلة لها على أساس حل الدولتين.

مكافة الإرهاب
وشدد الرئيس على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة الإرهاب في ليبيا وتقديم كامل الدعم والمساندة للحكومة الليبية والجيش الوطني، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب ووقف مصادر تسليحه.

كما توافقت رؤى البلدين حول أهمية إيجاد أفق سياسي للأزمة السورية بما يحافظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية ويعيد للشعب السوري أمنه واستقراره، مع التحذير من مغبة ترك الأوضاع في سوريا دون تسوية لما سيكون لذلك من تداعيات سلبية على منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط.

وعقب اللقاء عقد مؤتمر صحفي مشترك.

اللقاء الثالث
وحضر الرئيس السيسي، الجلسة الختامية لمنتدى رجال الأعمال المصرى اليوناني، بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، ومجموعة من أبرز ممثلي مجتمع المال والأعمال اليوناني والعديد من الشركات اليونانية والمصرية.

التوقيع على اتفاقيات
وشهد الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليونانى شهدا خلال الجلسة مراسم التوقيع على اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجال النقل الجوى ومذكرتىّ تفاهم بين مينائىّ الإسكندرية وكافالا وبين مينائى دمياط والكسنروبوليس اليونانى.

البعد الاقتصادي
وألقى الرئيس السيسي كلمة أكد فيها على أهمية البعد الاقتصادى في تعزيز أواصر التعاون والصداقة بين الشعبين المصرى واليونانى، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي يضطلع به رجال المال والأعمال والصناعة في تنفيذ مشروعات مشتركة تعود بالنفع على البلدين.

حرص مصر
كما نوه الرئيس السيسي إلى حرص مصر على توفير كافة أشكال الدعم لتلك الشراكة الاقتصادية، وإزالة ما قد يقف أمامها من عقبات إجرائية، موضحًا أن اكتشافات الغاز الأخيرة في المياه الإقليمية المصرية تتيح المزيد من الفرص للتعاون والتكامل بين البلدين في مجال الطاقة، فضلًا عن مجالات التعاون الأخرى كالنقل البحرى والبرى والسياحة.

إصلاح الاقتصاد المصري
واستعرض الرئيس السيسي ملامح برنامج إصلاح الاقتصاد المصرى وما يتضمنه من إجراءات لتحسين مناخ الإعمال، بالتوازى مع مخطط شامل للتنمية العمرانية وتأمين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة للوفاء بمتطلبات التنمية، فضلًا عن إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة، ومن أبرزها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، الذي يضم عددًا من المشروعات الصناعية واللوجستية التي ستساهم في تحفيز الاقتصاد ودفع عملية النمو قدمًا. كما أشار سيادته إلى أن تحسين تصنيف الاقصاد المصرى من قبل مؤسسات التمويل والتصنيف الائتماني الدولية يعكس حجم الثقة المتزايدة في مؤشرات أداء الاقتصاد المصري.

رئيس وزراء اليونان
وألقى رئيس الوزراء اليوناني كلمة أشار فيها إلى أن علاقات الشراكة بين مصر واليونان تشهد نقلة نوعية في كافة المجالات بما يساهم في تلبية تطلعات شعبىّ البلدين في التنمية والرخاء، وأشاد رئيس الوزراء بمسيرة التنمية الاقتصادية في مصر لا سيما بعد الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة الذي شارك في افتتاحه، فضلًا عما يتيحه الاقتصاد المصري من فرص واعدة للتعاون والاستثمار والربط التجارى بين البلدين كبوابة عبور بين الأسواق الأوربية والعربية والأفريقية.

التعاون الثلاثي
وتطرق رئيس الوزراء إلى أهمية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص كنموذج يحتذى به للتعاون الإقليمى الذي يهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق التعايش السلمى ودون الإضرار بأحد، مضيفًا أن هذا التعاون يكتسب بعدًا إضافيا في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، كما أن ما تحظى به الدول الثلاث من موارد وثروات، لا سيما في مجال الطاقة، يدفعها إلى تحقيق المزيد من التقارب والتكامل الاقتصادي لاستغلال تلك الثروات ونقل المعرفة التكنولوجية في العديد من المجالات الاقتصادية الواعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: