تحقيقات صحفيه

محمد عبدالله يفجر المفاجأة ويكتب ||| الإخوان يدخلون صناديق العزلة

139214تحقيق ||| محمد عبدالله

النكبة الإخوانية بعد عزل محمد مرسى، وما تلى ذلك من استفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية لا تزال متواصلة حتى كتابة هذه السطور، دلالات عدة..

اللجوء إلى التزييف والتشويه وبث

الأكاذيب لضرب الانتخابات الرئاسية

يكشف ضعف التنظيم

الجماعة تفتقد وجود شخصية جريئة

قادرة على الانتفاض على قادة الخيانة

الهاربين أو القابعين في السجن

 مسؤولو التنظيم اليوم من الباحثين

عن الصفقات وألاعيب الكواليس

والمصالح الضيقة

 

التنظيم يعيش عزلة شبه تامة.. فقد ميزان العلاقة بينه وبين حلفائه من خارج الإطار الإسلامى (ما يمكن أن يطلق عليها قوى مدنية أو ثورية)، فكان الانفصال بينهم حتمى إلا من بعض الاتصالات غير المباشرة فى بعض الأحيان التي تتصاعد فيها اجراءات قمعية من جانب السلطة، بينما فشل فى الحفاظ على علاقاته الإقليمية المؤثرة، وخاصة فى الخليج (باستثناء قطر) فيما انهار جسر الود والتعاطف بينه وبين الناس، ولا ينتظر أن يقوم مجدداً بعد أن سالت الدماء على جانبيه من الطرفين.

لكن الأكثر إثارة للشفقة تجاه حال التنظيم المنهار، أنه لا يزال يعتمد على دستوره القديم في مواجهة أزماته.. الكذب، وقلب حقائق الواقع، والارتكان للمظلومية، ورفض إجراء أى مراجعات فكرية وسياسية.. كلها وسائل شائعة للجماعة وقت المحنة. الإخوان لا يواجهون أنفسهم بفشلهم أبداً.. يعشقون مساحيق التبرير، إن جاز التعبير.

فبعيداً عن الجدل المقيت الدائر حالياً، بأنامل إخوانية غالباً في فضاء فيس بوك وتويتر، وعبر ارتباك حكومي رسمى غير مبرر، بشأن حجم مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية، وعما إذا كانت نسب التصويت كثيفة أم متوسطة، أو حتى ضعيفة جراء دعوات المقاطعة، فإن إصرار عموم المصريين (بمن فيهم من لم ينزل للاقتراع من الأساس، إما كسلاً أو لظروف خارجة عن الإرادة) على الدفع برئيس جديد إلى قصر الاتحادية، تطبيقاً لثاني استحقاقات خارطة الطريق بعد اقرار الدستور، قد وضع كلمة النهاية الحقيقية لإرهاب الإخوان وحلفائهم من جماعات التكفير والعنف المسلح.

رقص وغناء الناخبين أمام وفي محيط لجان الاقتراع، هما من أفعال المكايدة للإخوان بالدرجة الأولى، ومن باب التأكيد على أن التنظيم لم يعد له مكان بين الناس، وأن الخلاص منه كان مطلباً شعبياً، ومن ثم الاحتفال بتحقيقه غدى ضرورة في كل الاستحقاقات الديمقراطية، حتى ولو لم تشارك فيها الجماعة.

 

الإخوان يكابرون.. يواصلون أحاديث الزور.. يدعون أن آليات انتخابات دولة مبارك المزورة، وسياسة تعبئة الأصوات بالزيت والسكر والترهيب والترغيب بالنار والجنة كما كان يحدث في عهدهم البائس، لا تزال تتصدر المشهد. رغم أن الواقع يقول عكس ذلك. فلا عبد الفتاح السيسي يعاني نقصاً في الشعبية، ولا منافسه يتسول الدعم في الشارع، كلاهما، وعلى اختلاف حجم التأييد لهما، لم ينتظرا مساندة في الكواليس أو تسويد بطاقات أو حتى توجيه ناخبين. كل منهما راهن على أنصاره. كل منهما نافس بذراعه في تلك الانتخابات.

اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، تشددت وعقدت اجراءاتها، ولم تترك شاردة أو واردة، يمكن أن تنفذ من خلالها شبهة تعيب الانتخابات إلا وأجهضتها. حتى الجدل المثار بشأن القرار العجيب بمد التصويت ليوم ثالث قد يحمل إشارة عن ضعف الإقبال، لكنه لا يوحي بتصرف موجه يتعلق بالتزوير التقليدي لنتائج الصناديق، خاصة في ظل فتح القاهرة الباب واسعاً لمراقبين دوليين من الاتحادين الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية، وعدد من دول العالم، فضلاً عن آلاف المراقبين المحليين، من أجل تأكيد وضمان نزاهة العملية الانتخابية.

إذن لجوء الإخوان لسياسة التشويه والتشكيك والتزييف وإثارة الشبهات، إنما هو من أساليب التنظيم التقليدية في مواجهة الخصوم. ومن ثم وبعد انكشاف وجه الإخوان المظلم والقمعي والعنيف، لم تعد تنطوي على كثيرين مثل تلك الأفعال. كان أجدى بالإخوان التعاطي مع واقع الانتخابات الرئاسية بنوع من الحنكة السياسية، لكنهم فضلوا النصب السياسي في الأخير.

 

الجماعة التي تعاني ضعفاً تاما، وعلى كافة الأصعدة الآن، تفتقد للقيادة الملهمة الجريئة الإصلاحية، صاحبة الرؤية الخلاقة والقرارات الصعبة.. مسؤولو التنظيم اليوم، سواء أكانوا في السجن أو هاربين، من ذوي العقول المغلقة، من الباحثين عن الصفقات وألاعيب الكواليس والمصالح الضيقة.
المشهد يبدو قاتماً بشدة في أروقة التنظيم، لا يبدو أن هناك أمل قريب في أن ينتفض ويثور من داخله ضد تراثه القديم المتمثل في التقية، والرغبة في الاستحواذ على كل شيء، واقصاء الجميع، والكلبشة في السلطة بأي ثمن..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: