بقلم رئيس التحريرعرب وعالم

من «ساجدة الريشاوى» التى يطالب «داعش» بالإفراج عنها؟

194221

عاد اسم “ساجدة الريشاوى” للأضواء من جديد، بعد غياب سنوات، فى فيديو “داعش” الذى عرض مبادلتها برهينة يابانى محتجز لدى التنظيم.

عشائر عراقية تفاوض لإطلاق سراح الريشاوى مقابل الإفراج عن الطيار الأردنى الأسير
مطالبة “تنظيم الدولة” بالإفراج عنها يؤكد صلة البغدادى والزرقاوى الفكرية

الفيديو الأخير الذى تم بثه على الإنترنت، يظهر فيه الرهينة اليابانى كينجي جوجو، يحمل صورة للرهينة الثانى هارونا يوكاوا، وهو مقطوع الرأس، ويطالب بالإفراج عن السجينة “الريشاوى” المسجونة فى الأردن لإدانتها بالتورط فى تفجيرات عمان 2005.

الفيديو لفت انتباه الكثيرين، وتساءلوا بخصوص السيدة التى يهتم بها “تنظيم الدولة”، بغض النظر عن صحته من عدمها.

الأسير الياباني

ساجدة.. من تكون؟

الريشاوى عراقية الأصل، اسمها بالكامل، ساجدة مبارك عطروس الريشاوى، ومولودة فى 1970.

وهى بالفعل موجودة، حتى كتابة هذه السطور، فى السجون الأردنية، لأنها حاولت تفجير نفسها خلال موجة الهجمات الإرهابية التى ضربت الفنادق الأردنية عام 2005، غير أنها فشلت فى مهمتها، ووصفها تنظيم داعش فى بيانه بـ”الأخت الأسيرة”.

لم تظهر الريشاوى فى لعلن منذ اعتقالها عام 2005، إلا فى نوفمبر من ذاك العام، حيث ظهرت على شاشة التليفزيون الأردنى، لتقدم أقوالها عن محاولتها الفاشلة للمشاركة فى الهجمات على الفنادق، التى أدت آنذاك إلى مقتل 57 شخصا.

وقالت الريشاوى فى المقابلة “زوجى فجّر قنبلته، وأنا حاولت تفجير قنبلتى، لكننى فشلت.. فر الناس من المكان، وأنا ركضت معهم”.

صلتها بالزرقاوى

تضاربت الأنباء حول الطريقة التى أدت إلى اعتقال الريشاوى، فبينما أكدت مصادر أردنية وقتها أن الزرقاوى هو من كتب مصير الريشاوى، قالت مصادر أخرى إن التحقيق الأردنى كان يبحث فى مصيرها، حيث كان زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين قد أعلن فى شريط صوتى مسجل، فى اليوم التالى لتنفيذ العملية، تبنى تنظيمه تفجيرات عمان، وأعلن أسماء المنفذين، وذكر من بينهم الريشاوى التى لم تكن التحقيقات قد وصلت لجثتها بعد.

ودفع تأكيد الزرقاوى أن الريشاوى ضمن المنفذين، وعدم العثور على جثتها، للبحث عنها، حيث كانت قد لجأت لعائلة زوج شقيقتها فى مدينة السلط، ويدعى نضال عربيات، والذى كان قد قتل فى العراق عام 2003، ولم تبلغ ساجدة عائلة عربيات بوجود أى صلة بينها وبين التفجيرات، لكن البحث الأمنى قاد لاعتقالها فيما بعد.

أبو مصعب الزرقاوي

وأصدر القضاء الأردنى حكما بإعدام الريشاوى عام 2006، ولكن فى السنة نفسها علقت المملكة أحكام الإعدام، قبل أن تعود لتستأنف العمل بها الشهر الماضى، وتقول السلطات الأردنية إن الريشاوى، وهى الآن فى العقد الرابع من العمر، شاركت مع زوجها، حسين على الشمرى، فى عملية تفجير فندق “راديسون”.

وتجزم عمان بأن الريشاوى “شقيقة الذراع اليمنى للزرقاوى” دون الكشف عن اسمه الكامل، فى حين أكدت مصادر أردنية أن الأجهزة الرسمية تتحقق الآن من مصداقية التسجيل المنسوب لـ “لداعش” المتعلق بإعدام إحدى الرهينتين اليابانيتين، والذى طلب فيه التنظيم إطلاق سراح ساجدة.

مفاوضات “الكساسبة – الريشاوى”

الحكومة الأردنية امتنعت تماما عن الحديث عن تسليم السجينة ساجدة الريشاوى، أو الحديث عن آخر التطورات بشأن الطيار الأردنى الأسير لدى التنظيم، منذ الرابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضى، حيث اقتصرت التصريحات الرسمية الأردنية مؤخرا حول الطيار “معاذ الكساسبة”، على تصريح للعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ونشره إعلام الديوان الملكى، خلال لقائه بممثلين عن عشائر أردنية فى البادية الوسطى، بالقول إن “هناك جهود مكثفة تقوم بها الجهات المختصة فى هذا الشأن”، وطلب الملك ترك الأمر للمختصين للقيام “بواجبهم فى هذا الموضوع”، وأكد العاهل الأردنى حينها، أن الكساسبة “ابن لكل الأردنيين وهو طيار مقاتل فى الجيش العربى الذى قدم التضحيات على مدى التاريخ”.كانت تسريبات إعلامية قد أشارت إلى أن السلطات الأردنية تجرى مفاوضات مع تنظيم “داعش”، من خلال قيادات سلفية، وأخرى مرتبطة بالعشائر العراقية فى الأنبار، لإطلاق سراح الطيار الأردنى معاذ الكساسبة المحتجز لدى التنظيم، مقابل إطلاق ساجدة الريشاوى التى تقضى عقوبة السجن فى الأردن، لا سيما أن عدد المعتقلين الذين ينتمون لتنظيم “الدولة الإسلامية” فى السجون الأردنية يقدر بـ85 معتقلا.

الكساسبة

ويقول العقيد الأمريكى، جيمس ريسى، إن محاولة استعادة الريشاوى من قبل داعش محاولة دعائية تخدم التنظيم الذى يحاول اجتذاب العناصر الجهادية من جميع أنحاء العالم، وإظهار نفسه على أنه مرجعيتها الدولية، خاصة وأن زعيمه، أبو بكر البغدادى، الذى أعلنه التنظيم “خليفة”، كان بدوره أحد مساعدى الزرقاوى، ما يطرح إمكانية وجود صلة أو معرفة بينه وبين الريشاوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: