تحقيقات صحفيه

فى العام الثانى لجلوسه على كرسى البطريرك.. البابا تواضروس سفيرًا

170158اليوم يمر عامان على جلوس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسى القديس مرقس.. من يدقق فى ملامح الرجل قبل عامين وبالتحديد عندما كان أسقفًا عاما للبحيرة ووقت اختياره بالقرعة الهيكلية، وينظر الآن بعد مرور عامين، سيجد أنه أضيف للرجل فى هذين العامين 20 عامًا أخرى على عمره.
اهتم البابا بالإصلاح داخل الكنيسةفى عامه الأول.. وفى الثانى لعب دور السفير لمصر بالخارج

أثناء افتتاح معرض الكتاب القبطى الثانى منذ يومين قال البابا تواضروس عن يوم تجليه “إنه اليوم الذى كلف فيه بالمسؤولية من قبل الله وإنه لم يكن يعلم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه”.

جاء البابا تواضروس إلى الكرسى ومصر تمر بظروف فى غاية الدقة لازالت تعيشها حتى الآن، فالبطريرك رقم 118 فى تاريخ باباوات الكنيسة المصرية، قضى العام الأول له خاصة النصف الأول منه فى ظل حكم الإخوان، فلم يمر على وصول مرسى للحكم 6 أشهر حتى جاء تواضروس للكرسى فى 18 نوفمبر 2012، وقبله بيومين انسحبت الكنيسة من الجمعية التأسيسية الأولى لكتابة الدستور بسبب استحواذ الإخوان عليها.

بعدها بعدة أيام وبالتحديد فى 5 ديسمبر وقعت أحداث “الاتحادية”، ثم الإعلان الدستورى “الديكتاتورى” الصادر عن مرسى، ولم تمر عدة أشهر حتى تم الهجوم على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مقر البابا يوم الأحد 7 أبريل 2013 وهو يوم جنازة ضحايا أحداث الخصوص الطائفية.

ثم مع قضائه نحو 6 أشهر بدأ الحديث عن حركة تمرد والدعوة لمظاهرات كبرى لإسقاط نظام الإخوان فى 30 يونيو من العام الماضى، فوجد البابا نفسه جزءًا من مشهد مهم يوم الأربعاء 3 يوليو عندما اجتمع مع القائد العام للجيش وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور محمد البرادعى وشباب تمرد، لوضع خارطة لمستقبل مصر عقب عزل مرسى ونظامه.

البابا فى هولندا

يوم 3 يوليو هو اليوم الذى شهد هجمات الإرهاب والبداية كانت عقب إعلان خطاب خارطة المستقبل، بالهجوم على كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بقرية دلجا فى مركز دير مواس بمحافظة المنيا، ثم توالت بعدها ضربات الإرهاب عقب فض “رابعة والنهضة” يوم 14 أغسطس وحرق أكثر من 85 كنيسة ومنشأة مسيحية تابعة للكنائس المصرية المختلفة فى عدة محافظات أبرزها المنيا وأسيوط والفيوم.

البابا الذى قال فور اختياره إنه يريد أن يبتعد بالكنيسة عن السياسة وجد نفسه وسط أحداث صاخبة ومتلاحقة تجبره أن يكون ضمن دائرة المشاركة التى يراها البعض أنها مشاركة واجبة لأنها مشاركة وطنية فى أحداث مهمة لا يجب أن تتخلف عنها الكنيسة القبطية باعتبارها مكون من مكونات الوطن، والبعض الآخر انتقد البابا نظرًا لأن انجراره للأحداث المهمة والعامة سيجعله ينغمس فى الأمور السياسية.

يذكر أن العام الثانى لجلوس البابا تواضروس على الكرسى البطريركى، شهد توالى ضربت الإرهاب، وفى الوقت نفسه بدأت محاولات تنفيذ خارطة المستقبل بكتابة دستور جديد وانتخاب رئيس الجمهورية، ومع كل هذا اشتد الضغط على مصر بسبب الإخوان والتلويح بأن ما حدث هو “انقلاب” وليس ثورة شعبية، وظهر دور للكانئس المصرية فى رفع الضغط من خلال بيانات إدانة للإعلام الغربى، والتأكيد على أن ما حدث هو ثورة شعبية.

بدأ البابا خلال هذا العام عدة زيارات خارج مصر وصلت إلى 6 زيارات أبرزها كانت لكندا، حيث التقى رئيس الوزراء، وللدول “النرويج، فنلندا، سويسرا، النمسا، ألمانيا، وهولندا”، وفى جميعها أكد البابا على أن ما حدث هو ثورة شعبية، كما طالب بدعم الاقتصاد المصرى موضحًا أن مشروع قناة السويس الجديد هو هدية من مصر إلى العالم.

البابا وسفير نيوزيلندا

فى العام الأول اهتم البابا بإصلاح عدة أمور داخل الكنيسة منها إعداد لائحة جديدة لانتخاب البابا البطريرك، كما وضع لوائح جديدة للرهبنة والكهنوت ومجالس الكنائس وتم إعداد مشروع لتعديل المجلس الأكلريكى لم ينفذ حتى الآن، حتى يمكن وصف العام الأول للبابا بانه عام الإصلاح الداخلى.

أما العام الثانى أدى خلال البابا دور السفير لمصر بالخارج، ولتأدية هذا الدور، يبدو أن البابا انشغل عن الإصلاحات التى يرجوها كثيرون منه داخل الكنيسة، فاستمرت أوضاع كثيرة على حالها القديم، وما تم تغييره قد عاد مرة أخرى، وآخرها بعد حل مشكلة دير أبو مقار ومشاركة الدير فى معرض الكتاب القبطى العام الماضى بكتب الأب متى المسكين حدثت ردة هذا العام ولم يشارك الدير بسبب اعتراض الأنبا موسى على بعض الكتب.

ويبدو أن من يقود الحملة على الدير وكتب الأب متى هو الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس وتلميذ الأنبا موسى والمعروف عنه تشدده تجاه الأرثوذكسية، وما يسمى بـ”تعاليم البابا شنودة”.

زيارة البابا تواضرس لفنلندا

يذكر أن البابا تواضروس ولد فى 4 نوفمبر 1952، باسم وجيه صبحى باقى سليمان، ولديه شقيقتين، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وتنقلت أسرته بين المنصورة وسوهاج ودمنهور.

التحق البابا بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وحصل على البكالوريوس عام 1975، وحصل على زمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، والتحق بالكلية الأكلريكية وتخرج منها عام 1983.

ذهب الأنبا تواضروس إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى 20 أغسطس 1986، وترهبن فى 31 يوليو 1988، باسم الراهب ثيؤدور، ومعناه “تواضروس بالعربية”، ورسم قسًا فى 23 ديسمبر 1989، بعدها انتقل للخدمة فى محافظة البحيرة فى 15 فبراير 1990، ثم رسم أسقفًا عامًا فى 15 يونيو 1997، وبعد رسامته أسقفًا كان مسؤولًا عن خدمة منطقة كينج مريوط والقطاع الصحراوى لمدة 15 عام إلى أن تم اختياره بطريركًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: