الشارع السياسى

الرئيس السيسي: المناخ هو التحدي الوجودي الأخطر الذي يُواجه كوكبنا

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ بالأمم المتحدة، تقدم خلالها بالشكر لرؤساء الدول والحكومات، قائلا أود أن أتقدم إليكم بخالص الشكر والتقدير، على مشاركتكم في هذا الاجتماع المهم، الذي ينعقد بالشراكة بين مصر والسكرتير العام للأمم المتحدة، الذي كنت أتطلع للتواجد فيه معكم، لولا ظروف طارئة، حالت دون تمكني من التواجد في نيويورك.

 

وأضاف الرئيس السيسي، منذ نحو عام مضى شاركنا معا في هذا الاجتماع في إطار الإعداد لقمة المناخ في المملكة المتحدة، واليوم، ونحن على بعد أسابيع قليلة من قمة المناخ السابعة والعشرين التي تستضيفها مصر في شرم الشيخ، فإننا نجتمع مرة أخرى، في ظل أحداث جرت على مدار العام الماضي، تسببت في أزمات سياسة، وتحديات في الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتى أنحاء العالم.

 

وأوضح الرئيس السيسي، أن هذه التحديات تمثل ولا شك أعباء إضافية على دولنا جميعا، وخاصة النامية منها، إلا أن علينا دائما أن نعتد بالتقارير العلمية الموضوعية، التي تؤكد بشكل قاطع أن تغير المناح يظل التحدي الوجودي الأخطر الذي يواجه كوكبنا، وأن تداعياته تزداد تفاقما يومًا بعد يوم، مع كل ارتفاع في درجات الحرارة، ولعل ما شهدته دولة باكستان الصديقة مؤخرًا من فيضانات، خلفت دمارًا غير مسبوق وفقدانًا في الأرواح، وما شهدته القارة الأوروبية والولايات المتحدة من حرائق غابات غير مسبوقة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، يعد نذيرًا مؤلما، لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، ما لم نتحرك سريعًا، وبشكل متسق، ونضع تغيرات المناخ موضع التنفيذ لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل المناخ الموجه إلى الدول النامية.

 

كما أكد الرئيس السيسي، أنه على ثقة بأن الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ، اليوم، سيخرج برسالة قوية تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة في قمة شرم الشيخ المقررة إقامتها مطلع نوفمبر المقبل.

 

وأضاف في كلمته، وإذ اتطلع لاستقبالكم في قمة المناخ يومي السابع والثامن من نوفمبر المقبل، فإنني أود هنا أن أطرح عليكم رؤية مصر لعناصر هذه الرسالة، التي تنتظرها شعوبنا من اجتماعنا اليوم، وهي متمثلة في التالي:

 

أولا:- أننا كمجتمع دولي وبصرف النظر عن أي ظرف عالمي أو خلاف سياسي، لن نتراجع عن التزامات ارتضيناها وتعهدات قطعناها على أنفسنا ولا عن سياسات انتهجناها، حققت بالفعل مكتسبات مهمة في مواجهة تغير المناخ.

 

ثانيا:- أننا كقادة للعالم ندرك تمامًا أن حجم المبذول لا يفي بالمطلوب تحقيقه، وأننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة، لتنفيذ تعهداتنا، سواء من خلال رفع طموح وتحديث مساهماتنا المحددة وطنيا، تحت «اتفاق باريس»، أو من خلال دعم كل الجهود والمبادرات الهادفة إلى تعزيز عمل المناخ بالشراكة مع كل الأطراف الحكومية وغير الحكومية من المجتمع المدني والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص العالمي، وهي أطراف لا غنى عنها في هذه المواجهة.

 

ثالثا: أننا كمجتمع دولي، نعلم تمامًا حجم العبء الملقى على عاتق الدول النامية والأقل نموًا، وحجم ما يتعين عليها مواجهته للوفاء بتعهداتها المناخية، مع الاستمرار في جهود التنمية والقضاء على الفقر، في ظل أزمتي غذاء وطاقة غير مسبوقتين، وتتعهد الدول المتقدمة منا بالإسراع من وتيرة التزاماتنا تجاه هذه الدول، بتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيف وبناء القدرة على التحمل سواء بالوفاء بتعهد المائة مليار دولار، وتعهد مضاعفة التمويل الموجه إلى التكيف أو بالإسراع من التوافق على هدف التمويل الجديد، لما بعد 2025.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: