معيط : الاقتصادات العربية تتحمل تحديات ضخمة نظرا للتوترات الجيوسياسية والتغيرات المناخية
أكد وزير المالية الدكتور محمد معيط، أن الاقتصادات العربية تتحمل تحديات ضخمة بسبب التوترات الجيوسياسية الدولية والإقليمية والتغيرات المناخية، على نحو يُضاعف الاحتياجات التمويلية لتوفير السلع والخدمات الأساسية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، والتكيف مع المناخ، أخذًا في الاعتبار ارتفاع تكاليف التمويل مع زيادة أسعار الفائدة، في ظل موجة تضخمية عاتية، ترتبت على اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد.
وقال الوزير، في اجتماع مجلس وزراء المالية العرب، اليوم الخميس، ضمن الاجتماعات السنوية للهيئات والمؤسسات المالية العربية بالعاصمة الإدارية – إن التكامل الاقتصادي العربي لابد أن يرتكز على سياسات أكثر تحوطًا وقدرة على امتصاص الصدمات الخارجية والداخلية، بحيث يسهم في تعزيز بنية الاقتصاد الكلي، وزيادة قدرته على التعامل الإيجابي المرن مع هذه الظروف العالمية والإقليمية الاستثنائية، ومن ثم تخفيف آثارها على الموازنات بما يساعد في تحقيق الانضباط المالي، والوفاء بالتزامات الحكومات نحو المواطنين.
وأضاف معيط، أنه ينبغي تعميق سبل العمل المشترك، وتنسيق جهود بناء احتياطيات قوية لحماية المالية العامة للدول العربية من أى هزات اقتصادية أو مناخية مفاجئة.
وأشار إلى ضرورة تعزيز الاستثمارات المتبادلة لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد العربية والمزايا التفضيلية لكل دولة؛ ويمكن أن تلعب المؤسسات المالية والتنموية العربية دورًا مؤثرًا في دفع التدفقات الاستثمارية مع التركيز على ضرورة منح القطاع الخاص دورا أكبر في النشاط الاقتصادي، على نحو يؤدي إلى مساندة الاقتصادات الناشئة بالمنطقة العربية.
وأوضح وزير المالية، أن مصر تعمل على توسيع الحيز المالي، بالتزامن مع جهود استعادة الاستقرار والتعافي الاقتصادي، من خلال حزمة من الإصلاحات الهيكلية.
ولفت إلى أن المسار الاقتصادي الجديد يحقق التكامل بين السياسات المالية والنقدية، ويدفع القطاع الخاص لقيادة النمو والتنمية خلال المرحلة المقبلة، كما أن وضع سقف للاستثمارات العامة في الموازنة الجديدة بتريليون جنيه يسهم في إفساح المجال لتدفق الاستثمارات الخاصة، والاستفادة من بيئة الأعمال المحفزة التي ترتكز أيضًا على بنية تحتية قوية، ومزايا ضريبية وتسهيلات تمويلية للقطاعات الإنتاجية والتصديرية، فضلاً على إلغاء المعاملات الضريبية التفضيلية لكل جهات وشركات الدولة؛ لإرساء دعائم التنافسية العادلة في السوق المصرية.
وأشار إلى أن مشروعات ميكنة الأنظمة الضريبية المصرية تسهم في دمج الاقتصاد غير الرسمي وتحقيق العدالة والحياد التنافسي أيضًا، دون الحاجة لفرض أعباء ضريبية جديدة حيث يتم الاكتفاء بتوسيع القاعدة الضريبية، ورفع كفاءة استيداء مستحقات الخزانة العامة.
وقال الدكتور محمد معيط، “إننا نعمل على مد مظلة الحماية الاجتماعية ببرامج أكثر استهدافًا للفئات الأولى بالرعاية وفى مقدمتها: «تكافل وكرامة» لتخفيف الآثار التضخمية الناتجة عن الأزمات العالمية والإقليمية”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.