مقالات واراء

مجدي سبلة يكتب.. (محجوب عبد الدايم واغتصاب الدكتوراه)

الخيال لم يتوقف ووصل إلى حد أن يصل محجوب عبد الدايم إلى الدكتوراه ويصبح الدكتور محجوب وقد

يرى البعض أن هذا العنوان غريب وربما غير مقبول، فقد سمعنا عن موت أشياء كثيرة وكائنات كثيرة ولم نسمع عن موت الدكتوراه، ولكن الذي سيحدث عما قريب جعلني أستخدم هذا الوصف وأترك الحرية لمن يقرأ هذا المحتوى أن يضع بنفسه العنوان المناسب له أو حتى يتركه بدون عنوان ..
الذي سيحدث وندعو الله ألا يحدث يؤكد أن درجة الدكتوراه التى يطمع فيها محجوب أصبحت كأي بضاعة تصرف على بطاقة التموين …..
واعذروني جميعا على طريقة كتابتي لهذا المحتوى الذى أطلقت فيه العنان للقلم ليدون كل ما يرد من أفكار وخواطر مرتبة أو غير مرتبة فهي توضع هنا حيث وردت في عقلي ووجداني دون أن أهذبها أو أرتبها بسبب الصدمة التي هزت كياني وفجرت ثورتي وجنوني وجعلتني كالذي يطلق النار في جميع الاتجاهات!
محجوب عبد الدايم خبير إعداد “اللفافات” بمكتب محفوظ عجب سيحصل على درجة الدكتوراه!!!!!!!!!!! ولمن لا يعرف فاللفافات هي جمع لفافة مثل لفافة الكيف وغيره!
وإنني أدعو كل الشرفاء وكل الأحرار إلى الاحتفاظ بهذه المادة فأنا أتوقع ألا يكون التزييف الذي يجري والطموح الحالي لمحجوب هو نهاية المطاف.. فإذا كان محجوب من دون الدكتوراه قد قفز قفزة مهولة وتحول من حامل للحقائب إلى رئيس قطاع فماذا سيصبح بعد الدكتوراه؟
محجوب عبد الدايم سيضع فوق رأسه ذلك الشيء المربع ويقف أمام اللجنة وتلتقط له الصور المزيفة التي ينشرها على الفيس بوك وسوف ينادونه بكلمة دكتور!!!!!!!!!!!!!
محجوب حجز القاعة وجهز الكاب المربع الذي سيضعه فوق رأسه ودعا قيادات المصلحة ذات السمعة والصيت لحضور حفل الدكتوراه
ودعا رفيقه شملول الحصاوي وشلبية البرجوازيه وعطعوط والبطريق …وربما أبو جاموس وكاظم وأبو الأكارم وبديعة الحيزبون وأجبر مرؤوسيه على الحضور لكي تمتلأ القاعة !
والكل آت ليهنئ ويبارك في حفل اغتصاب الدكتوراه وليحضر لحظة من لحظات سقوط العلم… رؤساء القطاعات ووكلاء الوزارة قادمون ليشهدوا على التزييف والانهيار وليشهدوا منافع لهم… !!!! فالوصول إلى الباب العالي يبدأ من هنا ..ألم يقل محجوب أنه يسيطر على كل شيء ويتحكم في قرارات كبير المصلحة عن طريق إيماءته المشهورة.؟
عطعوط! وبطوطة عطعوط! لابد أن يكونا هناك! وكيف لا تكون البطوطة سمورة هناك وهي من صنعت التاريخ عن طريق زوجها الهمام الموجود بالمعهد الذي باع الدكتوراه … لقد سهلت سمورة كل شيء لمحجوب تلبية لتوصيات رئيس قطاع المحظيات!!!!!
لن يغيب أحد إذن، فالفرحة عامة لدى جميع الخنفشاريين الجدد وقنصوه أعدت الحلوى والمشروبات على نفقتها الخاصة وبنت البادية ستأتي من الشمال الغربي.. وستأتي الخياطة من أقصى الجنوب بصحبة أبو النجوم لتعيد حبال الود إلى سابق عهدها وتقوم بالواجب في المناسبة السعيدة وبالمرة ينال أبو النجوم الذي قادها إلى هناك مراده الذي تأخر رغم أنه أجرى تحليل المخدرات استعدادا للحصول على عقد العمل الذي وعده به محجوب ، وكان ولابد أن يأتي أبو النجوم وبيده الخياطة ليتم المراد وليفرح الجميع !!!!!!!
كل شيء تم تجهيزه واستقر حملة المباخر على البدل التي سيرتدونها وقامت المحظيات بشراء أطقم جديدة ابتداء من الجورب والحذاء وصاعدا ،ولا عجب فكل هؤلاء شاركوا في صنع الجريمة وأهانوا الدكتوراه عندما أعطوا الأوامر لمرؤوسيهم فاقتسموا فصولها وكتبوها لتصبح ثاني دكتوراه مخلقة في الهيئة ذات السمعة والصيت… !!!!!!
وفجأة جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وتم إرجاء الحفل الكبير وأرجأت المناقشة بواسطة المشرفين وأعيدت أطقم الملابس الجديدة إلى مواضعها وأشيع أن هناك أشياء غير ظريفة تحيط بمسألة تأجيل مناقشة أغرب دكتوراه منذ بدء الخليقة وأن هناك من يهمس بالأذان حول أمر محرج للغاية بين اللجنة وبين محجوب!!!!!!
ورغم أن المشكلة قد تحل وتزول الخلافات بين بعض أعضاء اللجنة وبين محجوب وأن “قليلا من الماء قد يطهرها” وتعود المياه إلى مجاريها ويرتدي محجوب ذلك الكاب المربع فوق رأسه، إلا أننا في كل الأحوال سنظل نقول:
لقد هانت الدكتوراه وهان كل شيء، وضربت القيمة الباقية في الصميم. …..
لقد فهمت بعد كل ما أشيع حول هذه الدكتوراه العجيبة لماذا رفض عباس محمود العقاد درجة الدكتوراه وهو جدير بها وأكثر من جدير .. وكأن العقاد كان يعرف أنه سيأتي اليوم الذي يتساوى فيه مع شملول الحصاوي ومحجوب عبد الدايم !!!!!!!!
لقد اكتفى العقاد بلقب الأديب أو المفكر أو الشاعر لأن الأديب أو المفكر سيعبر عنه إنتاجه الأدبي والفكري، ولكن الدكتوراه قد تمنح لمن لا يستحقها.. ربما عرف العقاد أنه سيأتي زمان يتحول فيها الإسفاف إلى فن وغناء وتصبح فيه الشهادات سلعة رخيصة الثمن تباع مثل التبغ ومثل الحب ومثل لحوم الحمير!!!!!!!!!
إذا كنا سنسمي محجوب دكتورا ونسمي شملول دكتورا فبماذا نسمي “الخليل بن أحمد الفراهيدي” الذي كان عالما في اللغة والأصوات والنحو والصرف والعروض وكانت الدنيا ولا تزال تأكل بعلمه ؟
لو علم الخليل بن أحمد أن محجوب عبد الدايم سيصبح دكتورا لقام بقطع شريانه، ولو علم أبو الأسود الدؤلي أن محجوب البليد الذي لا يستطيع كتابة عشر سطور دون أن يخطيء قد حصل على الدكتوراه لانتحر غرقا في نهر دجلة !!!!!!
يوم حصول محجوب على الدكتوراه هو يوم أسود في تاريخ التعليم في “أوقيانوسيا”….فهو اليوم الذي يرتفع فيه محجوب ويسقط التعليم ! والمؤسسة التي تضع اسم محجوب عبد الدايم على الدكتوراه قد باعت نفسها واسمها قبل أن تبيع الدكتوراه لهذا الشخص !
ونحن نقول لهذه المؤسسة أن الفيصل بيننا وبينكم هو أن تدعونا نقوم بإملاء قطعة قصيرة على محجوب ونطلب منه كتابة موضوع أمامنا عن أي شيء يحدده ثم نأتي بمن يقوم بالحكم على هذه المادة وساعتها سيتبين إذا كان صاحبها يستحق الدكتوراه أم لا ؟
الذي يتقدم للدكتوراه في الجامعات المحترمة يطلب منه قبل التقدم أن يحصل على شهادة “تويفل” أو ما يعادلها من شهادات تثبت إجادة هذا الباحث للغة الإنجليزية والفرنسية الإنجليزية، فأرونا بالله عليكم ما يثبت ذلك ضمن أوراق محجوب، شريطة أن تكون هذه الشهادة صادرة من مؤسسة معترف بها دوليا !
ولكن في زمن الشعبانزم والجحشانيزم كل شيء ميسر ..والشعبانيزم هو نظرية تحول الشخص إلى مطرب دون حاجة إلى صوت بل دون حاجة لحنجرة من الأساس، والجحشانيزم هو نظرية تحول الإنسان إلى جحش، ويمكننا أن نضيف إلى ذلك المحجوبيزم والشملوليزم وهو تحول الإنسان إلى دكتور دون حاجة لقراءة أي كتاب….!!!!!!!
الفرق بين الدكتوراه فيما مضى وبين دكتوراه محجوب وشملول هو مثل الفرق بين قصيدة “سورة الشك” أو “قصة الأمس” وبين ما يسمى أغنية “شيكي دودو” أو أغنية يا “راكب العجلة حاسب ع الوزة” أو مفاتيح قلبك معايا ، أو كالفرق بين جلوسك أمام الدكتور وسيم السيسي أو الدكتور مصطفى الفقي وبين جلوسك أمام شملول الحصاوي أو محجوب عبد الدايم!!!!! ….
لقد استدعت الآن ذاكرتي الانتقائية العجيبة مشهدا للفنان العملاق محمود مرسي في مسلسل أبو العلا البشري وهو يبكي بمرارة ويقول : “مخي عامل زي خلية النحل وفيه ألف بركان عايزين ينفجروا”، ويمزق أمهات الكتب ويبكي ويقول:
“مقدمة ابن خلون غلط ؟ “يوتوبيا توماس مور” غلط؟
النظرات والعبرات!… ووحي القلم! والجمهورية !!! كل دول غلط!!!!….قل لي يا تهامي وأنا أحرقهم!
لا فائدة لكل هذه الكتب والمراجع طالما أن محجوب أو شملول أصبح دكتورا دون حاجة لأي كتب وطالما أنه بإمكانك أن تشتري الدكتوراه كما تشتري حزمة بقدونس أو لفافة تبغ!!!!!
أرنست هيمنجواي كتبت ” وداعا للسلاح” وأستاذنا إمام الساخرين محمود السعدني كتب ” وداعا للطواجن” وانا أكتب وداعا للدكتوراه!
نحن في زمن التغليف الجيد بغض النظر عن جودة البضاعة.. فكل خيبات محجوب وكل تاريخه وسفاهاته سيتم تغليفها وتغليف كل ما حدث من خروج على القانون ووضع الشخص غير المناسب في الوظيفة.. سيتم ستر كل العورات وتجميل كل المخازي بغلاف الدكتوراه التي هي في ذاتها ليست من جهد من سيوضع اسمه عليها ..دكتوراه لم تحول صاحبها من العلم إلى المعرفة ،وأتمنى أن تقوم لجنة الدكتوراه بتوجيه سؤال لصاحب الدكتوراه وهو : ما هو الفرق بين العلم والمعرفة؟
نحن أمام جريمة أخلاقية !
الدكتوراه ترتقي بالشخص علميا ولغويا وتنقله من العلم إلى المعرفة، وصاحبنا ليس لديه شيء من هذا ولا يعرف الفرق بين لغة المهرجانات ولغة “من رفع اللباس” !
ماذا تفعل لك دكتوراه لم تعدها ولم تقرأها؟ ماذا تفعل دكتوراه في الإعلام الخارجي لشخص لم يدرس قبلها ولم يمارس قبلها إعلاما من أي نوع لا خارجي ولا داخلي؟ وحتى الزمالة التي قبلها تم ترشيحه لها عن طريق محفوظ عجب دون أن يكون أولى الناس بها لأنه لم يكن إعلاميا من قبلها، لا بالدراسة ولا بالممارسة، فقد كان موظفا إداريا على درجة تمويل ومحاسبة، ثم أصبح بين عشية وضحاها مديرا في الإعلام في واقعة هي الأغرب في تاريخ المصلحة، ثم أسند إليه رئاسة قطاع دون أي اعتبار لكل من في هذا القطاع من قيادات ومتخصصين في الإعلام ومنهم من هو أقدم منه درجة !
