مجدي سبلة يكتب ((مرة أخرى نستكمل فصول روايةالمصلحةالتى لم تنتهي))
عاد الراوي من جديد بخياله الخصب ليكمل رواية المصلحة ذات الصيت بعد أن تعرض لعملية خداع لم يقدر لها النجاح من قبل محجوب عبد الدايم وشملول بإشراف مباشر من كبيرهم رغم عدد ونوعية الفضائح التي هزت كيان المصلحة واتى ادت الى زوالها الى دار الاخرة .
جاء الراوي مشمئزا موجها سؤالا الذى يهمه الأمر من داخل المصلحة ذات الصيت: هل علمتم كم مرة أتت مباحث الكهرباء إلى مقر المصلحة لكي تسلم الرجل الأول بها انذارا بسداد ١٨٠ ألف جنيه ثمن ما قام بسرقته من تيار كهربائي في عقاره بعد أن ثبتت عليه التهمة ولا فكاك منها سوى الدفع أو الحبس ؟
صحيح أن التيار الكهربائي الذي سرقه يتعلق بنشاطه التجاري خارج المصلحة، ولكن هل من الحكمة أن يكون رجل بهذا السلوك هو الذراع الأيمن في المصلحة ويبقى مسئولا حتى هذه اللحظة عن شئونها؟
ألا يعد ذلك سببا كافيا لكي يتم ابعاد هذا الرجل عن موقع المسئولية في النواحي اياها بالمصلحة؟ إلى متى سيبقى شملول فوق المسائلة؟
هل من المعقول أن يمر شملول سلامات بعد كل الشكاوى التي قدمت ضده وعشرات التحقيقات التي أجريت معه؟ ابن من في المحيط الهادئ هذا الشملول لكي يمر دون محاسبة ويظل في وظيفته شملولا يهدد ويتوعد ويقول أنا أنا ويقول أن كل شيء بموافقة كبار المصلحة المختصة؟
لقد برر شملول ما يأخذه من مكافآت دون سواه بالقول أن هذه الأموال هي مقابل جهود غير عادية ومقابل عرق شريف من أجل رفعة المصلحة تماما كتبرير حكومة الرفيق نابليون في مسرحية مزرعة الحيوانات لجورج أورويل!!
حيث كان الرفيق نابليون ورفاقه يأكلون البيض ويشربون اللبن من دون بقية الحيوانات من أجل المصلحة العليا للمزرعة!!!!
فبماذا سيبرر شملول المصلحة ذات الصيت سرقته للتيار الكهربائي ؟
إن ما يتردد حاليا بين أبناء المصلحة لأمر يدعو لعجب العجاب ، بل يدعو لليأس!
هل علم كبيرهم أن أبناء المصلحة يشيعون أن هذا المبلغ الذي سيقوم شملول بسداده مقابل سرقة التيار الكهربائي سيتم تعويضه من خلال المكافآت الوهمية والجهود غير العادية التي يحصل عليها من المصلحة؟ فهل وزارة المالية ستدفع لوزارة الكهرباء قيمة ما سرقه شملول !!!
“إنا لله وإنا إليه راجعون” .هذا الكلام يؤكد أن هناك حالة من انعدام الثقة فيمن تم اختيارهم كقيادات للمصلحة، فكيف يسكت كبيرهم عن كل هذا ؟
إن أبسط ما يجب أن يوصف به ذلك الشملول في أي مصلحة هو الأمانة وحسن السير والسلوك ؟ فهل يدخل ضمن الأمانة وحسن السير والسلوك أن يقوم موظف كبير بسرقة ما يعادل ١٨٠ ألف جنيه تيار كهربائي في نشاط تجاري أو منزلي خاص به الم تحسب ضمن بيان حالته او ضمن السير والسلوك؟
لان الأخلاق والمبادئ لا تتجزأ والذي يتحايل ليسرق التيار الكهربائي في تجارته أو حتى بيته لا يستبعد أبدا أن يتحايل من أجل الحصول على ما لا يستحقه من مكافآت في وظيفته ولا يستبعد أبدا أن يمارس هوايته في لحام الأوراق واعادة تصويرها بمهارة لتتحول إلى ورقة واحدة ويتم إعطاؤها شرعية مزيفة بالخاتم الموجود في عهدته!!!
فإلى متى سيسكت كبيرهم على شملول الحصاوي؟
يبدو أن المشكلة أكبر بكثير من مجرد علاقتة بالكبير ومرؤوسيه وأن ضبط وإثبات أي تهمة سيؤدي إلى فضح أشياء كثيرة!! وإلى هنا يتوقف الراوي منتظرا رد فعل كبيرهم ليواصل الرواية!
وقبل أن يحمل الراوي عصاه ويرحل رفع بصره إلى السماء وقال: لقد طال ليل المصلحة ذات الصيت وأطفأ الشماليل ومض نجومها، ولابد أن يطلع الغبش ولابد للصبح أن يتنفس ولأبناء المصلحة أن يحتفلوا وأن يكسروا أوانيهم الفخارية التي طال بقاؤها!