محمد عبدالله يكشف لغز «كاميرات مراقبة» الجامعة غير المطابقة للمواصفات
حقيقة مأسوية أظهرتها التحقيقات الأولية لتفجير “ميدان النهضة”، وهي أن كاميرات أسوار الجامعة “معطلة”، وفي قول آخر “غير موجودة” بالأساس، وفي قول أخير “موجودة” لكن مداها لا يستطيع تصوير ما يحدث في عمق ميدان النهضة.
مصدر قضائى: كاميرات أسوار الجامعة معطلة.. ونصار يرد: مداها 25 مترًا
خبير كاميرات لـ«مبتدا»: غير مطابقة للمواصفات.. ولا تفيد أمنيًا
قول “معطلة” فهو منسوب لمصدر قضائي، يرجع “تعطيل” الكاميرات الموجودة بالفعل، إلى زمن مصرع طالب الهندسة محمد رضا، العام الماضي، أي قبل واقعة الانفجار الذي ضرب الميدان في إبريل الماضي، وقُتل فيه العميد المرجاوي، وهو عكس ما صرحت به مصادر أمنية أخرى، أن الكاميرات معطلة منذ التفجير الأول.
قول المصدر القضائي أقرب إلى العقل والمنطق، لأنه بالفعل لم تتقدم أي جهات أمنية لا بصور أو بوثائق وفيديوهات لواقعة الانفجار الأول، أو لوقائع عديدة حدثت أمام جامعة القاهرة، من شغب وتظاهرات واشتباكات.
المصيبة هي ما أكدها اليوم الجمعة، رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، من أن أسوار الجامعة لا تصلح لتركيب كاميرات، نظرًا لانخفاضها الشديد، وتعرضها بسهولة للكسر أو للسرقة، رغم وجود 3 جهات أمنية (شرطة، وأمن إداري، وأعضاء فالكون)، للسيطرة على الجامعة.
رئيس جامعة القاهرة، أكد أن كاميرات المراقبة موجودة ومنتشرة داخل الحرم الجامعي، والتي عن طريقها عُرف المتورطين فى أحداث اقتحام بوابة الجامعة فى شارع السودان والمواجهة لمحطة المترو، إضافة الى أحداث قصر العينى، والذين أُحيلوا إلى التحقيق.
وأضاف نصار أن القانون لا يسمح له بمراقبة الشوارع المحيطة بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى أن الكاميرات المتواجدة على أسوار الجامعة غير معطلة وتعمل بكفاءة عالية، لافتًا إلى أنها تعمل على التصوير لمدى 25 مترًا فقط، أى أن الكاميرات لا تستطيع تصوير مرتكبي تفجير الأربعاء الماضى، بسبب وجود حائل بين الكاميرات ومكان التفجير، والمتمثل فى الأكشاك والأشجار، موضحًا أن الجامعة ستركب 4 كاميرات جديدة على البوابة الرئيسية، وتصل قدرتها إلى مدى أطول من 25 مترًا.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أنه خلال الأسبوع المقبل سيستضيف وسائل الإعلام داخل غرفة تحكم الكاميرات، للإطلاع على كيفية عملها ومداها الحقيقى، وورؤيتها لمكان التفجير، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافي للجامعة والشوارع المحيطة بها يجب على الجميع الاطلاع عليه، لمعرفة أن كاميرات المراقبة تواجه بعض الصعوبات أثناء التصوير، بسبب حواجز الأكشاك والأشجار، مشيرًا إلى أن مرتكبي التفجير الإرهابي بميدان النهضة قد يكونوا جاؤا من ناحية سور حديقة الأورمان، ومن خلف الأكشاك، وبذلك لم تستطع الكاميرات إلتقاط صورهم.
واستطرد نصار حديثه قائلًا “90% من كليات جامعة القاهرة خارج الحرم الجامعى، وجميعها مربوطة بأنظمة كاميرات المراقبة، و10% فقط من الكليات داخل الحرم، يجرى حاليًا تركيب كاميرات مراقبة بها”.
وأكد حسام شعبان، الخبير فى كاميرات المراقبة والمدرب فى غرف مراقبة المرور فى دبى ولندن، لـ”مبتدا” أن تركيب كاميرات المراقبة في جامعة القاهرة غير مطابق للمعايير المتفق عليها عالميًا، لعدة أسباب أولها، أن المنطق يحتم تركيب كاميرات كاشفة لمداخل ومخارج الجامعة، وليس فقط للمراقبة داخل الحرم الجامعي، دون خارجه، أما ثاني الأسباب فهي قدرة الكاميرات التي تحدث عنها نصار، وقدرتها على التصوير لمدى 25 مترًا فقط، فيؤكد شعبان أن هناك كاميرات يصل مداها إلى 100 كيلو متر، وبسعر يتراوح بين 10 آلاف جنيه إلى 15 ألف جنيه، وهي مستخدمة في عدة دول عربية، والمفاجأة أنها أرخص من الكاميرات التي تستخدمها جامعة القاهرة الآن.
وأضاف خبير كاميرات المراقبة أن نوعية الكاميرات المستخدمة في شوارع مصر الآن، غير مجدية لتحقيق الأهداف التى نحتاجها وهو “الضبط الأمنى”، وأوضح ذلك فنيًا بأن الكاميرات المعتمدة على الإنترنت صورتها تكون عامة، وبالتالى لا تستطيع أن تلتقط صورًا ذات تفاصيل محددة مثل أوجه “المطلوب توقيفهم”، كما أنها كاميرات ثابتة، فلا تستطيع مثلا أن تلاحق شخصًا أو سيارة هاربة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.