بقلم رئيس التحرير

ثقافة العمل التطوعي بقلم ///وائل مقلد

ثقافة العمل التطوعي بقلم ////وائل مقلد 
مد يد العون من انسان لإنسان سنة كونية وفطرة بشرية، فمنذ خلق الله الإنسان وأدرك أن معاونة أخيه هي عون لنفسه للبقاء في هذه المعمورة ليتحمل الظروف الطبيعية والمناخية الصعبة ومقاومة الحياة القاسية والوحوش المفترسة.
تطورت الحياة منذ الخليقة ومر الإنسان بمراحل متعددة، يشارك الإنسان في عمل الخير والتطوع في الأعمال الخيرية ، فقد جاءت الرسالات السماوية جميعا تدعوا الإنسان لفعل الخير، والنص القرآني واضح ” وان تطوع خيرا ” التطوع بالخير أمر محمود وقد بادر نبي الله موسي قبل الرسالة بأن سقي لبنات نبي الله شعيب الماشية لعدم قدرتهم ولم يكن يعرفهم لكنها الإنسانية.
وفي عصرنا هذا بعد كثرة الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية التي تقوم علي تقديم المساعدات للفقراء من المرضي والأيتام والمحتاجين نجد المتطوعين بالجهد والوقت والمال مشاركين في الأعمال التي تقوم بها تلك المؤسسات.
التطوع قد يكون فرديا بأن يقوم الشخص نفسه بعمل الخيرات او ان يكون من خلال مجموعة أقارب أو زملاء عمل أو جيران او جمعية أهلية ، التطوع نابع من الفرد ذاته بإرادة منفردة لا يسعي للحصول علي راتب او مكسب مادي وليس التطوع مهنة او وظيفة.
يزيد العمل التطوعي من انتماء المتطوعين لوطنهم و مجتمعاتهم ويعزز من قدراتهم وينمي مواهبهم فهم يتعاملون بحرية وديمقراطية التعبير والتصريح بما يجدونه في العمل ، والعمل التطوعي يوفر علي المؤسسات الخيرية الكثير من النفقات لقيام المتطوعين بالأعمال بانفسهم دون مقابل وبروح عالية وإخلاص واتقان ، يشعر المتطوعين بقيمتهم كلما قدموا أكثر وزاد عملهم .
نحتاج لتوعية القائمين بالمؤسسات والجمعيات التي يشارك فيها المتطوعين للعمل علي تشجيعهم للتطوع واحتضانهم وانتمائهم لها وبذل جهدهم فيما هو نافع ومثمر.
واكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتنميتها ووضعها في مكانها الصحيح ، وللاسرة والمدرسة والجامعة والإعلام دور أصيل في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وكل ذلك يصب في النهاية لصالح الإنسان والوطن.

وائل مقلد الخبير التنموي ورئيس الجمعية المصرية للتنمية البشرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: