ليس بالتحكيم وحده خسر الأهلي الدوري ولكن ,,
((((بقلم الدكتور طارق الأدور ))))
قرأت تحقيقات في الصحف والمواقع الأوروبية عن تراجع مستوى برشلونة وخروجه صفر اليدين من كل البطولات في الموسم الماضي بعد حقبة أبهر فيها العالم بمجموعة من اللاعبين التاريخيين، ولم يذكر أحد سببا واحدا لهذا الإنهيار مثل رحيل ميسي النجم التاريخي مثلا، أو المدير الفني رونالد كومان الذي تراجع الفريق كثيرا في فترته أو لم يتحدث الإعلام فقط مثلا في نوعية اللاعبين الحاليين التي تختلف عن جيل ميسي وإنييستا وتشافي وسواريز وغيرهم، ولكن تناول الإعلام 14 عنصرا لتراجع المستوى شملت كل عوامل التراجع حتى الأزمة المالية التي عاشها الفريق حتى يكون التحليل موضوعيا.ويعود النادي لمكانته.
لو ركز برشلونة على عنصر واحد فقط فلن يصلح الأخطاء التي فقد بسببها الألقاب ولكن الإعلام الكتالوني أدى دوره الطبيعي في أبراز كل الأخطاء التي يمكن علاجها حتى يعود أبرز فرق الكرة في العالم
كان لابد من ذكر تلك المقدمة قبل تحليل لماذا فقد الأهلي 4 من 5 بطولات لعبها الفريق هذا الموسم ومن بينها بطولة تهم جدا جمهور الأحمر وهي الدوري ومعها السوبر المصري والكأس القديمة ودوري أبطال أفريقيا بعد عامين إكتسح فيهما الأهلي كل شيء محليا وقاريا ودوليا
للأسف تحول إعلامنا عن دوره الرئيسي في إبراز الأخطاء وكيف يتم علاجها إلى إعلام فئوي كل ما يبحث عنه كل طرف من الإعلام المناصر للأهلي والزمالك عن سبب واحد فقط ليلصق به تهم خسارة الألقاب دون أن ينظر إلى الأسباب الأخرى.
جمهور الأهلي يريد الآن أن يعلق أسباب خسارة الدوري إلى الحكام فقط دون أي سبب آخر مثلما كان يفعل جمهور الزمالك لسنوات طويلة من تبرير أي خسارة بالتحكيم ومقولته المشهورة التي لم أجد مثلها في العالم عن البطولات الحرام والحلال.
والحقيقة أنني لم أكن يوما أدخل التحكيم ضمن أسباب الخسارة، لأنه يخفي العناصر الأخرى، ولذلك لم تكن أخطاء التحكيم هي السبب الأوحد لخسارة الأهلي لبطولته المفضلة، الدوري، موسمين متتاليين ولكنها ضمن أسباب كثيرة تحتاج إلى علاج عاجل إذا أراد الأهلي العودة السريعة.
وقد ذكرت منذ أيام أسباب فوز الزمالك بالدوري لأنه من الظلم إلقاء الأمر على التحكيم فقط والآن أذكر أسباب خسارة الأهلي بنفس المنطق دون أن أركز على أن التحكيم وحده سببا
أولا: أتفق في الرأي على أن أخطاء التحكيم هذا الموسم كانت أكثر جدا من معدلاتها في أي مكان في العالم ولكن للأمانة صب الكثير منها لصالح الزمالك وضد الأهلي ونذكر مثلا أن الزمالك حصل على ضربات جزاء مشكوك في بعضها وكانت سببا في تقدمه بالهدف الأول في 8 ضربات إحتسبت له. وتقدر النقاط التي فقدها الأهلي بسبب التحكيم بـ 14 نقطة بجانب حصول الزمالك على 11 نقطة تقريبا بالأخطاء.
ثانيا: عانى الأهلي طوال 5 مواسم متتالية من زيادة معدل المباريات بحكم أنه خاض كل البطولات المتاحة محليا وأفريقيا ودوليا بجانب أن الأجهزة الفنية لم تتبع الطرق السليمة لتدوير اللاعبين.
ثالثا: كان هناك دور بارز للأجهزة الفنية منذ فترة موسيماني لأنه لم يقنن الأحمال جديا ولم يوزع الجهد على عدد أكبر من اللاعبين ففقد الأهلي تشكيله بالكامل تقريبا في نهاية الموسم وجاء سواريش ليكمل السلبيات لأنه لم يتمكن من إضافة أي جديد للأهلي خططيا أو من خلال تطوير مستوى باقي اللاعبين الباقين.
رابعا: للموسم الخامس على التوالي تكررت مشكلة إهدار الفرص السهلة والتي وصلت إلى معدلات مخيفة بإهدار ما بين 18 و20 فرصة محققة في بعض المباريات دون تسجيل أهداف.
خامسا: عانى الأهلي حتى في أوقات الإنتصارات الأفريقية من ضعف الحلول التهديفية وبينها بل وأهمها عدم إستغلال الكرات العرضية أو السرعات في إختراقات العمق.
سادسا: إنخفض مستوى كل النجوم الأساسيين في الفريق وفي المنتخب في الوقت الحساس من الموسم مثل الشناوي والسولية وحمدي فتحي ومحمد شريف وأيمن أشرف بسبب الإجهاد
سابعا: كالعادة عاني الأهلي من تكرار الإصابات بمعدلات رهيبة حتى طالت كل النجوم أساسيين وإحتياطيين
ثامنا: نتيجة الأحمال الزائدة وإستنفاذ الجهد طوال الموسم الطويل لم يستطع الفريق الإعتماد على سرعة التمرير التي تميز بها الأهلي مثلا في عصر فايلر فكانت سرعة الإيقاع بطيئة للغاية.
تاسعا: تميزت كل تشكيلات الأهلي المتوجة بالألقاب بالقدرة على الضعط على المنافس في أماكن متفرقة في الملعب ومن بينها الضغط العالي حول منطقة جزاء المنافس وهي الميزة التي إفتقدت تماما هذا الموسم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.