بقلم رئيس التحرير

ابراهيم البسيونى يكتب : جماعة رمى المحصنات

تحقيق / ابراهيم البسيونى 

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ”.. بتلك الآية الكريمة من سورة إبراهيم، بررت المليشيات الإلكترونية للإخوان، فضلاً عن النشطاء من كوادر الجماعة وشبابها، فى فضاء فيس بوك وتويتر، الطعن فى شرف كل رجال الجيش والشرطة والقضاء فى مصر، وذلك استناداً إلى أنباء، لم تتأكد رسمياً، فيما لم تبثها سوى مواقع إخبارية محسوبة على صحف تدعم الإسلاميين وما يسمى بتحالف دعم الشرعية (جريدتا المصريون والشعب كمثال)، تتحدث عن أن مدرب الكاراتيه، عبد الفتاح الصعيدى، المتورط فى ممارسة “أعمال منافية للآداب” مع عدد من السيدات بنادى بلدية المحلة، قد أوقع فى شباكه، وبرضاهن، عدداً من زوجات وبنات رجال العدالة والأمن بالغربية.

كوادر وأعضاء الجماعة يسبون زوجات وبنات رجال

القضاء والشرطة والجيش بهاشتاج جديد مسىء

يستخدمون فتوى للقرضاوى وعدداً من آيات الله لتبرير

الطعن فى شرف مئات الآلاف من المصريات

المغير يدعى أن أصحاب المواقع الحساسة بالدولة بلا

كرامة.. وحرائر التنظيم تشارك فى حفلة «الخوض فى

الأعراض،،

من جديد، عادت أبواق الجماعة، ومن سار على نهجها، إلى سياسية الزج بآيات الذكر الحكيم، فى خصومتهم مع نظام ما بعد 30 يونيو، وتحديداً مع أعمدة الدولة الرئيسية، من قوات جيش وشرطة ورجال قضاء.

كثيرون من كوادر التنظيم وأعضائه، لم يترددوا لحظة واحدة، فى المشاركة فى حفل الشماتة والخوض فى الأعراض وإهانة شريفات وتشويه السمعة والافتراء، وذلك فى تعظيم أعمى لفقه الثأر، حتى ولو كان بكلام يغضب الله، فيما يتسابق أدعياء العلم فى الإخوان، فى سطر أسانيد شرعية تدعم سلوكهم المشين، والذى لا ريب أن الدين منه براء.

إن تورط بنات أو زوجات رجال يمثلون شريحة بعينها بالمجتمع، حتى لو صحت تلك الأنباء التى يتم تداولها عن واقعة بلدية المحلة غير الأخلاقية، لا يوصم بأى حال من أحوال جميع المنتمين لتلك الشريحة بأى عار. الحسنة تخص والسيئة تعم، منطق غير منصف، لا يسود إلا فى المجتمعات المتخلفة. من يفكر على هذا النحو، يعانى بالقطع خلالاً ضميرياً. بل أن انسياق أى إنسان فى عمل مشين، لا يعنى بالضرورة، وفق حسابات المنطق والقانون والشرع، أن أياً من أفراد أسرته أو عائلته أو محيط جيرانه وعمله، يتحمل نفس خطأه أو ذنبه.

 

لكن الحسابات فى جيتو الإخوان، لا تمت بصلة إلا للجماعات الفاشية. هم فقط الأطهار، وما دونهم غارق فى الدنس. هم فقط الأعلى، وغيرهم في الدرك الأسفل فى الدنيا والآخرة. هم فقط الضحايا والشهداء والمظلومين، وجميع من عارضهم أو لم يقف إلى جانبهم، ظلمه وكفار وخارجين عن الملة. هم وحدهم الأبرار والحرائر وباقى رجال ونساء العالم مفتونون فى حياتهم وعقيدتهم. هم جماعة المسلمين وغيرهم أشياع الجهالة.. هكذا أخبرهم كبير تكفيرييهم سيد قطب.

