وجع لا ينتهي ودموع لا تجف منابعها، ونهايات مأساوية لأمهات هزمتهن الشيخوخة وأرجأتهن لأبناء ضعاف لم يقووا على تحمل الأمانة ومن ثم أسلموا أمهاتهم لقسوة قلوب زوجات حُرِمن الرحمة، ومن هنا تبدأ المأساة وتفاصيل الحكاية التي ترويها إيمان سرور جارة المسنة المنتحرة. (ن. م) هو اسمها، أما عمرها فقد بلغت الـ70، من منطقة السيول في مدينة القرنة محافظة الأقصر، هي أم مسنة، لأربعة من الأبناء، تزوجوا جميعًا ولم يكن أمام السيدة العجوز التي وهبت كل شبابها لأبنائها، إلا أن تعيش برفقة ابنها الأصغر في شقتها بعد زواجه، من بعدها لاقت المسنة ما لم يلاقيه أحد من إساءة وشجار لا يتوقف ليل نهار مع زوجة الابن التي كانت ترفض وجود حماتها بشدة وتعتبره عبئًا على الزوج، إهانات لا تنتهي من زوجة الابن جعلت الأم العجوز تنطلق نحو قسم الشرطة لتحرير محضر رسمي في زوجة ابنها، تتهمها بضربها وسبها، ظل المحضر قائمًا إلى أن قامت الحاجة (ن) بالتنازل عنه إرضاء لابنها، ومع ذلك لم تتوقف الحرب حيث شب شجار جديد، عنده قررت المسنة أن تنهي حياتها وتنتقل لعالم أفضل أكثر رحمة، بعدما قامت بشرب عبوة كاملة من صبغة الشعر على أثرها فارقت الحياة في مستشفى الأقصر الدولي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.