عرب وعالم

ننشر تفاصيل احتجاز ايران لبحارة امريكان واسباب الافراج عنهم سريعا

FB_IMG_1452713546463

كتبت/إيمان النويهي

أطلقت إيران يوم الأربعاء سراح عشرة بحارة أمريكيين احتجزتهم ليل الثلاثاء لتسدل الستار سريعا على واقعة أثارت التوتر قبل أيام من التنفيذ المتوقع للاتفاق النووي التاريخي بين طهران والقوى العالمية.

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه أفرج عن البحارة بعدما تأكد من أنهم دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية بطريق الخطأ. واعتقل البحارة على متن زورقين تابعين للبحرية الأمريكية في الخليج يوم الثلاثاء.

وأضاف في بيان نقله التلفزيون الرسمي “أظهرت تحقيقاتنا الفنية أن الزورقين الأمريكيين دخلا المياه الإقليمية الإيرانية دون قصد. أفرج عنهم (البحارة) في المياه الدولية بعد أن اعتذروا.”

وقال الحرس الثوري في بيان بثه التلفزيون الرسمي “فريق المحققين الفني التابع لنا أظهر أن الزورقين التابعين للبحرية الأمريكية لم يتعمدا دخول المياه الإقليمية الإيرانية. أطلق سراح الزورقين في المياه الدولية بعد تقديم اعتذار.”

وقال الأميرال علي فدوي قائد سلاح البحر لقوات الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق إن الزورقين دخلا المياه الإقليمية الإيرانية بسبب عطل في نظام الملاحة.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لاحقا لقطة لأحد البحارة المحتجزين عرفه بأنه قائد في البحرية الأمريكية يعتذر عن الحادث.

وقال البحار لتلفزيون جمهورية إيران الإسلامية الرسمي “كان ذلك خطأ.. كان خطأنا ونحن نعتذر عن الخطأ.”

ونفى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء تقارير بأن واشنطن اعتذرت لإيران بسبب الواقعة وقال إنها سويت مثلما تسوي أي دولة حادثا مماثلا.

وقال بايدن في برنامج على محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية “هنا تكمن أهمية وجود قنوات مفتوحة. كلا.. لم يحدث اعتذار ولا يوجد شيء يستوجب الاعتذار.. وليس هناك من يسعى لاعتذار. كانت هذه عبارة عن عملية بحرية عادية وحسب.”

وبعد تحرير البحارة قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنه لا توجد أي مؤشرات على تعرضهم لأذى خلال احتجازهم من قبل إيران.

وفي بيان كتب بدقة فائقة لم يوضح البنتاجون كيف احتجزت إيران البحارة واكتفت بالقول إن “البحرية ستحقق في الملابسات التي أدت لوجود البحارة في إيران.”

ونقلت طائرة تابعة للبحرية الأمريكية طاقم الزورقين بينما تولى بحارة آخرون أمر الزورقين واتجهوا بهما إلى البحرين مقصدهما الأصلي.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إنه سعيد بتحرير البحارة وعبر عن تقديره “لحل الموقف بسرعة.”

وأضاف “أريد تقديم الشكر بصفة شخصية لوزير الخارجية جون كيري على تدخله دبلوماسيا مع إيران لتأمين عودة البحارة بسرعة.”

وشكر كيري إيران على تعاونها في إطلاق سراح البحارة.

وقال “بوسعنا جميعا أن نتخيل ما كان ليحدث في موقف مماثل قبل ثلاث أو أربع سنوات.. قدرتنا على حل مثل هذا النوع من الأمور بطريقة سلمية وفعالة تمثل شهادة على الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية في الحفاظ على أمن بلدنا وسلامته وقوته.”

وقال مسؤول أمريكي إن كيري تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مرات عدة مع سعي الأمريكيين للإفراج عن البحارة.

وقال ظريف في تعليق بحسابه على تويتر يوم الأربعاء إنه “سعيد لرؤية الحوار والاحترام وليس التهديد والتهور يساهم في قضية البحارة.”

وأظهر الفيديو أسلحة وذخائر تمت مصادرتها من البحارة الذين ظهروا وهم يتناولون طعاما قدمه لهم الإيرانيون. وعرضت أيضا لقطات لعملية فحص جوازات سفر أمريكية.

وأثارت الواقعة التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أن توصلت طهران وواشنطن وقوى عالمية إلى اتفاق نووي العام الماضي لكبح الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.

وانتقد بعض المحافظين في إيران والولايات المتحدة الاتفاق الذي من المقرر تنفيذه خلال أيام.

*الاتفاق النووي

وقال قائد القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال حسن فيروز أبادي إن الواقعة يجب أن تلقن “مثيري المشاكل” في الكونجرس الأمريكي درسا لسعيهم للضغط على إيران بعد الاتفاق النووي.

ويتهم دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه يتبع سياسة خارجية ضعيفة ووصف ما حدث بأنه مجرد مؤشر على المسار الذي تسير فيه الولايات المتحدة.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن ملابسات الواقعة لم تتضح بشكل كامل حتى الآن.

وقال المسؤول “لم نتمكن من الحديث مع البحارة” مضيفا أن البحرية الأمريكية تأمل أن تفعل ذلك خلال ساعات. والبحارة في طريقهم إلى منشأة عسكرية أمريكية في قطر.

وأضاف المسؤول “يمرون بما يتم عادة في مثل هذه الحالات.. سيتم تقييم حالتهم الصحية وسيتم الحديث معهم.”

ويمثل تبرير دخول الزورقين المياه الإيرانية بحدوث عطل في الملاحة وقفا لتصعيد لهجة الخطاب. وقال الحرس الثوري في وقت سابق إن الزورقين كانا “يتطفلان” في المياه الإيرانية كما طالب وزير الخارجية الإيراني واشنطن بالاعتذار.

ويترقب الحرس الثوري الإيراني أي نشاط عسكري أمريكي قرب حدود إيران ويشتبه مسؤولون إيرانيون كبار بأن واشنطن تريد تغيير النظام الحاكم هناك.

ويسير الحرس دوريات برية وبحرية بمعزل عن القوات المسلحة الإيرانية ويقوم بمناورات حربية من آن لآخر في الخليج.

وقالت البحرية الأمريكية الشهر الماضي إن سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني أطلقت صواريخ غير موجهة قرب حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان في مضيق هرمز. ونفت إيران أن السفينة قامت بذلك.

وفي ابريل نيسان 2015 احتجز الحرس سفينة تابعة لشركة ميرسك في الخليج بسبب نزاع قضائي بين الشركة وإيران. وأفرج عن السفينة وطاقمها المكون من 24 شخصا بعد عشرة أيام.

واحتجز الحرس جنودا بريطانيين مرتين احداهما في 2004 والأخرى في 2007 كما احتجز طاقم يخت مدني بريطاني في 2009. وأفرج عن البحارة في كل هذه المرات دون أذى بعد عدة أيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: