مجدي سبلة يكتب (نواب العزاءات والأفراح ودورات الكوره)”٢”
كأن الناس أنتخبت هؤلاء النواب لهذه المهام “العزاء والافراح والطهور ودورات الكوره “(بدلا) من مهام التشريع والرقابة واقرار الموازنات والخطط الاقتصاديةوالاجتماعية ..
نعم النواب من حقهم حضور هذه المناسبات و صلة الارحام مثل باقي البشر لان هذا سلوك اجتماعي انسانى وحق أصيل لهم …ولكن ليس من حقهم ان تكون هذه هى الأدوار الأساسية لهم وليست هى الأسباب التى تجعل الناخبين تنتخبهم من أجلها.. نعم للأسف هناك قطاع كبير من الناخبين يعتبر حضور النائب في هذه المناسبات هو السبب الاول لمنحهم أصواتهم.. والغريب ان النائب نفسه يقيس شعبيته بحضوره لهذه المناسبات ويحسب نجاحه عليها..سيادة نائب الدائرة المُوقر في عزاء فلان إبن فلان ، وسيادة النائب مدعو في وليمة غداء لدي فلان ..
والغريب انه أثناء الإتصال بمعالي النائب لأمر هام ، كالعادة نجد تليفونه مُغلق معظم الوقت ، ثم إن سيادة النائب يترفع عن إستقبال مكالمات الأرقام الغريبة أو التي مصدرها مواطن فقير إضطر أن يستنجد به من كرب أو فاجعة ألمت به !
وأحياناً يضطر سيادة النائب أن يرد علي هاتفه لثواني معدودة ، كاظماً غيظه مُطفئاً غضبه ، مُعتذراً لذلك البائس الفقير الذي ألحَ في الإتصال به ، مُتعللاً له بإنشغاله إما في عزاء أو في فرح أو في طهور اوط في حفل غداء أو إفطار رمضاني لدي أحد الشخصيات الهامة بالدائرة !
كان الله في عون معالي النائب ، الذي يزعم أنه أبو الواجب ، وإن كان يؤدي الواجب فهو يؤديه لدي كبار دائرته فقط لاغير .. أما مساكين الدائرة وفقرائها وأصحاب الشأن الهيِنْ بها ، ربما أن نائبهم لا يتذكرهم إلا مع إقتراب كل دورة إنتخابية لكي يساندوه بأصواتهم ، رغم تهميشه لطلباتهم طوال سنوات الدورة النائب بطبعه شغوف بالشُهرة و لديه ولعْ بالظهور وسط الجموع والجماعات ، ماسكاً بمسبحته احيانا، مرتدياً بدلته الكاملة أو جلبابه البلدي ومن تحته الصديري ، كأمارة ودليل للبسطاء أنه واحد منهم ، يحاول إقناع الغلابه أنه فلاح إبن فلاح ، وأنه منهم ، وأنه بينهم وُلِدَ وترعرع ، وبفضلهم أصبح السياسي والبرلماني ويناضل بلسان طلبات الغلابه مؤكداً أنه لم يتغير بعدما أصبح عظيم الشأن ، مؤكداً لأهل دائرته أنهم سبب الخير الذي هو فيه ، رغم أنه تخلي عن دوره لكنه لو مارس دوره الاساسي لجلب الخير لهم !!ودائما يتكلم والإبتسامه لا تفارق وجهه ، الذي يزعم بأن حديثه يخرج من القلب قاصداً قلوب الجماهير الغفيرة ! ومن الطبيعي أن حضور نواب البرلمان لعزاءات وعزومات أصحاب الحظوة ، هو حضور مصلحة فقط لاغير ، كي يضمن النواب مساندتهم كأهل نفوذ وتأثير في كل دورة إنتخابية ، ربما بتوجيه الضعفاء والخروج لتأييدهم ! ونقول بملئ الفم للنواب كيف تُهمَل مصالح الخلائق من قِبَلْ لانك منشغل، وهو بين حاشيته او لديه عزاءا وفراح أو نهائي دورة كورة أو في عقيقة مولود ، كي يُبرهن النائب للجميع أنه موجود بينهم! او إنه ممثل الدائرة في حين لو حرص علي مواساة المُصاب الذي نفقت جاموسته أو حُرِقَ بيته أو فقد فلذة كبده ، أو أنه سعي لخلق فرصة عمل لشاب تخطي الثلاثين عاماً ويزال جالساً علي مصطبة البطالة لكان أنفع للناس من الظهور بأفخم الثياب في عزاءات، بل إن نائب المستضعفين لو سعي بنفسه أو كلَف غيره بمؤازرة المرضي وتوفير سبل العلاج لهم ، لما اُسيئ إستقباله ، ولا يتعرض لمواقف محرجة أو حاول البعض أن يحطَوا من اداءه ، فليت أن نواب مصر يدركون أن السعي لتطوير خدمات دوائرهم أعظم أجراً من السعي وراء العزومات والعزاءات
ودورات الكورة التى لو لم يحضروها لم تغير من الأمر شيئا..