تحقيقات صحفيه

الجماعة الإسلامية تدخل مرحلة «حرب الفضائح»

166672العنف المستشري في الشارع، فضلًا عن الإرهاب الأسود المتصاعد في سيناء، ربما شغلا الجميع عن معركة من نوع خاص تدور رحاها حاليًا، في أروقة الجماعة الإسلامية، أما عن طرفيها، فهما جبهة إصلاح الجماعة وقادتها التاريخيين.
جبهة الإصلاح تنشر تقارير للكشف عن “عملاء الجماعة” لدى الأمن
الجبهة تنشر صورة لدرع مقدم من أسامة حافظ إلى حبيب العادلي عام 2003
الدرع يصف وزير الداخلية الأسبق بـ«الباشا».. ويعتبره أقام صرحًا من الوفاق

ولعل خصوصية الحرب الدائرة حاليًا بين الفريقين، تكمن في نوعية الأسلحة المستخدمة فيها، فبينما يصر عدد من أعضاء وقادة مجلس شورى الجماعة، على أن الإصلاحيين، ليسوا إلا مجموعة مأجورة من الأمن، فإن أنصار تلك الجبهة قرروا فضح ما اعتبروه التاريخ السري لعلاقة كبار رموز الجماعة مع السلطة والنظام والأمن.

جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، أعلنت عبر صفحاتها وحساباتها المتناثرة، هي ورموزها، في فضاء فيسبوك وتويتر، أنها ستفتح تباعًا ما أسمته بـ”ملف الخونة والعملاء فى الجماعة”، وأنها سوف تبدأ بـ”القادة الذين باعوا الوطن وباعوا قبلها المخدوعين بهم”.

المثير أن الإعلان يأتي بالتزامن مع تواصل موجات الاستقالات الجماعية في صفوف حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وذلك على خلفية إصرار الأخيرة على البقاء ضمن صفوف تحالف دعم الشرعية المساند للإخوان، وعدم تنفيذ وعد القيادات السابق بالإنسحاب منه، على غرار حزبي الوسط والوطن، ما يوصم الجماعة، وفق جبهة الإصلاح، بكل جرائم الإخوان الإرهابية.

بعد ساعات من الهجمات الإرهابية البشعة، التي خطفت أرواح 30 من جنود وضباط القوات المسلحة في سيناء، استقال عدد من قادة الصعيد، وهم كل من جمال أحمد محمد حنفي (أسوان)، ومحمد مصطفي محمد عبدالله (أسوان)، وعصام عبد الرحمن عبد الرحيم (سوهاج)، ومحمد عبد الحميد محمود حسين (الفيوم)، مصطفي محمد حسين (أسوان)، بينما برروا قرار مغادرتهم حزب الجماعة بلا عودة، كما ينقل عنهم وليد البرش المحامي، القيادي بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، برغبتهم في التبرؤ من ذلك الكيان، ومن أجل تعزية الشعب المصرى فى قافلة الشهداء التى صعدت إلى السماء برصاصات الغدر والإرهاب فى سيناء.

فيما جاء في استقالة كل منهم أيضًا، أنهم أقدموا على تلك الخطوة، وفق البرش أيضًا، نتيجة الجريمة الإرهابية الغادرة التى تعرض لها جنود مصر الشرفاء فى سيناء، ونتيجة استمرار الحزب والجماعة فى تبرير العنف والتحريض عليه، والارتباط بتركيا وقطر حيث آوت قيادات الحزب والجماعة إليهما، فيما ينفذون تعليماتهما بتخريب الوطن، وكذا نتيجة عناد قادة الحزب والجماعة ورفضهم الاستماع نصائح المخلصين.

الاستقالات انطلقت كذلك، من اتهام العديد من القادة والأعضاء بالتورط في أحداث شغب وفتنة، بعد عزل محمد مرسي وإخوانه من الحكم، واستخدامهم النساء والأطفال في المواجهة مع الأمن، ناهيك عن هروب أغلب القادة وفرارهم خارج البلاد من أجل بث سمومهم ضد الوطن.

وحسب البرش، فإن غالبية المستقيلين من الجماعة، على استعداد لتقديم شهاداتهم أمام جهات التحقيق القضائي، التي تنظر في مسألة حل حزب الجماعة.

في تلك الأجواء صدرت الحلقة الأولى من سلسلة “فضح عملاء الجماعة”، والتي خُصصت لأسامة حافظ، القيادي التاريخي للجماعة، ومن يشار إليه في بعض الأحيان باعتباره أحد المفتيين الكبار فيها، حيث نشرت صورته مرفقة بصورة درع مكتوب عليه “معالي السيد اللواء حبيب باشا العادلي وزير الداخلية.. أقمت صرحًا من الوفاق احنتضنه التاريخ.. أبناؤك بالجماعة الإسلامية”.

ثم جاء في البيان المرفق بالصورة، أن هذا الدرع قُدم لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى فى عام 2003، من “مفتى الدم” بالجماعة أسامة حافظ، يوم كان بسجن إستقبال طرة، وذلك تقربًا وتزلفًا للعادلي، لينال الرضا، ويُفرج عنه وهو ماحدث بالفعل، بحسب البيان.

البيان أضاف عن الدرع المفاجأة: “نعرضه لنذكره بأنه يوم يكون فى السجن، يكون مؤيدًا للسلمية والتصالح مع الوطن، ويوم يكون خارج السجن ينقلب مفتيًا للدم ومحرضًا للشباب”، وأضاف “ونذكره أنه فى عام 1994 رفض العرض بإيقاف عمليات الجماعة الإرهابية كبداية لحل الأزمة.. ما تسبب فى اعتقال 18000 عضو بالجماعة، ووافق على مبادرة وقف العنف 1997 بدون أن يعرف عنها شيئًا، لمجرد أن ضُرب على قفاه فى سجن الوادى الجديد، كما قال على الشريف عضو مجلس شورى الجماعة”، بحسب نص البيان أيضًا.

وأُختتم البيان بـ”رسالتنا له تب إلى الله، والزم بيتك، ولا تكن محرضاً على العنف داعياً على أبواب جهنم”.

هكذا بدت أولى فصول حرب الفضائح داخل أروقة الجماعة الإسلامية، بينما تقول المؤشرات أن الأيام المقبلة تحمل مزيدًا من الفضائح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى