مقالات القراء

زلزال الفساد……………. بقلم /السيد خاطر

images

زلزال الفساد
بقلم / سيد خاطر
مازال الفساد يطل علينا بوجه القبيح بلااستحياء وتوغل بجذوره فى أعماق المجتمع حتى وصل ذروته ( الذوق العام) وترتبت عليه أثار فتاكه ربما تقصف بالمجتمع وتعرض أمنه وسلامته للخطر ولا عجب أن يقترن الفساد بالقتل ومحاربة الله ورسوله بل وقرين الكفر ، إن قضية الفساد لها أبعاد دينية واجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتمخضت عن ظواهر كثيرة كالأرهاب واهدار المال العام وليس من اللازم ان نرصد امثاله متطرفه للجرائم التى خلفتها انظمة الفساد على مر التاريخ الا انه من الضرورى ان نتعلم من التاريخ ما حاق بالامم السابقة فكم من الشعوب رزخت تحت وطأة الفساد ولا تزال تعانى اجيالها من الفقر والجهل والمرض وكم من طفل راح ضحية الفساد أما جوع او قتلآ وكم من شاب نشأ فى حضن وطنه وضحى بدمائه الذكية فى محاربة الفساد وكم من مخلص لوطنه استُشهد لقد شيعناهم بالدموع وقلوب متقطعه نحو الامل والرجاء فى التغير فهل من مجيب ؟
ربما تلحقنا لعنات الاجيال الاحقه اذا لوثت التربة والهواء والماء وقيضت الثروة وبيعت خارج البلاد ومعها بيعت املاك الدولة على انها املاك خاصة بأوراق مزورة وتم العبث بالمال العام وظلت الواسطة والمحسوبية والبيرقراطية وظلت المحافظات والمحليات ودوائرهم المحلية الداخلية تعج بالفساد فالعبرة ليست بتغيير محافظ أو رئيس وحدة محلية بل العبرة بمراكز القوة فى كل محافظة ووحدة محلية وهم النواب والتابعين لهم ( روؤس الافاعى) تلدغ من حيث لا يشعر الاخرين واذا ظلت الاجهزة الرقابية تنتهج سياسة قديمة لا يبقى للناس شئ له قيمة تعيش لاجله !.
وان كان تراكم السلطة الفاسدة لا يأتى فى يوم واحد كما ذكر رئيس المحكمة العليا الاسبق بأمريكا ( فرانك فرتو) الا انه لمن المفيد ان نتعلم كشعب كيف نحارب الفساد لان المسئولية لا تقع واحدة على الاجهزة الرقابية بل الكل مسئول عن رعيته أنها ثقافة الفساد المتوارثة لعدة عقود فسدت فيها الفطرة والضمير ولاجل التقويم والاعتدال لابد من تفعيل ثقافة الاصلاح وتفعيل دور الاجهزة الرقابية فالمسئولية مشتركة والقانون الزام ذو سيادة ينشأ عنه الالتزام بطبيعة الحال ، السرعة فى العقوبة أفضل من التراخى والروتين الاجرائى فى تطبيق القانون .
انطلاقاً من فلسفة قانونية انه كلما كانت العقوبة فورية كلما ادى ذلك الى تقليل معدل الجريمة والردع العام ولا اجد أحكم ولا اعدل من العقوبة التى حددها القرآن الكريم فى قوله تعالى ” ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) صدق الله العظيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى