مقالات القراءمقالات واراء

كورونا عدوا للبشرية أم جنداً من جنود الله

بقلم// فتحى المصرى . 

يستيقظ العالم كل عقد من الزمان على وباء يهدد البشرية بالفناء .
ففى أحد العصور انتشر مرض الطاعون .
و عصور أخرى كانت الكوليرا .
و عصور تالية كانت الإنفلونزا .
والآن تسيطر علينا الكورونا لتنضم لقائمة الأعداء .
و بينما يصاب البعض بالهلع و يتجه البعض الآخر للدلع و يتجاهل آخرين الأمر كله والبعض يستخدمها مادة للسخرية والاستهزاء فيقضونها هزار ولهو ودعابة .
تعالوا نبحث عن دروس قد تعلمناها ، من وباء هذا العصر .
لعل و عسى ننجو برحمة ربنا و ستره و يمكن أن نستفيد من تلك الدروس على الأقل في أن ننظر للعالم نظرة جديدة و نعيش بمفهوم جديد.

علمتنا الكورونا و تعلمنا كل يوم درس تلو الآخر .

علمتنا أن العالم قرية صغيرة . فمخلوق لا يرى بالعين المجردة قادراً على التنقل من طرف العالم لطرفه الآخر في غضون ساعات ، وهذا يمنحنا فكرة الاربتاط اللاحدودى .
فبرغم اختلاف الثقافة و الجغرافيا و التاريخ مصيرنا في النهاية ممكن أن يكون واحداً وهذا كافاً لنبذ العنصرية و التعالي و النظر بشكل مختلف لأفكار بالية . ماهى هويتك ؟ وهذا لاجيء .
وكلمة باسبور .
وحدود دول .

علمتنا الكورورنا إن الأخبار لايمكن ان تحجبها عن العالم و لو تم حكم الشعوب بالحديد و النار .
دول تعتبر ثقوب سوداء تمرر أخبارها عبر قبضة قوية من الرقابة الحكومية مثل إيران التى حاولت أن تخفى عن العالم اخبارها ولكنها لم تصمد لأكتر من عدة أسابيع حتى عرف العالم أجمع بأخبارها و تأكدوا من أعداد المرضى والوفيات فيها .

علمتنا الكورونا إن الإنسان ضعيف مهما كانت سلطته و شهرته أو غناه ، فالفيروس لا يهاجم الفقراء و لا الضعفاء و لا المهمشين فقط بل أصاب رؤساء دول مثل البرازيل وملوك و أمراء مثل العائلة المالكة بأنجلترا والعائلة المالكة النرويجية والمشاهير مثل توم هانكس . فما هي الفكرة من التعالي و التفاخر و التباهى . فجميعاً مجموعة من الخلايا قادر على هزيمتها شيء لا نراه و لا نشعر به و لا ندرى من أين يأتينا .
ورأينا من الكورونا رأي العين فاتورة الجهل و التهاون ، ليس مهما أن يكون تعلم تسعون بالمائة من المجتمع ، لأن هناك العشرة الباقيين قادرين على إفنائه ، فالتعليم و التثقيف و التوعية لابد أن تطال المجتمع أجمع وإلا نصبح كمن يحرث في بحر اً .

علمتنا الكورونا أن قوى العالم العظمى قد انهارت أمام فيروس لاتراه العين ولم تفلح قواها العظمى التى اجتاحت وسيطرة على بلدان كثيرة من العالم فى السيطرة على هذا الكائن الغير مرئى بل وفشلت فى هزيمته أو مقاومته .

علمتنا الكورونا أن المساجد التى كنا نهجرها اصبحنا الآن نتوق إلى فتحها لنصلى بها ويعلوا بها الآذان والاقامة .

ورأينا من الكورونا أن مصر العظمى بإذن الله ترسل معوناتها إلى الدول التى نست أن العظمة لله وحده وأن المُلك للهِ وحده .
كل يوم درس جديد وعبرة جديدة وندعوا الله أن تمر الازمة على خير و بعدها سنرى العالم قد تتغير خريطته السياسة والاقتصادية والجغرافية والاخلاقية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: