اخبار المحافظاتمقالات القراءمقالات واراء

مجدي سبلة يكتب .. (من هو الكادر الحزبي )

      بعد أن لاحظنا وشاهدنا في احزابنا هذه الأيام انها تركز فقط في تشكيلاتها على عامل واحد فقط في اختيار كوادرها في هيئات مكاتبها على كل المستويات مركز ومحافظة وهو المحفظة أو حجم رقم الحساب البنكي أو السائل أو المشروعات ..

لذا اجد أن فارق كبير بين إدراك النخبة السياسية وبين آلية التنفيذ والتطبيق لفكرة إدارة الحزب لذلك قررت أن أكتب روشتة لتجهيز كوادر الأحزاب أولها أن يكون مؤهلا لاتخاذ القرارات الجريئة من خلال انشاء مراكز تثقيفية بكل حزب يكون مهمتها شرح تعريف وأهداف ومبادئ وبرامج كل حزب لكى يكون ملما بهوية الحزب المنتمي له .
ومن هنا تكون هناك تنشاة حزبية وسياسية سليمه للكوادر وقيادات الحزب لان يصبحوا مؤهلين كقيادات ونواب فى اى من المجلسين
وهنا يجب أن ألا يتولى الاعضاء اللذين سيصبحون قيادات في هذا الحزب أو ذاك إلا بعد التدريب الجيد ويكون الهدف من هذه المناصب هو إحداث حالة حراك حتى يشعر بها قواعد هذا الحزب ويشعرون أنهم أمام مسئولية قياديه .
كما الاحظ عن قرب أنه لايوجد مراكز لصناعة القرارات في الأحزاب التى يمكن رفعها للجهات التنفيذية .
مع العلم أن إعداد الكوادر يمكن أن ينموا في ظل انتعاشة الحياة الحزبية وذلك لن يتأتى إلا من خلال طرق شرعية لتمويل الأحزاب ودعم لمواردها لذلك من الممكن أن يكون باستثمارات في مجالات اقرب لعملها الحزبي كالتثقيف والتدريب المهنى خاصة لفئة الشباب بكل حزب ويصبح مكانا للانتاج الإيجابي في كل المجالات .
وايضا لابد من حملات وعي لتعريف الناس بدور الأحزاب في المجتمع .
ومن الممكن أن تتعلم الأحزاب من التجارب الحزبية في الخارج في إدارة العملية الحزبية وممكن بتبادل الخبرات بين حزب في الداخل واخر .
ونعرف أن من أدبيات الأحزاب أن تكون اعضائها منتقاه ويتدم فرز كوادرها فكريا وثقافيا وأمنيا بشكل عميق لذا قبل أن أكتب جائتنى فكرة هذا المقال عندما عرفت أن عدد أعضاء حزب العمال الذى يحكم بريطانيا لم يتجاوز أعضاءه النصف مليون عضو فقط في كل مقاطعات انجلترا لكن الكادر هناك بامانة كاملة هنا بكوادرها في احزابنا .
وليس هناك ما يمنع من البحث أثناء تشكيلات صفوف هيئات مكاتب الأحزاب أن يلتقطوا قياده متحصصه في مجال من المجالات كالاقتصاد والإعلام والزراعة أو الصناعة وريادة الأعمال لكى تفيد قواعد الحزب وبالتالى يستفيد المجتمع المحيط من الحزب .
ويجب أن تكون الكوادر من القامات والهامات الموجودة في بطن المجتمع المحيط الذى خرجت من احشائه الحزب وهي كثر لكن للاسف لا مكان لها لانه لم يكن لديها حسابات بنكيه واصبحت الأولوية للقطط السمان مع الاعتذار للراحل العظيم الفنان صلاح منصور في السينما المصرية ..
وهنا لابد لنا من وقفة واسقاطة على كيفية اختيار أعضاء احزابنا بعد أن عرفنا ان لدينا أحزاب حسب كشوف العضوية كلها عائلية ومدون بها مؤسسوها اسماء عائلاتهم وكأنها شركة خاصة أو جمعية أو مركز شباب ..
ومن أدبيات تشكيلات الأحزاب بعد إعلان اعضائها تكون لديها كشوف بديلة حتى لايتوقف النبض في الحزب والذى يعتمد على اسلوب التدريس بين القادة والكوادر فرديا أو مجموعات صغيرة لاعلاء فكرة الصفوف التالية في النشاط الحزبي العلني والذي يعتبر في بلدان العالم الثالث اصعب بكثير من النشاط السري لوجود تراكمات مجتمعية يشوبها عدم الوعي والفقر وايضا هناك تعدديات حزبية وتركيبات عشائرية ومفارقات سياسية هذا بالاضافة الى حالات البطالة وضعف منظومات عديدة ولم تتطور بعد ويكون العمل بصعوبة ويكون اصعب اذا كان للحزب دور في ادارة المدينة او الدولة ويكون له سلطة وهنا بيت القصيد في هذه الحالة على الكادر الحزبي الذي يكون قد استلم منصبا اداريا او امنيا ضمن منظومة السلطة التي تحكم منطقته فيجب ان يكون بدرجة عالية من الالمام بالامور التي تحدث حوله وله فطنة او معرفة مستقبلية بما سيحدث كما انه يكون ملما بعادات وتقاليد وتركيبة المجتمع الذي يعيشه او يمارس الادارة فيه ويكون حازما ومتواضعا ومتفاهما ومنفتحا متقبلا للنقد الايجابي وتبادل الاراء والتجارب والاستعداد التام للعمل الجماعي وعليه ان لا يضع الحواجز التعجيزية بينه وبين عناصر الحزب المتقدمة أو أمام توسيع قاعدة الحزب حتى لايفقد الحزب قاعدته الجماهيرية كما عليه ان يعمل على توسيع قاعدة الحزب بالترقي والصعود في سلم المسؤوليات الحزبية وأن يتجنب المحاباة بهذا الامر ايا كانت نوعها لان الكادر المخلص للحزب هو ذلك الكادر الذي يعمل بكل اخلاص على توسيع قاعدة الحزب وليس الكادر الذى يقوم بتوزيع هدايا في صورة دعم عينى أو نقدى للأصوات الانتخابية لذا يجب أن تكون عناصر متميزة لها صفات نقية نظيفة مستقيمة وعادلة كلها كصفات الذين بذلوا جهودا كبيرة وضحوا بالغالي والنفيس لتحقيق مايصبون اليه من مباديء واهداف.
نعم هناك قضية اساسية في البناء الحزبي تتمثل ببناء الكادر الحزبي… حيث ان الحزب يسعى الى تطوير امكانيات وقدرات اعضائه في مختلف الجوانب السياسية والفكرية والجماهيرية من خلال دراسة دقيقة لمواهب وكفاءة العضو وبالتالي القدرات الاولية والتوجهات التي يمكن تطويرها ليكون كادراً سياسياً او تنظيمياً او نشطا ميدانياً او تطوير قدراته في الميادين التي يعمل فيها سواء في الحركة الجماهيرية او النسائية او الطلابية او المهنية على ضوء واقعه الاجتماعي ..
لذا عند التقاط عضو على سبيل المثال لديه رؤية اقتصادية واسعه فيتلقفه الحزب في لجنة من لجانه التى سوف تخدم سياسة الحزب وليس هناك ما يمنع إذا كانت لدى الكادر الاقتصادى أن يقدم لحزبه دراسة في معالجة ملف من الملفات أن يقوم الحزب برفعها للحكومة ومناقشتها في مجلس النواب ويتم الاستعانة بهذه الرؤية من جانب الحكومة …

مجدي سبله رئيس مؤسسه دار الهلال السابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى