حوادث وقضايا

محمد عبدالله يكتب :: السيسى فى السعودية.. ليست مجرد زيارة

كتب /محمد عبدالله

151659يخطئ من يعتقد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسعودية مجرد زيارة عادية، يجريها رئيس مصرى لخادم الحرمين الشريفين، لمناقشة عدد من الملفات العالقة بين البلدين، أو ملفات تخص منطقة الوطن العربى.

الزيارة أكثر من ذلك بالتأكيد، خاصة فى ظل الوضع المشتعل فى الجزيرة العربية، وعلى أطرافها، فالحرب فى غزة لم تضع أوزارها بعد، لاسيما أن آلة القتل الإسرائيلية مستمرة فى حصد أرواح الفلسطينيين، كما أن (داعش) مازالت تهدد الأمن الخليجى، باستيلائها على أجزاء كبيرة فى العراق وسوريا، وتقدمها إلى لبنان، فضلا عن محاولات أمريكية (مريبة) لضرب مسلحى (الدولة الإسلامية) فى شمال العراق، حفاظا على مصالحها.

الوضع العربى المشتعل، لا ينفصل تماما عن أمن مصر، التى تحارب الإرهاب، فى معركة شرسة، لم تحسمها الدولة بعد. فالوضع فى سيناء لا يسر عدوًا ولا حبيبًا، على الرغم من الضربات المتتالية لبؤر التكفيريين هناك.

تأسيس نظام ووضع عربى جديد لعله أبرز أهداف الزيارة.. بالفعل، فالسعودية قوة إقليمية دبلوماسية لا يستهان بها، فى ظل محاولات تركيا وإيران، لسحب البساط منها. وزيارة رئيس مصرى لها، تعضيد وتأكيد لدورها السياسى فى المنطقة، مع الضعف الشديد فى دور جامعة الدول العربية، بخصوص كل القضايا الشائكة التى جعلت المنطقة على وشك الانفجار.

ولا تنفصل الزيارة بالتأكيد عن وضع الاستثمار والاقتصاد فى مصر. فمشروع مثل تنمية محور قناة السويس، وحفر مجرى مائى جديد بالتوازى مع القناة الموجودة، يتطلب مزيدا من الاستثمارات العربية، فى منطقة القناة. والزيارة تطمئن جميع رجال أعمال السعودية، والعرب عموما، وتحفزهم للاستثمار فى المشروع، لأن الرياض كانت ومازالت تشكل دعما اقتصاديا قويا للقاهرة.

لاشك أن توجه رأس المال السعودى والخليجى إلى السوق المصرية سيكون له مردود عالٍ فى المستقبل، ولاسيما بعد الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى تشهده مصر، وبالذات فى هذا الوقت الذى تمر فيه مصر بمرحلة إعادة بناء الدولة من جديد.

أهمية الزيارة أيضا تأتى من اعتبار السعودية أكبر سوق تجارى تتعامل معه مصر فى الوطن العربى بصفة خاصة والعالم بشكل بصفة عامة، فضلا عن أن هناك أكثر من مليونى مصرى يعملون فى السعودية مما يجعل الحاجة إلى تأمين أوضاعهم ضرورة بعدما تفجرت أزمة العمالة الليبية.

اللقاء ولاشك يحمل عودة فعالة لمحور (القاهرة، الرياض)، الذى بدت فرصة استعادته ضئيلة للغاية فى السابق، بسبب التحديات التى تواجهها كل دولة على حده.

كما يبدو من اليسير معرفة أن موضوع الإرهاب سيحتل الأولوية فى مباحثات السيسى مع العاهل السعودى، فالفوضى (السورية العراقية اليمنية)، تهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجى، خاصة إذا ما تم إدراك أن إدارة تلك العمليات تجرى باتفاق (أمريكى غربى إيرانى تركى)، فضلا عن أن الوضع المتأزم فى ليبيا فتح الباب لتهريب السلاح والمخربين لاستنزاف مصر، وفى هذه الحالات ليس المطلوب تحصين ذات الدولة ذات الحدود المشتركة فقط، بل يتطلب الوضع قراءة ما يرسم لأدوار قادمة، للقاهرة والرياض فى المنطقة.

نعم، من المستبعد، أن يكون الحديث بين الزعيمين، قد تطرق لفكرة توجيه ضربات عسكرية لأى من البلدان العربية ذات الأوضاع الملتهبة خاصة ليبيا والعراق، مشددًا على أن توجيه الضربات لأى قطر عربى سيحتاج إلى وجود تهديد حقيقى لأمن البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى