تحقيقات صحفيه

أخطر «رُسل التحريض الإخواني» في أوروبا وأمريكا تحقيق ( ابراهيم البسيونى )

مها عزام أثناء تأسيس تحالف دعم الديمقراطية
مها عزام أثناء تأسيس تحالف دعم الديمقراطية

تحقيق / ابراهيم البسيونى

المساء نيوز تكشف»: المهام

السرية

لـ«مها عزام» من لندن إلى

بروكسل

التنظيم الدولي وضع

كوادره تحت أمر عزام

للاستفادة بعلاقاتها في تبيض

وجه الجماعة خارجيا

على كثافة تحركات مؤسسة قرطبة، واجهة الإخوان في لندن، ورغم شبكة العلاقات الضخمة التي يمتلكها رئيسها، قيادي التنظيم العالمي للجماعة، البريطاني من أصل عراقي، أنس التكريتي، هناك، إلا أن نشاط الدكتورة مها عزام يبدو الأكثر وضوحاً وربما فاعلية، بين كل الجهود المبذولة سواء من جانب المؤسسة أو غيرها من الكيانات المتحالفة معها لدعم التنظيم خارجياً.

بأريحية شديدة يمكن القول أن عزام، وهي أكاديمية متخصصة في الإسلام السياسي، ومديرة قسم الشرق الأوسط، بمعهد شاثام هاوس المعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية، ورغم كونها واحدة من رؤوس الحربة الرئيسيين لمؤسسة قرطبة، في حربها ضد الدولة المصرية، ورموز سلطة ما بعد 30 يونيو، إلا أنها تبدو مؤسسة مستقلة في حد ذاتها، إذ أن حجم الانجازات التي حققته بمفردها.

وفي بعض الأحيان بمساعدات طفيفية من جانب بعض كوادر التنظيم العالمي للجماعة، من أجل ضرب سمعة الجيش المصري في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتأصيل فرضية قيادة المشير عبد الفتاح السيسي لانقلاب عسكري أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي، ربما لم يتمكن أي من أذرع الجماعة في الغرب، من تحقيق نصفه على أقصى تقدير.

ولا يبدو مستغرباً لجوء أنس التكريتي، لضم شخصية تتمتع بعقلية وذكاء متفردين مثل البريطانية المصرية الدكتورة مها عزام لفريق مناهضة 30 يونيو، فالرجل الذي يشار إليه باعتباره الذراع المخابراتي للإخوان في أوروبا، فضلاً عن تقلده عضوية الهيئة الاستشارية لوحدة الاستشراف والدراسات في جهاز التخطيط العالمي للتنظيم، وهو موقع ليس من السهل على الكثير من كوادر الجماعة شغله، لن يجد صعوبة في اختيار شخصيات مؤثرة مثل عزام لتولي مهام على درجة كبيرة من الخطورة.

على هذا النحو أوكل التكريتي مهمة قيادة أخطر اللجان التي شكلتها قرطبة بعد عزل مرسي، والمنوط بها ترتيب وتنفيذ خطة تبيض وجه الإخوان، والإساءة إلى سلطة ما بعد عزل الجماعة من سدة الحكم والضغط عليها دولياً، أمام وسائل الإعلام الإنجليزية بوجه خاص، والغربية بوجه عام، إلى الدكتورة مها عزام، على أن يعاونها اثنان من أهم الكوادر الإخوانية في بريطانيا، هما الدكتور عمر عاشور، وهو محاضر في العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية، ومدير برنامج الدراسات العليا في سياسة الشرق الأوسط بمعهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر، إضافة إلى التنظيمية الشابة مني القزاز.

فعزام لم تضع الوقت كثيراً، بمجرد تكليفها بقيادة اللجنة، وسارعت بتكثيف اتصالاتها بدوائر صنع القرار ببريطانيا، كما مدت جسور تواصل مع قيادات وزارة الخارجية هناك، في حين وضع التنظيم الدولي للإخوان كوادره تحت تصرفها. الأخير أيقن، وبتوصية من التكريتي، أنها أفضل من يمثله ويتحدث بلسانه خارجياً.

وهى أكاديمية مرموقة وذات حيثية سياسية وعلمية، ومتحدثة لبقة، ومنتشرة إعلامياً، وتفرد لمقالاتها مساحات في كبريات الجرائد الإنجليزية، كالجاردين على سبيل المثال، ناهيك عن أن خطابها يستخدم مفردات ذات حساسية بالنسبة للعقلية الغربية، من شاكلة الانقلاب على رئيس منتخب، وعمل الجيش في الشأن السياسي، فضلاً عن كونها لا تنتمي للجماعة عضوياً، إلى جانب أنها ليبرالية ولا ترتدي حجاباً، ما يسهم في تغذية الرغبة الإخوانية الزور في الإيحاء بأن مجابهة 30 يونيو ليست مقتصرة على الإسلاميين ورموزهم فقط.

فبنظرة واحدة خاطفة على تحركات مها عزام، بعد عزل مرسي، وكذا فض اعتصام رابعة العدوية، ستكشف بجلاء، خطورة نشاطها في إطار الحرب بين النظام والتنظيم.

إلى جانب عشرات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي قادتها عزام في لندن، احتفاءً بشعار رابعة الشهير، فضلاً المقالات الصحفية التي نشرتها بالإنجليزية، ورحلاتها التي لم تتوقف بين لندن وواشنطن وباريس وفيينا وبروكسل وجنيف وغيرها، بصحبة وفد الدبلوماسية الشعبية الذي شكله الإخوان، ومن بين رموزه وائل قنديل وحاتم عزام وإسلام لطفي وغيرهم، فإنها في أسبوع واحد فقط، وتحديداً من 19 إلى 26 يوليو 2013، وبمساعدة وائل هدارة، مساعد مرسي السابق للعلاقات الخارجية.

ويحمل الجنسية الكندية، والقيادي الإخواني عبدالموجود راجح الدرديري، عضو مجلس الشعب المنحل ومسئول لجنة العلاقات الخارجية بحزب الإخوان (الحرية والعدالة)، ويحمل الجرين كارد الأمريكي، تمكنت من لقاء كل من جان ماري رئيس القسم السياسي بالاتحاد الأوروبي والمساعد الخاص لكاترين آشتون، ومستشار وزير الخارجية البلجيكي، ورئيسة قسم الديمقراطية والأمن في الوحدة الأوروبية، وكريستيان برجر، رئيسة مكتب الشرق الوسط وشمال أفريقيا بالاتحاد الأوروبي، وجيدو فيستر فيله، وزير خارجية ألمانيا السابق، وكارل بيلدت، وزيرة خارجية سويسرا.

علاوة على مجموعة من الاجتماعات مع مجلس اللوردات البريطاني، وكبار قيادات وزارة الخارجية البريطانية، وأعضاء اللجنة البريطانية المشكلة من ممثلين عن البرلمان، ومجلس اللوردات والحكومة.

أما جهود عزام الداعمة للإخوان فقد تجاوزت كذلك حدود قرطبة. إذ أسست في لندن أيضاً، وبالتعاون مع نحو 50 من النشطاء المصريين في بريطانيا، ممن هم على صلة مستترة بالتنظيم الدولي للإخوان، أو من تجمعهم هواجس الخوف من حكم العسكر في مصر ، فيما أنهم جميعاً يتشحون برداء غير إسلامي، تحالف دعم الديمقراطية في مصر ، بينما انتخبت عزام منسقة عامة له، والدكتور أحمد صابر أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، متحدثا رسميا باسمه.

ورغم أن إحدى المنظمات الداعمة للإخوان بلندن، وهي المنتدى الفلسطيني في المملكة المتحدة، قد دعت لتنظيم الاجتماع التأسيسي للتحالف، بل ونظمت ذلك في مقرها الرسمي، إلا أن عزام وفريقها كانا حريصان على ألا يشغل أي رمز إخواني أي منصب ظاهر في التنظيم، بحيث تحظى أنشطته التي تدعم فكرة حدوث انقلاب عسكري في مصر، فضلاً عن لجانه التي تشمل لجان الإعلام والقانون والسياسة وجمع التبرعات، بوجه ليبرالي خالص.

التنظيم العالمي يريد تعميم فكرة إنشاء مثل تلك التحالفات صاحبة النكهة الليبرالية، المناهضة لعسكرة الحكومات، بل والمعارضة أيضاً للفاشية الدينية، ولو ظاهرياً، في عدد من المدن الأوروبية والأمريكية، بحيث تكون شوكة في ظهر السلطة المصرية في الخارج، يمكن أن يستغلها الإخوان في حربهم الشرسة مع النظام في أي وقت.

الحلقات النقاشية التي تعقدها عزام في الصروح الأكاديمية الأوروبية، كما حدث مثلاً في ديسمبر الماضي بجامعة لندن، لا تركز إلا على توصيل مجموعة من الرسائل للمتلقي الغربي، سواء على مستوى الرأي العام، أو في أوساط السياسة والسلطة، لعل أهمها: الزعم بأن سقوط مرسي وحكومته المنتخبة سيؤدي حتماً إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان والحريات بمصر، وبصورة أكبر مما كانت عليه في عهد مبارك التأكيد على أن كل من يساند 30 يونيو من الحكومات الغربية، ولا يتدخل من إجل إعادة مرسي وجوقته إلى الحكم ثانية، سيلاحقه العار.

وفي هذا الشأن تختص عزام رئيس الوزراء البريطاني جيمس كاميرون بكل آيات الهجوم لصمته على ما تصفه بدولة الجنرال السيسي في مصر) المطالبة بضرورة وقف مبيعات السلاح الغربية لمصر الترويج إلى أن زمن الانتخابات النزيهة قد ولى في مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان، القطع بعودة الدولة البوليسية في بلاد النيل، التشكيك السافر في الأعداد التي نزلت لعزل مرسي، محاولة صبغة صورة سلمية تخاصم العنف للجماعة، وبأنها دوماً كانت ضحية النظم الديكتاتورية.
ـــ
الحلقة القادمة: لاعب التايكوندو الذي يقود حملة تبرير أخطاء الإخوان من لندن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: