تهانى ومناسباتعرب وعالم

“حطموا سلسلة الفساد”… شعار اليوم العالمي لمكافحة الفساد

شعار الفساد
شعار الفساد

يحتفل العالم اليوم، في اليوم العالمي لمكافحة الفساد. وفي هذا اليوم وقبل 11 عاماً قامت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (الاتفاقية) والتصديق عليها في المكسيك، وتم إعتماد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة راعياً لهذه الاتفاقية. ويعمل المكتب منذ ذلك الحين مع الدول الأعضاء لتبني التدابير التي تنص عليها الإتفاقية، وتعزيز تشريعاتها الوطنية والعمل على توافق الآراء وبناء القدرات الوطنية الرامية على مكافحة الفساد طبقاً لنصوص الإتفاقية.

وبعد انقضاء 10 سنوات على إعتمادها، تبرز اتفاقية مكافحة الفساد على أنها الاتفاقية الملزمة قانوناً الأكثر صلة بأعمال التصدي، وبأنها حجر الأساس العالمي لمكافحة ومنع الفساد في شتى أرجاء العالم. جدير بالذكر، أنّ المجتمع الدولي اتخذ الكثير من الخطوات الملموسة، وحقّق الكثير منذ ذلك الحين، إلا أنّه ما زال يتعين القيام بالمزيد.

تظلّ ظاهرة الفساد ظاهرة معقدة تُؤثر سلباً على البلدان في النواحي كافة، عابرة بذلك الحدود الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وعليه فإن محاربة الفساد بصوره كافة، كالرشوة أو الاختلاس أو الابتزاز أو استغلال النفوذ أو المحاباة أو غيرها، ولا يزال يُمثّل أولوية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمجتمع الدولي.

وقد أحرزت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدماً ملحوظاً في تحديث التشريعات والحوكمة وإنفاذ القانون وذلك في اعقاب التحولات السياسية في المنطقة التي بدأت بالدعوات الشعبية المطالبة بالشفافية والعدالة. وخير دليل على ذلك هو الزيادة الملحوظة في مشاركة المواطنين في مكافحة الفساد والإبلاغ عن الممارسات الخاطئة واتخاذ بعض الأعمال التجارية، على سبيل المثال، لإجراءات تهدف إلى تعزيز السلوك القويم وتطبيق القواعد المهنية والنزاهة في المشتريات.
يعمل مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع شركائه الوطنيين في المنطقة، ومن خلال تقديم برامج الدعم التقني التي يقدمها المكتب لبلدان المنطقة، تقوم البلدان بتنفيذ المبادئ والقيم المنصوص عليها في اتفاقية مكافحة الفساد بثبات وفاعلية.
إن هذه الجهود المشتركة المنبثقة عن البرنامج الإقليمي للمكتب الذي صدّقت عليه كل الدول العربية، أفضت إلى اعتماد وتنفيذ عدد من استراتيجيات مكافحة الفساد في المنطقة وإلى تعزيز قدرات الجهات المعنية بمكافحة الفساد، وإلى الترويج لاستجابات أجهزة العدالة الجنائية للتحقيق في قضايا الفساد الخطيرة وملاحقة مرتكبيها قضائياً والفصل في تلك القضايا، كما عزّزت من التعاون الدولي والمشترك بين الوكالات في المسائل الجنائية واسترداد الموجودات المنهوبة.

وبقيام كلّ من فلسطين والسودان بالتصديق على اتفاقية مكافحة الفساد في عام 2014، تصبح الدول كافة التي يغطيها المكتب الإقليمي، دولاً أعضاء في الاتفاقية. لقد عمل المكتب ولا يزال مع شركائه الاقليميين للترويج الى تبادل المعلومات عبر الحدود، وتشجيع التعاون فيما بين دول المنطقة، وإيصال رسالة مفادها أنّه لا بدّ لقيم النزاهة والمساءلة والحكم الرشيد والشفافية أن تسود مجتمعات المنطقة.
واليوم، يحتفل المكتب وشركاؤه باليوم العالمي لمكافحة الفساد. لأن مكافحة الفساد على نحو فعّال تتطلب حقاً قيام شراكات مع كافة الجهات المعنية، ليس الحكومية فحسب، بل أيضا مع المجتمع المدني والشباب والنساء ووسائل الإعلام وغيرهم. “حطموا سسلة الفساد” هو شعار احتفالية هذه السنة، وهو رسالة واضحة تعكس ضرورة الدخول بشراكات، والعمل سوية لرفع مستوى الوعي في المجتمعات في شأن الفساد والإبلاغ عنه ومقاضاة مرتكبيه ومعاقبتهم، وذلك لردع مرتكبي الفساد وضمان النزاهة والمساءلة، بما يعود بالنفع على جميع المواطنين والحكومات. عندها فقط، يمكن تحقيق الازدهار الاقتصادي والمساواة والعدالة للجميع.
إن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يُشدّد مرة أخرى على التزامه بتقديم المساعدة لجميع الدول، لدعم جهودها الرامية إلى تحقيق أهدافها وإلى الآمال التي يصبو إلى العالم في ضوء اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: