مقالات القراء

ليلة عرس العنكبوت بقلم /// وائل مقلد

ليلة عرس العنكبوت بقلم /// وائل مقلد
العنكبوت ذكر في القرآن الكريم وهناك سورة بهذا الاسم وفي عالم العنكبوت دروس وعبر
فقد جاء الذكر الحكيم بعد بسم الله الرحمن الرحيم وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . صدق الله العظيم وقد جاء التفسير بداية بأن بيت العنكبوت ضعيف لايغني عنه شئ عند الحاجة فهو مجموعة من الخيوط ولكن مع التقدم العلمي ودراسة حياة الحشرات والحيوانات والطيور علمنا ما لم نكن نعلم .
في ليلة عرس العنكبوت ينتهي البيت فبمجرد تلقيح الذكر للأنثي تقوم بألتهامه والتغذية علي لحمه فتتنهي الحياة مبكرا وليس هذا فقط بل تقوم اليرقات التي تضعها الانثي بألتهام الأقوي الأضعف وعندما يشتد ساعد الصغير ويكبر يلتهم امه .
وهنا عظمه الخالق في وصف بيت العنكبوت بالوهن اي الضعف ، الضعف ليس معناه ضعف البناء والجدران البيت بل المعني أعمق واقوي فالحياة الأسرية الوهنة الضعيفة هي المراد هنا بيت واسرة تأكل فيها الزوجة زوجها ويأكل فيها الإخوة اخوتهم ويأكل فيها الابن امه ياله من تفكك وضعف ترابط وانعدام انتماء وولاء .
لا يقبل انسان او يستسيغ ذلك في حياة البشر ولكن كثيرا وللأسف هناك القتل المعنوي للإرادة والثقة وهناك من خيانة الإمانة والعقوق ما يوهن حياة البشر ويكون التفكك الأسري الذي استشري في المجتمع وباتت كثير من البيوت تعاوني منه ، فإن كنا نؤمن ان التربية بذل عناية والنتائج علي الله وما علي الإنسان الا الاجتهاد والأخذ بالأسباب اما النتائج فهي بيد الخالق وحده .
وفي القرآن آيات وعبر كثيرة فما حدث مع رسول الله نوح عليه عليه السلام حين جاء الطوفان ولم يكن الإيمان قد دخل قلب ابنه و قام نبي الله بالنداء علي ابنه ناصحا إياه ان يركب في السفينة الا انه أعرض وقال سأوي الي الجبل يعصمني لكنه يجهل ان اليوم لا عاصم من أمر الله وجاء قول الله عز وجل لنبي الله نوح انه عمل ليس من اهلك
وهنا إشارة واضحة الي ان نبي الله لا يملك ان يجعل ابنه يؤمن وليس هذا حاش لله تقصير في حق النبي أو ضعف في الحجة لكن القلوب بيد الله وحده .
هناك أيضا نبي الله لوط التي لم تؤمن به زوجه .
وخير الخلق أجمعين سيدنا محمد الذي أبي عمه ابولهب ان يؤمن به فلم نسمع أحدا يقول ان نؤمن برسالته لعدم ايمان عمه
وقد خاطب المولي عز وجل رسوله الكريم موضحا ان ما عليه الا البلاغ والهداية من الله فقال سبحانه انك لا تهدي من احببت لكن الله يهدي من يشاء .
فما علي الإنسان الا البلاغ اما تلبيه النداء لا شأن للعبد فيها.
وعلينا ان نجتهد فقط مستبشرين بالخير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: