مجدي سبلة يكتب .. (حكاية ميدو و محجوب )
لقد أعجبتني عبارة جميلة كتبت على الفيس بوك ومن كثرة ما تناقلها الناس لم أعرف من مؤلفها الأصلي وملكيتها الفكرية ، وهذا من عيوب الفيس بوك والسوشيال ميديا عموما، ولكنني أستعير هذه المقولة في هذا السياق لجمالها ولقدرتها على وصف الحالة التي أردت وصفها والإشارة إليها .
هذه المقولة التي أبدعتها عقلية مصرية تقول: “قبل السوشيال ميديا لم يكن يعرف العبيط غير أمه وجيرانه”. وهذه مقولة تعبر بدقة عن ما يفعله الناس بأنفسهم في زمن السوشيال ميديا!
السوشيال ميديا جعلت طوب الأرض وجعلت من يعيشون وراء البحار وفي بلاد تركب الأفيال يعرفون “العبيط” الموجود في شرق العاصمة أو حتى في عزبة النخل أو في كوم الدكة!
العبيط في زمن السوشيال ميديا لا يحتاج إلى كشف أو تقرير طبي ولا يحتاج إلى من يعرف الناس أنه عبيط، فهو يتولى ذلك بنفسه من خلال ما يقوم بتركيبه ونشره على السوشيال ميديا مثل قيام محجوب عبد الدايم بتركيب صورته على أغاني مهرجانات رديئة المستوى أو استخدام صورة “جعفر العمدة” للتعبير عن أفكاره و”التلقيح” على غيره.
ورغم أن محجوب فعلا صادق مع نفسه فيما يقوم به لأنه فعلا كذلك وهذه هي أفكاره وهذا هو تكوينه الثقافي، ولكنه لجهله لا يدري أنه يقدم الدليل الدامغ على كونه عبيط! مثل الحشاش أبو الضوء وأبو الضواحي انفار اليومية في رواية محجوب الذى يقوم بدور الخولى ..
بيد أن ما أضحكني حتى نزلت الدموع من عيني ودفع ذاكرتي الانتقائية العجيبة لتذكر تلك المقولة مجهولة المصدر، هو ما قام أحد الموظفين المساكين الذين لا يدركون العواقب ولا يعرفون خطورة ما يذاع ولا يمكن وقفه مرة أخرى في زمن السوشيال ميديا.
هذا الموظف المسكين ميدو الذى لا يعرف الفارق من الالف وكوز الذرة أراد أن ينافق بعض رؤسائه فقام بتركيب مقطع صوتي على صورهم التي انتقاها وهي في معظمها صور مصطنعة ولا تعبر عن شيء، وكان المقطع الصوتي المستخدم لقائد عظيم يتحدث عن عمل عظيم في تاريخ بلاده قام به أبطال استثنائيون حولوا الانكسار إلى نصر رغم الظلام واليأس الذي كانوا فيه فاستحقوا ممن يأتون بعدهم أن يعرفوا حجم ما قدموه من تضحية وفداء واستعادة لكرامة الأمة!
فهل يجوز لموظف عبيط كمحجوب الذى سيناقش رسالة لم يسهر فيها ليله واحده وكلف فريق من المعطى الوهاب قام بإنهاء هذه الرسالة وسننشر اسمائهم كل واحد بما بحث وجمع محتواه كل نفر باسمه مثل الموظف الذى أخذ كلمات وصفت أبطالا كتبوا بدمائهم أعظم صفحات المجد لبلدهم ويقوم بوضعها على صور محفوظ عجب ومحجوب عبد الدايم وشملول الحصاوي وأبو الأكارم الدفاس رجال المصلحة ذات السمعة والصيت!؟
يا لها من مسخرة! لو كان هذا الشخص عدوا لدودا لمحجوب وشملول لما فعل أكثر مما فعل للإساءة لهما بهذه الطريقة، ولكن الذي يثير الشفقة حقا أننا نعرف جيدا أن من قام بتركيب هذه المادة المضحكة قد فعل ذلك بالاتفاق مع محجوب نفسه، وبما أن محجوب ليس إعلاميا ولا يعي الا علم اللاسلكي والانتنا الاريكسون وبما أن الشخص الذي لجأ إليه ليس إعلاميا أيضا فكان ولابد أن يسقط الاثنان في الحفرة وتنطبق عليهما معا المقولة مجهولة المصدر التي بدأنا بها المقال!
محجوب عبد الدايم المسئول عن هذه المادة العجيبة يصنع مأساته بيديه عندما يلجأ لمطاريد عرايا ،مثل الديلر محفوظ ظاهر، وميدو ماما صبي أبو الأكارم لكي ينالوا من أعدائه ويقوما بنشر أوراق تخص غيره من الناس، وهي أوراق لا تعبر عن شيء سوى عن اضطرابه النفسي، الذى كان عليه أن يظهر في العلن ويمسك بيديه المستندات ويعلنها أمام مرؤوسيه الذين يخدعهم ويقول لهم من خلال المستندات أنه لم يحصل على 558 ألف جنيه ،أو يخرج المستندات التي تبين مقدار ما تحصل عليه شقيقه وينفي حصول شملول الحصاوي على 759 ألف جنيه!
أو يثبت لمرؤوسيه أن ترقيته لدرجة مدير عام ترقية مستحقة وأنه ليس تمويل ومحاسبة كما يقال وأخذ الدرجة بدون وجه حق.
الدفاع عن الشرف لا يكون بتسويد صفحات الآخرين وبالمباهاة بتلفيق الشائعات للآخرين، فالذي يتباهى بتلفيق القضايا -حتى وإن تحقق له ما يريد من هذا التلفيق- يكون كالذي يتباهى بالزنا والذي يتباهى بالسرقة.
لم يكفيه أنه قاد عملية التلفيق والظلم التي قام بها شملول الحصاوي وشلبية البرجوازية وبديعة الحيزبون ونجلة مواعظ ،ولكنه يستخدم المطاريد ليتباهى بذلك عن طريق السوشيال ميديا ليصبح مثل الذي يطلق النار على قدميه!
مجدي سبله رئيس مؤسسه دار الهلال السابق.
مقالات الرأي المنشورة لا تعبر عن سياسة الصحيفة وإنما تمثل رأي كاتبها فقط.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.