بقلم رئيس التحريرتحقيقات صحفيه

ابراهيم البسيونى يكتب // سر العلاقة المشبوهة بين مدير «الجزيرة» السابق والـ«CIA»

حمد العيسى
حمد العيسى

حمد العيسى.. صحفى ومترجم ومحقق سعودى يعيش الآن فى المغرب.. برع فى كشف خبايا قضايا شديدة الخصوصية تهم المجتمعات العربية والأمريكية، خلال مقالاته التى كتبها فى جريدة “القاهرة”، التابعة لوزارة الثقافة المصرية.. له من الكتب المترجمة الكثير لعل أبرزها “قصص لا ترويها هوليود مطلقًا”، و”حتى لا يعود جهيمان”.. خلال الفترة الماضية نشر العيسى فصولًا من كتاب تحت الترجمة يحمل عنوان “نهاية عصر الجزيرة”، يكشف فيه عبر مقالات مترجمة لكتاب أوروبيين وأمريكان خبايا وأسرار كواليس غرف الأخبار فى القناة القطرية.

وضاح خنفر يحذف مشاهد تؤجج

المشاعر ضد واشنطن إرضاءً للسفارة

الأمريكية فى قطر

لماذا أخفى خنفر خبر السيارة

المفخخة التى قتلت 28 طفلًا شيعيًا

عراقيًا فى 2055؟

نشر العيسى فى عدد من الصحف العربية ترجمة لمقال الكاتب “ديفيد كيركباتريك”، والذى نشر فى صحيفة “نيويورك تايمز” بتاريخ 20 سبتمبر 2011، عن تسريبات “ويكيليكس” التى أكدت أن وضاح خنفر مدير القناة السابق كان يغير أخبار تغطية “الجزيرة” للعراق، لتنسجم مع ملاحظات “الاستخبارات العسكرية الأمريكية”.

البداية، كما يؤكد كيركباتريك، كانت من برقية السفير الأمريكى فى الدوحة، تشيس إنترماير، والمؤرخة فى 20 أكتوبر 2005، عن اجتماع ضابطة العلاقات العامة بالسفارة مع مدير عام قناة الجزيرة وضاح خنفر، ووفقًا للبرقية سلمت الضابطة خنفر نسخًا لـ3 تقارير من المخابرات الأمريكية تحتوى على ملاحظات على 3 أشهر من تغطية القناة للحرب فى العراق.

وقال خنفر إن وزارة الخارجية القطرية قدمت بالفعل تقريرين أمريكيين لشهرين، بحسب البرقية، ما يشير إلى تعاون ثلاثى وثيق بين الجزيرة ووزارتى الخارجية الأمريكية والقطرية!، وحث خنفر المسؤولين الأميركيين على إبقاء هذا التعاون سريًا، واعترض على معلومة مكتوبة فى أحد التقارير، تشير إلى “اتفاق” بين الولايات المتحدة والجزيرة.

وأكد خنفر أنه غير التغطية بناءً على طلب الضابطة الأمريكية. وشرح أنه أزال صورتين، واحدة لأطفال جرحى فى مستشفى، والثانية لامرأة مصابة فى وجهها بجروح خطيرة. وعندما أثارت الضابطة شكاوى أخرى، تنهد السيد خنفر كما ورد فى البرقية، ولكنه قال إنه سيحذف المادة بكاملها.

وقال خنفر إنه أمر موظفى الموقع بأنه فى المستقبل، عندما يريدون إضافة مادة إلى قسم “تغطية خاصة”، يجب عليهم إرسال بروفة إلى مكتبه، مضيفا إنه حتى قبل شهرين أو 3 أشهر، كان موظفو الموقع يتمتعون بحرية واستقلال ذاتى أكثر بكثير من الآن. ولكن حاليًا “فى 2005″، يحضر مدير الموقع الاجتماعات الأسبوعية التحريرية فى مكاتب القناة التلفزيونية، ويجرى الآن تطبيق نفس المعايير التحريرية على الموقع، مثل القناة.

أما عن سياسة “الجزيرة” حول أشرطة “فيديو الخطف”، أوضح خنفر أن القناة القطرية كانت تبث الأشرطة كما تردها تماما، بما فى ذلك أصوات كل من الخاطفين والضحايا، لكنها الآن “أيضا عام 2005” وضعت سياسة محددة أكثر تقييدًا لهذه الأشرطة، فلا يبث الآن أكثر من أجزاء طولها 10 ثوان، ودون أى صوت من الشريط، بل تعليقات فقط من مذيع النشرة، مضيفا أن “معظم الشبكات العالمية تفعل الشىء نفسه، بما فى ذلك bbc وfox، وأحيانا لدينا معيار أعلى منهما”.

وفى ملاحظة أخرى من تقرير الاستخبارات الأمريكية فى 13 يوليو 2005 وقع هجوم انتحارى بسيارة مفخخة فى بغداد تسبب فى مقتل 28 طفلًا فى حى شيعى، عندها قال مراسل الجزيرة وليد خالد أن السيارة “انفجرت قبل أن تصل إلى القوات الأمريكية”، وذكرت “الجزيرة” أن الهجوم أسفر عن مقتل 4 مدنيين فقط دون الإشارة إلى وفاة أطفال، أى أن “الجزيرة” قللت من أثر هجوم إرهابى قتل عديدًا من الأطفال العراقيين.

فرد خنفر “لقد لاحظت ذلك الخبر، وتدخلت لتصحيح الأمر”، وأضاف أن الجزيرة انتقدت هذا الإغفال فى صحيفتين عربيتين على الأقل، وأضاف إن الجزيرة تطلب مصدرين لأى خبر فى العراق نظرًا لعدم وجود مكتب هناك، لكن التقارير الأولية للهجوم كانت غير واضحة ومتناقضة، وبمجرد أن زال الارتباك، بثت الجزيرة تقريرًا عن وفاة الأطفال.

وفى ملاحظة أخرى من تقرير “المخابرات” قال التقرير إن برنامج “ما وراء الخبر” الذى بثته القناة فى 23 يوليو 2005، اتفق جميع الضيوف الـ3 على أن سبب تفجيرات لندن هو السياسات الإمبريالية البريطانية والأمريكية وليس الإرهابيين، بينما أشار أحد الضيوف إلى أن “أسامة بن لادن” يملك سببًا مشروعًا لمكافحة العدوان الغربى. فرد خنفر إنه لا يتذكر تلك الحلقة، لكنه وعد بالنظر فى ذلك، وأضاف “سأراجع هذا الأمر بجدية لأننى أنا المسؤول عن هذا البرنامج”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: