بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

ابراهيم البسيونى يكتب ناصر ومرور 44عاما على زكراه ونكشف اسرار خفيه فى حياة البطل

161125

رغم وفاته التي مر عليها أكثر من 44 عام مازلنا نتذكره ونحتفل بذكرى رحيله في 28 سبتمبر من كل عام لنتحدث عنه وعن دوره في واحدة من أهم الفترات التاريخية التي عاشتها مصر، ففي حياة الأمم رجال لا تغيب الشمس برحيلهم.. هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو عام 1952، أول رئيس جمهورية مصري منتخب للبلاد بعد حكم الملك فاروق، وكان رائدا لحركات التحرير في الشرق الأوسط والدول الإفريقية ومن مؤسسي حركة دول عدم الانحياز، ويتخذه كثيرا من المصريين والعرب رمزا للعروبة والكرامة.  ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918 في 18 شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية.  كان جمال عبد الناصر الإبن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام 1888 في قرية بني مر في صعيد مصر في أسرة من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفى بصعوبة لسداد ضروريات الحياة.  جمال عبد الناصر في المرحلة الابتدائية:  -التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الإبتدائية بالخطاطبه في عامي 1923، 1924 وفي عام 1925 دخل جمال مدرسة النحاسين الإبتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – 1926 – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـدافيد مورجان مندوب صحيفة الصنداى تايمز– ثم أضاف: لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعورا لا يمحوه الزمن وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضا بالغا في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين.  -وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الإبتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية، وانتقل في مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الإبتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد، فأنهى دراسته الإبتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.  – بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو في التاسعة عشرة من عمره، فحاول الإلتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حالياً)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو1938.  – عمل جمال عبد الناصر في منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقى إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقى إلى رتبة يوزباشى (نقيب) في سبتمبر1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك وفي العام التالى انتدب للتدريس في الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق بكلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.  – شارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952.  – كان لعبد الناصر دورا مهما في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم الضباط الأحرار، حيث اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949وضم الإجتماع ضباطاً من مختلف الإنتماءات والإتجاهات الفكرية، وانتخب في عام 1950 رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيساً لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذي أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة.  – وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب مما أسفر في النهاية عن قيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح في يونيو 1956 رئيسا منتخبا لجمهورية مصر العربية في استفتاء شعبى.  – القومية العربية كانت الهاجس الكبير لدى الزعيم جمال عبد الناصر، وقد أصدر خلال حياته السياسية العديد من القرارات الهامة كان أبرزها تأميم قناة السويس عام 1956، وإعلان الوحدة مع سوريا عام 1958، ومساندته حركات التحرر العربية والإفريقية.  – بعد هزيمة 1967 اهتم عبد الناصر بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، ودخل فى حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968، وكان من أبرز أعماله في تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي.  – أسس هيئة التحرير 1953 ثم الاتحاد القومي مايو 1957 ثم الاتحاد الإشتراكي مايو 1962.  – بعد حرب 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالبا التنحى من منصبه، أعقب ذلك خروج مظاهرات في العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحى عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدا لاستعادة الأراضي المصرية.  ونتطرق إلى مذكرات قرينته السيدة الراحلة تحية كاظم التي كتبتها وكانت شاهدا على مشوارها مع الزعيم عبد الناصر  فالسيدة تحية عبد الناصر عاشت معه 26 عاما، 8 سنوات قبل أن يصبح قائدا متوجا على قمة العالم العربى و18سنة أخرى عاصرت فيهم نجاحات وإخفاقات كثيرة، عاصرت قيام الثورة ..وتداعياتها، العدوان الثلاثى على مصر، نكسة 67 وما لحق البلاد فيها من هزيمة، وانكسار ومرارة تجرعتها مصر وشعبها الوفى.  كتبت السيدة تحية عبد الناصر مذكراتها بخط يدها في أثناء معايشتها لزوجها الرئيس جمال عبد الناصر وهو مازال على قيد الحياة.  فقالت لقد تعرفت عليه من خلال علاقة كانت تجمع العائلتين.. حسم جمال هذه العلاقة وتقدم لطلب يدي من شقيقي الأكبر عبد الحميد ولكنه رفضه في بادئ الأمر ..ولكن بعد وفاة والدتي رثى لحالى ووافق عليه وتم الزفاف بعد خمسة أشهر بالضبط يوم 29 يونيو من عام 1944، ويوم زفافنا صعدنا على السلم عادى جدا ولكن فى الدور الأخير (الثالث ) حملنى مثل كل العرسان.  وتتابع في مذكراتها..عشت معه كزوجة وأم لم يك يشغلني في هذه الدنيا سوى إرضائه وسعادته، كان إنسانا منظما لايجب الفوضى ولا يلجأ لأحد ليساعده في لبسه أو تعليق ثيابه.  وقالت غيرت كثيرا من طباعي وأسلوبي في الحياة.. فعندما أصبحت حرم رئيس الجمهورية كان لابد أن أتماشى مع الوضع الجديد حتى أكون وجهة مشرفة له أمام الآخرين، وتضيف في فترة المباحثات بين مصر وبريطانيا حول الجلاء بدأت زوجات السفراء الأجانب يتصلن بزوجة الرئيس، ولكننى كنت أجد صعوبة كبيرة في التحدث بالإنجليزية ..فقررت ضرورة إتقانها وبالفعل أحضرت كتبا وبدأت أقرأ كثيرا بمساعدة أستاذه في اللغة الإنجليزية، أما بالنسبة للغة الفرنسية فقد مكثت فترة وقت الدراسة أتعلمها.  وتتابع السيدة تحية كاظم كانت يوغسلافيا أول رحلة لي بالخارج ، سافرنا إليها بالباخرة (الحرية) وكان الاستقبال الرسمى فى ميناء (دبر وفتح) من الرئيس (تيتو) وزوجته وكنت أول مرة أشاهد استقبالا رسميا أو أكون في مكان بهذا الشكل.. وفي المساء ونحن بمفردنا قال لي الرئيس (لقد قلت لك سلمي على رئيس الجمهورية.. فوجدتك صافحتى المتروتيتل أولا).  وتضيف: وفي خريف عام 1958 مرض عبد الناصر بالسكر كنت حزينة جدا.. كنت أنزل في الحديقة بمفردي وأبكي حزنا عليه وامتنعت عن أكل الحلوى تضامنا معه ولكنه كعادته كان إنسانا صبورا قويا فكان يقول لي الحمد لله السكر أخف من أمراض أخرى كثيرة .  وفي يوم جاء إليه صلاح الشهد كبير الأمناء في ذلك الوقت وهو يحمل هدية من أحد الأثرياء العرب عبارة عن مجوهرات ثمينة.. لكن الرئيس رفضها وكانت تساوى 100 ألف جنيه.. قائلا أنا لم أقم بالثورة من أجل المال أو الحلي والمجوهرات.  وتشير زوجته إلى أنه كان أبا حنونا فعندما تزوجت ابنتيه هدى من زميلها بالكلية كان يسبقها في الدراسة هو حاتم صادق، ومنى تعرفت على زوجها أشرف مروان بنادى هليوبوليس حيث كانت صديقة لأخته، ودعهم بعد الفرح وظل يبكي بعد مغادرتهم المكان وفي حديث دار بيننا اعترف لي أنه تلقى طلبات من كثيرين تقدموا لخطبة هدى ومنى من أولاد الأغنياء والباشاوات السابقين.. ولكنه اعتذر لهما بأنهما مازالوا بالدراسة ويرغب أن يكملوا دراستهما أولا …ولكنه في مقابل ذلك كان يسرع في زواجهما لأنه صعيدى ويحب زواج بناته مبكرا.  جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى شارك في إحياء الذكرى 43 لوفاة الرئيس جمال عبد الناصر (1918-1970) العام الماضي وقالت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم القوات المسلحة إن السيسي عبر خلال لقائه بأسرة الرئيس الأسبق عن اعتزاز الشعب المصري وقواته المسلحة بما حققه الرئيس عبد الناصر لمصر من إنجازات إقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، وما قدمه من خدمات جليلة لدعم القضايا العربية والإقليمية، ومساندة الشعوب الإفريقية والأسيوية في نضالها من أجل الاستقلال والسلام والحرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى