الرياضة وتأثيرها على الشيخوخة
بقلم الكاتبه العراقيه ناديه عبدالغفور
يعتبر التقدم في العمر والشيخوخة جزءًا طبيعيًا من دورة الحياة البشرية. وإن الحفاظ على صحة جيدة ونوعية حياة عالية في عمر الشيخوخة يمكن أن يكون محددًا للغاية للأفراد. وهنا يأتي دور الرياضة وأهميتها في تعزيز الصحة والعافية في هذه المرحلة الحياتية المهمة.
ممارسة الرياضة في عمر الشيخوخة تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على القوة البدنية واللياقة. حيث تساعد التمارين الرياضية على بناء وتقوية العضلات والعظام، مما يقلل من خطر الإصابة بالكسور وأمراض العظام المرتبطة بالشيخوخة مثل هشاشة العظام. وتساهم الرياضة أيضًا في تحسين التوازن والتنسيق الحركي، مما يقلل من احتمالية السقوط والإصابات المرتبطة به.
كذلك تعمل ممارسة الرياضة بانتظام في الشيخوخة على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. وتزيد الأنشطة الرياضية من القدرة على التحمل البدني وتعزز الدورة الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والضغط العالي. كما تساهم الرياضة في تنظيم مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، مما يحمي من الإصابة بأمراض مزمنة مثل داء السكري وأمراض الشرايين.
لا يقتصر تأثير الرياضة على الصحة الجسدية فقط، بل تمتد أيضًا للصحة العقلية والنفسية. حيث تكون وسيلة فعالة للتخلص من التوتر والقلق وتحسين المزاج والشعور بالسعادة. وتحفز إفراز الهرمونات السعيدة مثل الإندورفين والسيروتونين، وتعزز التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي والاندماج في المجتمع، مما يقلل من خطر الاكتئاب والعزلة الاجتماعية في فترة الشيخوخة.
بالإضافة إلى الفوائد الصحية المباشرة، تساهم الرياضة في تعزيز الحياة العامة والجودة المعيشية في عمر الشيخوخة. وتوفر ممارسة النشاطات الرياضية فرصًا للترفيه والاستمتاع، وتساهم في إنشاء روتين يومي منتظم وهدف قابل للتحقيق. كما تعمل الرياضة على تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز، وتساعد الأفراد على التحكم في عملية الشيخوخة وتأثيرها على حياتهم.
يعد ممارسة الرياضة في مرحلة الشيخوخة وسيلة فعالة للوقاية. فقد أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يمارسون الرياضة بانتظام في عمر الشباب والبالغين يكونون أكثر قدرة على تحمل التحديات الصحية المرتبطة بالشيخوخة. و يتم بناء قاعدة صحية تسهم في تقليل مخاطر الأمراض المزمنة والقيود الحركية وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم مع التقدم في العمر.
لا يمكن إغفال أهمية الرياضة في عمر الشيخوخة وتأثيرها الإيجابي على الصحة. تعد ممارسة الرياضة واحدة من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن يقوم بها الأفراد لصحتهم وجودتهم المعيشية في هذه المرحلة الحياتية الحاسمة. ينبغي أن تكون الرياضة جزءًا أساسيًا من نمط الحياة اليومي للأفراد في جميع الأعمار، ويجب تشجيع الشيخوخة الصحية والنشطة من خلال توفير الدعم والبنية التحتية اللازمة لممارسة الرياضة ونشاطات بدنية مناسبة.
نادية عبدالغفور
بغداد /العراق