وبما أنهم يصدرون أنفسهم باعتبارهم الوكلاء الحصريين للدين على الأرض، فإنهم يرون فى أى حادث غير أخلاقي أو حتى جنائى، عقاباً من الخالق نزل به على أعدائهم. تزييلهم لعبارات السخرية والطعن في السمعة بالآية الكريمة من سورة الحج إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ، إنما هو صورة معمقة لعقلية انتهازية تدفع بالله إلى ساحة التلاسن والحروب القذرة والحقد الأسود بين البشر.

يقولون إن الله انتقم من قضاة حكمن على حرائر التنظيم بأحكام قضائية غير متصورة، بأن فضح مدرب الكاراتيه. يقولون أن كل ضابط شارك فى فض اعتصامى رابعة أو النهضة، يشك الآن فى زوجته، خشية أن يكون القدر قد انتقم منه فيها، يرون أن السماء ردت على ما أثير عن نكاح رابعة، بانفجار فضية نكاح الكارتيه، والذى انضم مؤخراً لقائمة الهاشتاجات المسيئة التى تنتشر بين حسابات وصفحات الإخوان فى الإنترنت.

بالقطع، هناك من حاول الطعن فى شرف بنات رابعة العدوية. تورط فى ذلك صحفيون وسياسيون وفنانون ومحامون وقضاة وغيرهم. تماماً مثلما سبق أن تورطوا فى حفلات الإساءة إلى الثوار والثوريات فى التحرير ، قبل تنحى مبارك ونظامه، وحتى فى عهد محمد مرسى. عداوتهم للإخوان جرفتهم للبذاءات من غير دليل. لكن لماذا ينسى أعضاء التنظيم، أن صباح السقارى، القيادية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، كانت أول من تحدثت عن ذلك الأمر فى حوار صحفى منشور فى أخبار اليوم فى يوليو الماضى؟.. قالت نصاً: (جهاد المناكحة ليس حلالاً إلا بوجوده أرض الجهاد كرابعة العدوية والنهضة، وهو يوجد بسوريا وهو فرض على كل مسلمة هناك). لا يوجد دخان إذن من غير نار. كما أن الإساءة لا ترد بإساءة إلا وفق قانون الغاب.

ولأن البعض يصر على ارتكاب نفس أخطاء الدولة البوليسية القديمة والعقيمة، بمحاولة ربط فالنتينو المحلة بالإخوان، عبر تسريب أخبار عن وجود إشارة رابعة على اللاب التوب الخاص به إلى جانب الفيديوهات الفضيحة، فإن الإخوان تباروا فى نشر صوره وهو يحمل على صدره صورة للمرشح الرئاسى المحتمل، عبد الفتاح السيسى، أثناء مظاهرات فيضان 30 يونيو، مع تعليقات من شاكلة أنه رئيس الحملة الانتخابية للمشير بالمحلة. وهي معلومة لو صحت، وإن كانت لا تسيئ بشكل مباشر لوزير الدفاع السابق، فإنها بالقطع ستثير علامات استفهام عن الطريقة التى تختار بها حملته، ومن خلفها هو، معاونيها.. الاستخدام السياسى لفضيحة أخلاقية، لعبة إخوانية معتادة.

إن الشماتة فى رجال القضاء والشرطة والجيش، والإيحاء بأن زوجاتهم وبناتهم، غير شريفات، لا تبدو أبداً من باب التذكير بأن الله غضب لرابعة وحرائرها. أصوات عدة من الإخوان ببساطة انجرفت لدوامة التشكيك فى طهارة مئات الآلاف من المحصنات، وكأن أحداً منهم لم يقرأ قوله تعالى في سورة النور وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

بعضهم وصل به الانحدار الأخلاقى والدينى فى فيس بوك وتويتر، لأن يسمى أحد رموز الدولة، ثم يقول: تلاقى مراته كانت مع بتاع الكاراتيه .

وكالعادة الافتراء على الله جاهز، والتبرير الأخلاقى والدينى المعلب متواجد على طول الخط. وفق حساب يسمى جمهورية رابعة على فيس بوك، سيقت ثلاثة عوامل للنفخ فى الفضيحة الأخلاقية، ومحاولة وصم كل رجال الأوشحة الخضراء وعناصر الأمن بالطعن فى أهل بيوتهم:

1- دول فسقة فى معظمهم، يتباهون بأنهم قتلوا الساجدين وحاصروا المساجد وهتكوا أعراض البنات وحبسوهم وسرقوا ونهبوا الخ الخ الخ.. عاوز بعد دا كله تعاملهم معاملة من له عرض شرعى!! يا راجل كبر مخك لا غيبة لفاسق أصلاً.

2- الكلام على عمومه ولم يذكر شخص بعينه.. وبكدا لا تقدر تقولى فى حد قذف ولا فى مقذوف أصلاً.. فهدى أعصابك كدا وسيب الناس تشفى غليلها وسيب الفسقة ينشغلوا بأنفسهم.

3- إحنا فى فترة حرب ضدهم استخدموا فيها كل الأساليب القذرة، ومن الغباء والسذاجة التورع عن محاربتهم ببعض أساليبهم، واحنا مفتريناش عليهم كله بالفيديوهات.

هكذا هى سياسة التشفى الإخوانية. الحرائر والأخوة الفضلاء يفترون على الله بغير دليل. فمن وقف ضدهم، أو على الأقل لم يقف معهم، فاسق لا محالة. يرددون كلمات يوسف القرضاوى، وكأنها صك الحلال لأفعالهم: سوف نرى انتقام الله ممن خان الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى، ثم يرددون الآية الكريمة من سورة آل عمران وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ.. وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .

الإخوان يبررون البذاءة، بأنهم مغلولين، يريدون الانتقام لضحاياهم. وكأن الأمن فقط هو من يتحمل مسؤولية دمهم، فيما أن القيادات الذين دفعوهم لمعارك غير متكافئة مع الجيش والشرطة، لا لنصرة الدين أو لإقامة شعائره، وإنما بحثاً عن كرسى السلطة، لا يتحملون نفس الوزر.

كادر الإخوان الهارب، أحمد المغير، أحل لنفسه اتهام الضباط والقضاة ووكلاء النيابة، بالدياثة، بالقول أنهم يعلمون أن زوجاتهم وبناتهم يخطئن، ولكنهم لا يتحركون، مبرراً ذلك أن السلطة تختار للمواقع الحساسة فى الدولة، أشخاصاً بلا كرامة أو أخلاق، قبل أن يتهم بعضهم بالشذوذ الجنسى. بينما لم يتورع محمد سعيد، أحد أعضاء اللجان الإعلامية الإخوانية التى نشطت أثناء حكم المعزول، ويتواجد حالياً فى بيروت، حيث يعمل ضمن طواقم قنوات الإخوان الفضائية، في كتابة بوست ساخر يدعو للتجارة بفيديوهات السيدات المتورطات، بـ200 جنيه لكل واحد منها، لدعم الاقتصاد الوطنى.

قائمة الطاعنين من الإخوان فى شرف سيدات وبنات، لا تعد ولا تحصى، غير أن أكثر ما يثير الاستفزاز فيها، أنها تضم البعض ممن يطلق عليهن حرائر، غير أنهن رمين برقع الحياء، ليطلقن نكات على الفيديوهات، بل ويشاركن في مسابقات الكشف عن أسماء السيدات أو الفتيات اللاتى يظهرن فيها. بما يشير إلى أن الاطلاع على المشاهد الحميمية، لم يكن حكراً فقط على شباب التنظيم.

على أيه حالة، وإن بدا هذا الانحدار الأخلاقى لأفراد الإخوان، مفاجئاً بالنسبة للبعض، فإن الطعن فى شرف العديد من المصريات ليس جديداً عليهم ولا على قياداتهم. قالوا عن ست البنات : إيه اللي وداها هناك.. وازاي مش لابسة هدوم تحت العباءة.. وقالت عزة الجرف من قبل: رأيت علاقات جنسية كاملة من شرفة قصر الاتحادية بين المعتصمات والمعتصمين.

الفلتان الأخلاقى والانهيار الدينى الإخوانى، يكشف عن هزة نفسية عميقة فى جسد أعضاء وكوادر التنظيم ومن والاهم. غير أن أحداً لا يعرف كيف استحل دعاة الدين، الخوض فى العرض، إلا إذا كانوا فى الأصل تجاراً بالدين، ولا لشىء غير ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: