تحرُّك مصري ملحوظ في الملف الإفريقي
قبل مطلع 2025.. كيف تعزز مصر الجهود الإقليمية الإفريقية؟
تقرير – حامد بدر
تظل مصر جزءًا لا يتجزَّا ومنتميًا غاية الانتماء إلى القارة الأفريقية، لا سيَّما وأنَّ في أفريقيا محطات لا يمكن غض الطرف عنها، فالقارة السمراء أمنًا إقليميًا، وجذورًا تاريخية تتجسَّر وتتبلور بشكل كبير، وبالذات في علاقاتنا مع دول حوض النيل.
برتوكول تعاون عسكري مع الصومال
أعلنت مصر، توقيع برتوكول تعاون عسكري مع الصومال، مشددة على دعم سيادته ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية فيما يأتي ذلك في منافسة مع نفوذ دول أخرى في منطقة القرن الافريقي على غرار تركيا وخلافات مع اثيوبيا خاصة فيما يتعلق بسد النهضة.
وجاء التوقيع على الاتفاق ضمن مراسم شهدها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود خلال لقاء بالقاهرة، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وأفادت الرئاسة المصرية، في البيان ذاته، أمس الأربعاء، بأن الرئيس السيسي “استقبل بقصر الاتحادية (شرقي العاصمة القاهرة) نظيره الصومالي الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر لعدة أيام” مؤكدة خلال جلسة مباحثات مع شيخ محمود “موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية”.
ورحب الرئيسان “بالخطوات المتبادلة بين الدولتين لتعميق التعاون الثنائي، ومن بينها إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح السفارة المصرية في مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية، فضلاً عن توقيع بروتوكول التعاون العسكري بين الدولتين” وفق البيان.
مستقبل دعم الاستقرار الإقليمي.. كيف تلتزم مصر وجيبوتي في العام 2025؟
في خطوة تعكس التزام مصر وجيبوتي بدعم الاستقرار الإقليمي، عرضت الدولتان المشاركة بقوات في البعثة الجديدة للاتحاد الإفريقي في الصومال (AUSSOM)، المقرر أن تبدأ مهامها في يناير 2025. هذه البعثة ستحل محل بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية (ATMIS)، التي ستنسحب مع نهاية العام الجاري، في ظل الحاجة الملحة لمنع أي فراغ أمني قد ينشأ عن هذا الانسحاب.
مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي أكد في بيانه الأخير على أهمية تقييم تداعيات انسحاب البعثة الانتقالية بدقة، لضمان انتقال سلس للبعثة الجديدة دون أي تهديد للأمن والاستقرار في الصومال. وأشاد المجلس بالتعاون المثمر بين الاتحاد الإفريقي والحكومة الصومالية والشركاء الدوليين، معربًا عن تقديره للجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لضمان نجاح البعثة الجديدة، مع التأكيد على ضرورة توفير تمويل كاف ومستدام لضمان فاعليتها.
مكافحةً للتطرف “يد الأزهر أيقونة السلام”
من جانبه، أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية الدعم الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في الصومال، خاصة مع تصاعد التهديدات من قبل التنظيمات الإرهابية مثل “حركة الشباب”. وأشاد المرصد بدور الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن في الحفاظ على أمن الصومال، معتبرًا أن أمن أي دولة إفريقية هو جزء لا يتجزأ من أمن القارة بأكملها، مما يتطلب تعاونًا مستمرًا لمواجهة التهديدات المشتركة.
ختامًا يعد التحرَّك الدبلوماسي المصري داخل أفريقيا حالة ماهرة يُشهد لها بالكفاءة، والتي كانت تسبر الأغوار في ملف هام وخطير كملف سد النهضة، ما يضع أمن القارة السمراء، في جُعبة الدبلوماسي والقياة المصرية.