والآن يتم تنفيذ أكبر عملية تزييف في تاريخ هذه المصلحة التي أصبحت تهتز أركانها بقوة وتوشك على التداعي بسبب سياسات المسئول عنها الذي ترك كل شيء لحاشية عاثت فيها فسادا وفرغتها من مضمونها…!!!.
وبعد كل الذي ارتكبه محجوب تصبح هذه الشهادة الجديدة مثل الغشاء الاصطناعي الذي لا يخدع سوى من لا يعرف الحقيقة المرة !!!
شهادة محجوب لن تخدع سوى الأغبياء والحمقى ولن يعترف بها سوى الذين صنعوها بأيديهم ولم يتركوا نقيصة إلا وفعلوها!!!!
بيد أن ما أحزنني أكثر وأكثر ما علمت به مؤخرا من أن الأخ “ش” هو الذي أعد لمحجوب رسالة الماجستير التي كانت الأساس لتقدمه للرسالة التالية وهي الدكتوراه، وأنا ألوم عليه رغم أن صفحته ناصعة وتاريخه لا غبار عليه وهو شخص جدير بأي منصب في المصلحة لإمكانياته العلمية وسماته الخلقية وطهارة يده التي رشحته للمكان الذي يشغله حاليا.. ولكننا على الرغم من احترامنا لتاريخه وطهارة يده نلوم عليه ونقول له: تالله لقد أوجعت كل الشرفاء يا عزيزي! لماذا فعلت ذلك؟ ..يا ليتها جاءت من غيرك! صنعت له رسالة ماجستير كاملة لم يقرأ ولم يكتب فيها حرفا ولم يفعل سوى ارتداء ذلك الشيء الكاب فوق رأسه .. والتقاط الصور في مشهد خادع!
هذا كثير جدا أخي الكريم ..المجاملة قد تسمح لك بأن تكتب له مادة يقولها خلال اجتماع له بمرؤوسيه كما كان يفعل الفنان عادل إمام مع الفنان جميل راتب في فيلم طيور الظلام، أو منشور على الفيس بوك، على اعتبار أنه لا يجيد الكتابة بأي لغة من لغات الأرض، ولكن أن تكتب له رسالة ماجستير كاملة، فتاريخك الناصع لا يمنعنا من توجيه اللوم إليك لأنك جعلته يضع قدما على باب الدكتوراه، واذا كان قد استعان بك وكتبت له الماجستير فها هو قد وجد عشرة غيرك ينوبون عنه في إعداد الدكتوراه التي لم تغير شيئا في لغته وتكوينه الثقافي والفكري…فأي دكتوراه تلك التي لا تغير في صاحبها شيء ولم تمنعه حتى من استخدام أغاني المهرجانات على الفيس بوك !
هل قبلت يا عزيزي أن يستخدم انتاجك العلمي والفكري في تغليف البضاعة الرديئة لذلك الشخص واخفاء فسادها ورائحتها غير الطيبة…
إن أغرب ما في هذا المشهد العبثي هو أن محفوظ نفسه ،ولي نعمة محجوب وشملول، لم يحصل على دكتوراه رغم أنه قضى نصف عمره في البحث وذهب إلى أعرق الجامعات في العالم ،فكيف حصل عليها محجوب وشملول؟
أبناء الهيئة ذات السمعة والصيت يواصلون الانتظار والترقب وينتظرون إسدال الستار على المشهد الكئيب الذي يكتنف المصلحة.. ينتظرون رحيل محفوظ ومحاسبة شملول الحصاوي وشلبية البرجوازية وأبو جاموس وأبو الأكارم وكاظم والبطريق وكل الخنفشاريين، وينتظرون محاسبة محجوب عبد الدايم حتى وإن حصل على الدكتوراه التي جمع فصولها حملة المباخر والمحظيات!
وارى ساعة النهاية قد اقتربت بالفعل والمشهد في تلك المصلحة قد انتهى فعليا وما هى إلا أيام ويبزغ فجرا جديدا
ويسدل الستار ..

مجدي سبله رئيس مؤسسه دار الهلال السابق.

مقالات الرأي المنشورة لا تعبر عن سياسة الصحيفة وإنما تمثل رأي كاتبها فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى