مقالات القراء

مجدي سبلة يكتب .. (الصمت يخيم على حاشية مصلحة الصيت)

ما زال الخيال يسرد في هذا الفصل من الرواية مصلحة الصيت حيث جاء الراوي مندهشا جدا هذه المرة لأن الكثير من أبناء المصلحة لا يزالون يسألون من هو شملول !

الحقيقة المؤلمة أن هذا سؤال لا إجابة له لأن شملول ليس شخصا واحدا ولكنه كائن منتشر في كثير من المصالح في أوقيانوسيا ! وله نفس السمات الوضيعة ولكن أخطر سمة فيه أنه يقوم بتوريط كبير المصلحة منذ البداية ويثبت له أنه شملول وأنه يستطيع أن يضبط كل الكشوفات إياها وإذون الصرف ويصنع له كل يوم عداوة جديدا ويربط مصيره بمصير رئيس المصلحة فيأخذ المصلحة كلها إلى طريق الخراب ليكتشف رئيس المصلحة بعد فوات الأوان أنه ليس فقط شملول ولكنه حصاوي من أنقى سلالة!
ولكن ما يميز شملول الذي نعرفه عن بقية الشماليل في المصالح الأخرى هو أنه اذا غضب أو إذا فرح على السواء تخرج منه رائحة كريهة !
ومضى الراوي يقول يا سادة يا كرام أن مصلحة السمعة والصيت تمر حاليا بمرحلة من السكون الغامض الذي يتمنى الكثيرون من أبناء المصلحة أن يكون السكون الذي يسبق العاصفة!
لا أحد يعرف على وجه اليقين مصير محفوظ وعبد الدايم والحصاوي والأمل يتضاءل لدى البعض في اقتراب يوم الخلاص ويردد المتشائمون أنه لا فائدة وأن عبد الدايم وشملول وشلبية والدفاس سيكونون في أحسن حال وسوف يمارسون الانتقام من أعدائهم وكل من تجرأ عليهم وسينصبون المكائد من جديد ..!!!!
ولكن في مقابل هؤلاء هناك من يقول أن محفوظ عجب وحاشيته قد انتهى أمرهم وأنها مسألة وقت وأنه لا تلفيق بعد اليوم ،فقد انتهت حيل التلفيق والظلم ولم يعد وعاظ السلاطين يمتلكون مكائد جديدة، فكل شيء له حدود وله لياقة ونحن لسنا في جمهورية من جمهوريات الموز لكي يقوم أعضاء الحاشية بممارسة الانتقام والتلفيق واستخدام النفوذ إلى ما لا نهاية ،وكل الكراسي التي يجلس عليها الخنفشاريون الجدد طالما جلس عليه عشرات قبلهم ومنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر.
دوام الحال من المحال ولا موظف أو صاحب نفوذ يبقى في مكانه للأبد فالكل يرحل ويبقى الأثر ، ومحفوظ كما يرى الكثيرون قام بالقفز في مركب جديدة ولن يبقى في المركب المهتزة سوى أثره الذي لا يختلف عن أثره وسيرته في المركب الذي قبله!
محفوظ الآن لم يعد يتحدث باسم مصلحة الصيت والسمعة بقدر ما يتحدث باسم مؤسسة أخرى هى الأوقيانوسي الأعظم ويطلق تصريحات غامضة طبقا لعادته التاريخية المتأصلة منذ أول مركب قفز فيه وحيث يقوم حاليا بإضفاء المنطق على أشياء غير منطقية ويقول أشياء تثير استغراب واستهجان كل من يعرف شيئا من المنطق، مثل قوله أن المؤسسة الأوقيانوسي الكبيره لا يسعى فيها إلى مقعد ، وكأن تلك المؤسسة الجديدة تولد لتقيم حفلات الزار وتنظم فعاليات لالتقاط الصور!!
صحيح أن بقاء محفوظ عجب لوقت أطول مما كان يعتقد الناس سبب احباطا كبيرا لأبناء مصلحة الصيت الذين لا يشغلهم في أمر رحيله أو بقائه سوى شيء واحد وهو مصير حاشيته المتجبرة مثل الحصاوي وعبد الدايم وشلبية وكافة الذين نهبوا ميزانية المصلحة على مدار السنوات القليلة الماضية.
وصحيح أن طرزانات المصلحة يقومون الآن بتقديم التهاني لأبو الأكارم الدفاس الذي سيحل محل أبو جاموس في الإدارة العامة للحصالة، وأن “أبو جاموس” الذي رحل إلى مزبلة التاريخ كان أكبر شاهد زور في تاريخ المصلحة وأن كارم هو الدفاس الذي حل محله سيقوم “بدفس” كل موبقات الحصاوي منذ سنوات طويلة كونه أكثر أتباع الخنفشاريين جدارة بتولي منصب إدارة الحصالة بعد أن تدرب لسنوات طويلة في ظل نظرية دعه يسرق دعه يمر، وإذا كان أبو جاموس مجرد طرطور ينفذ ما يملى عليه، فأبو الأكارم الدفاس لا يتوقف دوره عند هذا الحد ولكنه بمثابة عفريت مبدع يهمس بالحلول والخطط في أذن الحصاوي.
محفوظ عجب يقفز الآن في المركب الجديد ، ولكن لعبة القفز في المراكب لن تستمر إلى يوم القيامة وإذا كان هناك من يدعمه وييسر له هذه اللعبة كل مرة، فإن لعبة الزمن ستكون حاسمة ونهائية ولا نجاة منها، الزمن كفيل بمداواة كل الجروح وإزاحة كل من يظن أنه فوق كل الاشياء ، والله وحده يعلم أين ستكون القفزة القادمة لمحفوظ ؟
وإذا كان قد نجح في حماية رجال حاشيته من طائلة القانون بفضل نفوذ الفقيه المنظر المحلل المبرر لكل ما يريده، فإن غدا لناظره قريب ..وسوف تأتي اللحظة التي ينتظرها مظاليم المصلحة بأوانيهم الفخارية.
وإذا كانت المصلحة في عهدمحفوظ والحصاوي وعبد الدايم لا تنفذ أحكام الحق ولا تعطي لمئات الناس حقوقهم وفي نفس الوقت تبدد ميزانيتها على مكافآت تدخل حساباتهم المتعطشة كل يوم تحت حماية الفقيه المبرر المنظر، فعدالة السماء لن تتأخر كثيرا.
سيقول قائل أن محفوظ لم يغير شيء، فحتى الأكلاشيه الخاص به لا يزال في حوزة عبد الدايم يختم به ما يشاء ويوقع باسم رئيس المصلحة على المستندات المرسلة للجهات الأخرى وأن عبد الدايم لا يزال يطلق التهديدات ويعد قائمة سوداء لزملاء وقيادات القطاع استعدادا للتنكيل بهم في الأيام القادمة والويل كل الويل لمن نقلت العصافير أنه ضحك في السر يوم فضيحة الدكتوراه المزيفة أو همس في أذن الزميل الذي بجواره منبها اياه أن محجوب وصل عند البوابة أو لمحت إحدى العصافير فصلا من فصول رواية الحصاوي وعبد الدايم على هاتفه النقال !!
وسيقول قائل أن عبد الدايم سيفعل ما كان يفعله الأخ الأكبر أو ال big brother في رواية ١٩٨٤ لجورج أورويل وسوف يضع في كل مكتب من مكاتب القطاع شاشة تنقل كل حركات وسكنات الموظفين وفي نفس الوقت تنقل لهم تعليمات “البج برازر” طوال اليوم ،والويل كل الويل لمن يضبط مبتسما خلال الأجواء المؤسفة التي تمر بها المصلحة ذات الصيت، فكيف لأي زميل أن يبتسم بعد الخازوق الذي دق لعبد الدايم وأدى إلى ضياع الدكتوراه؟!
وسيقول قائل ثالث أن كل الجديد الذي حدث وعرفه الناس أنه لم يعد في مقدور أحد أن يعرف حجم المكافآت التي يحصل عليها الحصاوي وعبد الدايم وشلبية والدفاس ووهيبة المطيعة التي يتوقع البعض أن تتحول قريبا إلى ضحية للحصاوي نفسه بسبب استخدامها في كتابة تقارير مزيفة لجهات الحق.
ولكن على الرغم من كل ما يقوله المحبطون واليائسون وعلى الرغم من السيطرة التي أصبحت محكمة التي يمارسها الحصاوي على الدفع الاليكتروني الذي سبب الفضيحة الماضية، وإعطاء الباسورد لشخص واحد فقط لا يعرفها سواه وهذا الشخص يمكن أن تقطع رقبته اذا ما تسربت كلمة عن مكافآت الحصاوي وبقية الخنفشاريين، إلا أن الراوي لا يزال على تفاؤله، وقبل أن يحمل عصاه ويرحل رفع بصره إلى السماء وقال: لقد طال ليل المصلحة ولابد أن يطلع الغبش ولابد للصبح أن يتنفس ولأبناء المصلحة أن يفرحوا ويكسروا أوانيهم الفخارية التي أحضروها منذ أشهر!

مقالات الرأي المنشورة لا تعبر عن سياسة الصحيفة وإنما تمثل رأي كاتبها فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى