مجدي سبله يكتب ..لماذا يعزف الناس عن المشاركة في الاحزاب ؟!)
تعددت الأسباب لعزوف الناس عن المشاركة في الأحزاب والانضمام إليها ..
أولاها: افتقاد الوعي الحزبي فى كتل الأغلبية وحزب الكنبة ونقص الكوادر المؤهلة لبث هذا النوع من الوعي وعدم رغبة المتلقين من الجماهير لتلقي هذا النوع من الوعي الحزبي .
ثانيا :انشغال الناس بهمومهم الاقتصادية وامورهم الحياتية والمعيشية ..
ثالثاً :عدم قبول الشارع للقيادات الحزبية التى تأتى بها الأحزاب لجذب الجماهير وإصرارها على الاعتماد على نوعية غير مرغوبة وتفتقد إلى الكاريزما التى تجيد جمع العضويات الجديدة لهذه الأحزاب التى ربما أن تكون أحد الأسباب الرئيسة في نفور الناس من العضوية .
وأيضاً يرجع العزوف إلى أن كوادر الأحزاب لديهم تصور أنهم بكارنيهاتهم يمكن أن يحصلوا على خدمات من الجهات التنفيذية ليست من حقهم ويعتبروا هذه الكارنيها جواز مرور في هذه الجهات وغالباً ما يطلبون خدمات غير قانونية وربما قد تكون خدمات بمقابل لانعلمه.
رابعاً :تركيز الأحزاب على رجال المال والأعمال والمفترض أن الأحزاب تتعامل مع الطبقات الغير قادرة والدنيا لجذبهم في الانتخابات وكأنهم قيادات جاءوا لهذه المهمة فقط لا لإقناع الناس بأهداف ومبادئ وبرامج الحزب ..
خامساً :عدم وجود خطط حزبية واضحة وافتقاد الأحزاب إلى الدراسات الدقيقة لملفات يعانى منها الناس وتناقش فيها الحكومة من خلال نواب الأحزاب والوصول إلى حلول وعدم اطلاع الجماهير على هذا السعي الحزبي الذى يحقق جذباً للجماهير ..
سادساً : أن الأجهزة التنفيذية تقع في فخ كلمة حزب الأغلبية وتعتبره الحزب الحاكم على طريقة الحزب الوطنى زمان مع العلم لم يكن في أحزابنا حزب يحكم لكن هناك حزب للأغلبية العددية وبالتالي لابد من جرعة توعية لدى الأجهزة التنفيذية بأن الأحزاب كلها يجب أن تتعامل على مسافة واحدة ولا يفضلون حزباً على حزب في التعامل مع الجماهير .
* سابعاً : عزوف النخبة والشخصيات العامة والقيادات الطبيعية عن الانضمام للأحزاب الأمر الذى يؤثر في جذب العضويات لهذا الحزب أو ذاك – الغريب أن الأحزاب لم تكن موجودة فى الشارع ولم توفر رؤية للحكومة فى العديد من القضايا التى تهم المواطن أو الأماكن التى لا تصل إليها” بالرغم من أنه كان يجب أن تكون الأحزاب بديلاً عن المجالس الشعبية المحلية التى كانت صوت الناس للحكومة .
و من أسباب العزوف أيضا هناك من يعتبر نفسه فوق التنظيمات الحزبية ويتصور أن الانضمام إليها تؤثر على ماهيته الشخصية .. علاوة على عدم دعم الدولة للأحزاب في منحهم مساحة من الديمقراطية وحرية التعبير لدرجة أن من يسمون بالكوادر يخشون التحدث أمام بعضهم البعض وهناك من يدخل الحزب بحثاً عن الضوء وهناك من ينظر للأحزاب كمن ينفخ في بالونة مثقوبة ولديهم حاله من اليأس في حين أن المشاركة الحزبية هي مشاركة في الحكم ولكن إذا مورست بطريقة صحيحة وسليمة ..
نحن نعلم أن الأحزاب يجب أن توفر حق المواطنين في التعبير عن آرائهم بحرية بشكل فردى أو جماعي وتمكين الأحزاب ومرشحيهم من عقد الاجتماعات واللقاءات مع العلم أن وعي الأحزاب بين الجماهير يجب أن يكون بمسئولية وطنية تحفظ ترابط ثوابت الدولة وهذا يتحقق من خلال كوادر وقيادات حزبية على درجة كبيرة من الفهم والوعي بمفهوم الدولة ..
مجدي سبله رئيس مؤسسه دار الهلال السابق.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.