بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

مختار جمعة.. الوزير الذى قهر الإخوان والسلفيين بعد سقوط الجماعة

لعب وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، دورا مهما فى تطهير الوزارة من جماعة الإخوان الإرهابية، الذين تم تمكينهم من مفاصل الأوقاف، خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، ضمن مشروع الجماعة لأخونة مؤسسات الدولة. ومنذ توليه منصبه بالأوقاف فى 16 يوليو 2013 ضمن وزارة حازم الببلاوى -أول وزارة بعد ثورة 30 يونيو- وهو يحاول تطهيرها من بقايا نظام المعزول.

استبعد من الخطابة 27 ألف إمام وخطيب يتبعون الجماعة والسلفيين
اتهمه البعض بالانقلاب على إمامه الطيب.. فأكّد أنه تلميذه المخلص

واتخذ مختار جمعة عددا من القرارات الهادفة لمنع التوظيف السياسى الحزبى أو المذهبى أو الطائفى للمنبر أو للمسجد، من بينها ما قرره فى سبتمبر 2013 بمنع إقامة صلاة الجمعة فى الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 مترًا، ثم تبعه قرار آخر بمنع غير الأزهرين من الخطابة فى المساجد الحكومية والأهلية.

وقرر وزير الأوقاف فى 26 يناير 2014 توحيد خطبة الجمعة فى جميع مساجد مصر، استنادًا إلى أن الأوقاف مسؤولة عن إقامة الشعائر الدينية، وحذّر من ضم أى مسجد تابع لأى جمعية لا يلتزم بهذا القرار، ومحاسبة الأئمة والخطباء غير الملتزمين.

وفى يونيو من العام الماضى، أرسل وزير الأوقاف قانون ممارسة الخطابة لرئيس الجمهورية -فى ذلك الحين- المستشار عدلى منصور، للتصديق عليه، الذى احتوى على عدة بنود، تمنع الإخوان والسلفيين من اعتلاء المنابر، ونص القانون على أن تكون ممارسة الخطابة وإعطاء الدروس الدينية بالمساجد وما فى حكمها من الساحات والميادين العامة، وفقا لأحكام هذا القانون.

مختار جمعة

وأكد نص القانون أنه لا يجوز اعتلاء المنابر، لغير المعينين المتخصصين بوزارة الأوقاف، والوعاظ بالأزهر الشريف، المصرح لهم بممارسة الخطابة وإلقاء الدروس الدينية بالمساجد وما فى حكمها، ويصدر التصريح بقرار من شيخ الأزهر أو وزير الأوقاف، ويجوز الترخيص لغير هذه الفئات وفقًا للضوابط والشروط التى يصدر بها قرار من وزير الأوقاف، أو من يفوضه فى ذلك.

وجاء فى نص القانون أيضا، أنه لا يجوز لغير خرّيجى الأزهر الشريف، والعاملين فى المجال العلمى أو الدعوى به، وطلابه فى التعليم الجامعى وقبل الجامعى، والعاملين بالأوقاف فى مجال الدعوة، والعاملين بدار الإفتاء فى المجال العلمى والدعوى، والمصرح لهم بالخطابة من وزارة الأوقاف، ارتداء الزى الأزهرى.

114729_1390810184ووقفا للقانون، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ولا تجاوز سنة، وبغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه، ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من قام بممارسة الخطابة أو أداء الدروس الدينية بالمساجد وما فى حكمها، دون تصريح أو ترخيص، بالمخالفة لحكم المادة ( 2) من هذا القانون.

واستبعد وزير الأوقاف نحو 12 ألف إمام وخطيب من المساجد، شهر سبتمبر الماضى، إضافة لما يقرب من 27 ألف إمام وخطيب تابعين للإخوان والدعوة السلفية المتشددة فكريا، فى إطار خطته لضبط الخطاب الديني، واستعادة سمح على المساجد من أنصار الفكر المتشدد والمتطرف.

أحمد الطيب

وقالت مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر، إن هناك خلافات وقعت بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، بعد صعود نجم جمعة الفترة الماضية، حيث نظم أكثر من مؤتمر صحفى لدعم الدولة ضد دعوات الجبهة السلفية التى كانت قد دعت لما يسمى ” الثورة الإسلامية المسلحة” ضد الدولة، كما نظم جمعة أكثر من 10 قوافل دعوية بمحافظات مختلفة لتوعية المواطنين بخطورة المشاركة فى تلك التظاهرات الداعية لهدم الدولة.

وكان وزير الأوقاف قد تطرق إلى مشيخة الأزهر، وما بها من قيادات إخوانية، إلا أن هذا الحديث فسره البعض بطموح الرجل فى تولى منصب شيخ الأزهر بعد الدكتور الطيب، وشرط المشيخة أن يكون عضوا بهيئة كبار العلماء والمسيطر عليها الدكتور شومان والأقرب لتولى المنصب، والمعروف عن الدكتور شومان تعاطفه مع جماعة الإخوان، فقد قدم فى وقت سابق الإعلامى إبراهيم عيسى مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ شومان، وهو يخطب من فوق أحد المنابر ويدافع عن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى في 22 من نوفمبر من العام 2012، ويظهر فى المقطع اعتراض المصلين على حديثه حول حق الرئيس الأسبق فى هذا الإعلان.

حازم الببلاوي

ورغم ذلك، أكد وزير الأوقاف فى تصريحات صحفية له، أن الإمام الأكبر شيخ الأزهر شيخه أستاذ تعلم منه، ويستمع إلى نصائحه ضمن تنسيق دعوى وعلمي كامل، نافيا أي خلاف بينهما، كما زعم البعض على غير الحقيقة.

ولد الدكتور محمد مختار جمعة مبروك عام 1966، وتولى وزارة الأوقاف منذ 17 يوليو 2013، وهو عميد منتخب لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو المكتب الفني لشيخ الأزهر.

وشغل مختار جمعة منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، وطالب باستقلال الأزهر مرارا، وطالب بميزانية مخصصة للأزهر ليؤدي رسالته على أكمل وجه، وكانت له مشاركة فعالة فى مؤتمر الإسلام فى أفريقيا بالسودان وفي حفل تسلم جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وله العديد من الإسهامات العلمية والشرعية والأدبية، منها وضع مناهج اللغة العربية وآدابها لكليات التربية بسلطنة عمان وتطوير مناهجها.

عيّن جمعة وزيرا للأوقاف فى 16 يوليو 2013 ضمن وزارة حازم الببلاوي التى كانت أول وزارة بعد ثورة 30 يونيو، ورحبت بتعيينه حركة “أئمة بلا قيود” كونه مستقلا سياسيا، وعميدا منتخبا من أعضاء هيئة تدريس كلية الدراسات الإسلامية، مطالبين إياه بالعمل على تطهير الوزارة من الفساد، كما رحب نقيب الدعاة عثمان البسطويسى باختياره أيضا، مشيدا باعتداله ووسطيته.

وحصل مختار جمعة على عضوية العديد من الاتحادات المختصة فى الأدب، منها اتحاد كتاب مصر، ورابطة الأدب الإسلامى، والرابطة العالمية لخريجى الأزهر، وله اهتمامات كبيرة بمجال التنمية البشرية التى حاضر فى كثير من منتدياتها كداعية وأستاذ جامعى متخصص فى العلوم الشرعية والأدبية، وعضو الجمعية الشرعية الرئيسية للعاملين بالكتاب والسنة.

وألّف جمعة عدة كتب، أبرزها الأدب العربي فى عصره الأول، والفكر النقدى فى المثل السائر لابن الأثير فى ضوء النقد الأدبى الحديث، والتمرد فى شعر الجواهرى.

وكانت حكومة حازم الببلاوى قد تقدّمت باستقالة جماعية فى 24 فبراير 2014، إلا أن محمد مختار جمعة استمر فى منصبه فى التشكيلية الوزارية الجديدة، برئاسة إبراهيم محلب، بعد مجهوداته البارزة التى قام بها فى الوزارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: