مقالات القراءمقالات واراء

صيادلة أم تجار ومافيا أدوية

كتب / أشرف الشرقاوي
عجبا أن القلب ليعتصر ويصيبة الجمود بل ويعتريني الخجل مما أصبحنا فيه . فماتت ضمائر البشر وأنتشر الجحود بين الناس وأنتشرت الفجيعة وحب جمع الأموال بين الناس. ما كنت أتخيل بأن المهنة ذات الطابع الملائكي مهنة الطب تتحول إلي بيزنس وتجارة رخيصة بأرواح البشر. فكيف لطبيب صيدلي أقسم بشرف المهنة وأقسم يمين الولاء لمجرد علمة بفترة غير قصيرة بأن أسعار الدواء ستزيد من أول الشهر المقبل . وكأن طوفان الجشع قد جاء . لقد أختفي كل الدواء المتدوال من جميع الصيدليات الإنسولين لمرضي السكر وأدوية القلب والمضادات الحيوية حتي المراهم المسكنة للأوجاع نعم كل الأدوية أختفت من الصيدليات فأي طبا هذا وأي ضميرا هذا أتلك تجارة أم رسالة أم نحن في زمان الجشع والبطلان والخسة . ما كنت أتخيل أن تجد أمامك من يأن من الألم ويتعذب ويجوب المدينة من مشارقها إلي مغاربها ليبحث عن حقنة لإنقاذ أبنتة وأنت تخبئ الدواء لكسب بعض الجنيهات أو الربح الوافر الذي يأتي من ألام المرضي المساكين . فأي جشعا وطمعا هذا الذي تصنعون . الكل باطل وعدنا منى الأن لا نثق بأحد من هول ما نسمع الجراح أصبح جزار وطبيب الأسنان أصبح جواهرجي يكيل الأسنان المصنعة بميزان الذهب . فأصبح الأن لإصلاح إحدي أسنانك تدفع راتبك لمدة خمسة شهور علي الأقل . مبالغ ألوف يا سيدي والأطباء في جميع التخصصات أسعار الفيزيتا دربا من الخيال مبلغ كبير من المال لا يستطيع دفعة المواطن البسيط وناهيك عن زيارة أعادة الكشف أصبحت تقريبا بنصف الكشف فأي طبا هذا وأين ذهبت تلك الرسالة السامية أين ضمائر الناس ومبادئهم أين الأخلاق أين الشرف .
أين التربية وبخصوص التربية تذكرت الشيخ محمد جارنا رحمه الله وهو يشدد علي ولدة الطالب في كلية الطب سأصرف عليك كل ما أملك حتي تتخرج وتصبح طبيبا ولكن بشرط أن تفتح عيادة في البلد بالمجان تداوي فيها أهل بلدك والغير القادرين وكن رحوما بالناس يا ولدي حتي يرحمك الله وأعذر ضيق حال الناس وكن أنت ملاك الرحمة الذي يطيب جروحهم فهذا يا ولدي مكسبي وإستثماري فيك. فيا حستي يا أخواني علي أطباء هذا الزمن ومما أصبحنا فيه الطبيب أصبح مشروع إستثماري ناجح مربح ولكن من دم الناسواستغلال حوائج الناس.
فيا إخواني لا تلوموا علي الحكومات وحسب بل اللوم علي ضمائركم التي ماتت ودفنت في براثن الجشع والتجارة التي أعتقد إنها تتنافي مع الشرف . كنا نقول في السينما لا تشرب الدواء فالدولاء فيه سما قاتل وذلك لإنقاذ حياة إنسان وفي أيامنا تلك أحذر من الطبيب فقد يعطيك دواء فيه سم قاتل من أجل الربح الوفير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: